سرد تعبيري

الشخصية التعبيرية في قصيدة فريد غانم ( دون كيخوته)







من النقد الأدبي الى علم الأدب







قصيدة النثر السردية الفكرة و النموذج

قصيدة مزامير الريح للشاعر عادل قاسم نموذجا


قصيدة النثر السرديّة هي شعر مكتوب بشكل نثر، تعتمد في نثريتها على السرد الممانع للسرد، حيث يظنّ القارئ انه أمسك بالاحداث و الشخصيات ثمّ يتبين له عاجلا انه لم يمسك بشيء. نعم انه السرد ضد السرد، السرد لا بقصد الحكاية و القصّ، بل بقصد الايحاء و الرمز، ببناء جملي متواصل و من دون ايّة عناصر شكلية شعرية.
قصيدة مزامير الريح للشاعر عادل قاسم تمثّل نموذجا لقصيدة النثر السردية، حيث البناء الجملي المتواصل و السرد التعبيري و العمق الشعري المنبثق من الشكل النثري، حيث الاغراء القراءاتي بانّ القارئ امسك بكيانات النصّ الا انه عاجلا سيعرف انه لم يمسك بشيء. 


((مَزاميرُ الريح
عادل قاسم

أًتوارى كهمسةٍ خَجِلةٍ في فَضاءٍ يَنِزّ بالدموعِ الهاميةِ على مساحةِ الصبْرِ، علَّ الهَشيمَ المُعلّبَ في ثقوبِ الذاكرة الداكنة يَسْتَحيلُ مِزنةً تَمطرُ أًثداؤُها وِجوهاً أَتوقُ للثمِ سِهولها الخضراء التي أًينعتْ ثمار التَرقّبِ لِفراديسٍ مُحلِّقةٍ في سماءٍ ثامنةٍ سًنرِثها حينَ يَرْقِصُ النَخيلُ برِفقةِ الملائكةِ الحالمينَ بعودة مساء يطلّ بعينيه المشاكستينِ على حُلمنا الوارِف لينفخَ فيَّ خُطى المزامير؛  ْشَدوَ ما توارثناهُ منْ أَغانٍ تُرَتِّق أَحزانَها البيادرُ الجاثِمةُ في السهولِ التي سَرقتْ من عُيونِ الكواكبِ ثغاءَها الرَهيف .))



و كقراءة فاعلة و تفاعلية سندع القارئ يكتشف بنفسه تلك العناصر الأسلوبية التي اشرنا اليها و التي جعلت من هذا النصّ نموذجا لقصيدة النثر السردية، انها البناء الجملي المتواصل، فالنصّ كلّه عبارة عن فقرة واحدة متصلة تقرأ بنفس واحد وهذا تجلّ أعظم للبناء الجملي المتواصل ، و حيث السرد التعبيري بسرد سلسل مائي، الا انّه بلغة معبأة بالرموز و الاشارات و الايحاءات حيث تنبثق الصور الشعرية العميقة القابعة خلف النص لتحقّق شعراً كاملا برمزية عذبة قريبة ينبثق من نثر كامل كتب بالجمل و الفقرات.