السبحة


اولا: الثابت من الروايات عندي ان السنة في السبحة هي (33) حبة والمشهور استعمال (101) و حكم الاستحباب يرجع فيه الى فقيه العصر.
ثالثا: الاستخارة بالسبحة لم تثبت عند بنص، بل ولا اي شكل اخر من الاستخارة حتى الاستخارة بالقران الا صلاة الاستخارة وبعدها دعاؤها. وثبوت ذلك و حكم العمل به يرجع الى فقيه العصر.
رابعا: ان للسبحة في احلامي رمزية قوية فحينما ارى ان اشتري سبحة فعمناه انني صعدت في علمي او عملي وحينما افقد سبحة فمعناه انني هبطت في علمي او عملي.
خامسا: لم يثبت عندي نص له شاهد معرفي بخصوص انواع السبح وقيمتها الروحية او الغيبية لذلك فان المميز لها هو جماليتها العرفية و ندرتها، ويرجع في ثبوت ذلك وعدمه الى فقيه العصر.
ونصيحة مهمة : كل شيء تسمعه عن الروحانيات و الغيبيبات او ما يخص الشريعة فعليك سؤال فقيه العصر عنه اما مباشرة او عن طريق موقعه او عن طريق وكلائه. وفقيه العصر في البلد هو من يقدمه الفقهاء و يجعلونه متقدما عليهم.

الحكومة السنية والحكومة البدعية

حكومة السنة هو ان يكون الحاكم هو العالم
حكومة البدعة ان يكون الحاكم غير العالم

روايات ان الذبيح هو اسحاق


تفسير العياشى - (ج 2 / ص 201) عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال : كتب يعقوب النبى إلى يوسف : عن يعقوب بن اسحق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله إلى عزيز مصر اما
بعد فأنا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا الينا ، ابتلى جدى ابراهيم فالقى في النار ، ثم ابتلى أبى اسحق بالذبح ، فكان لى ابن وكان قرة عينى..الحديث.

الكافي الكليني - (ج 4 / ص 290) قال: أبوجعفر (ع) فنادى أبوقبيس إبراهيم (ع) إن لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه ثم إن إبراهيم (ع) أذن في الناس بالحج فقال: أيها الناس إني إبراهيم خليل الله إن الله يأمركم أن تحجوا هذا البيت فحجوه فأجابه من يحج إلى يوم القيامة وكان أول من أجابه من أهل اليمن، قال: وحج إبراهيم (ع) هو وأهله وولده فمن زعم أن الذبيح هو إسحاق فمن ههنا كان ذبحه. وذكر عن أبي بصير أنه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله عليهما السلام يزعمان أنه إسحاق فأما زرارة فزعم أنه إسماعيل.
الكافي الكليني - (ج 6 / ص 439) (11797 3) بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضر مي، عن سعد بن سعد قال، قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن أهل بيتي يأكلون لحم الماعز ولا يأكلون لحم الضأن، قال: ولم؟ قلت: يقولون: إنه لحم يهيج المرار فقال عليه السلام: لو علم الله عزوجل خيرا من الضأن لفدى به يعني إسحاق هكذا جاء في الحديث.

الصدوق قال في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 12 / ص 284)  ع، ن: سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن أكرم الناس نسبا، فقال: صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله.

 مجموعة ورام - (ج 2 / ص 288) و له ليلة الفراش حين نام في مكان رسول الله ص صابرا على ما كان يتوقع من الذبح كمحنة إسحاق ذبيح الله حتى صبر على ما ظن أنه نازل به من الذبحز

الدعوات - (ج 1 / ص 20) - و عن عبد الله بن موسى(عليه السلام) قال لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف و هو لا يدري أنه يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنا مولع بنا أسباب البلايا كان جدي إبراهيم الخليل ألقي في النار في طاعة ربه فجعلها الله عليه بردا و سلاما و أمره الله أن يذبح أبي و فداه بما فداه و كان لي ابن..الحديث.




العلماء حكام على الناس


عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي - (ج 1 / ص 20) العلماء حكام على الناس. 
غرر الحكم و درر الكلم - (ج 1 / ص 6) - العلماء حكام على الناس
ميزان الحكمة - محمدي الريشهري - (ج 3 / ص 401) - الإمام الصادق (عليه السلام): الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك  - الإمام علي (عليه السلام): العلماء حكام على الناس 
مستدرك سفينة البحار - (ج  / ص 1) أمالي الطوسي: العلوي(عليه السلام) : الملوك حكّام على الناس، والعلم حاكم عليهم
مسند الرضا (ع)- داود بن سليمان الغازي - (ج 1 / ص 145) داود بن سليمان الغازي، عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين عليهم السلام، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (المملوك حكام على الناس، والعلم حاكم عليهم،
 مستدرك الوسائل - (ج 17 / ص 254) عبد الواحد الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أنه قال : " العلماء حكام على الناس " .
كنزالفوائد - (ج 8 / ص 21) و عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:  قوله الملوك حكام الناس و العلماء حكام على الملوك.
فهنا ثلاثة الفاظ بمعنى واحد ( العلماء حاكم على الناس ، العلم حاكم عليهم، والعلماء حكام على الملوك)
فالحديث مروي بثلاثة طرق. وفي الحقيقة انا لا اعرف كيف يجيب على هذه الروايات من يرى خلافها؟
ولا يقال ان العلماء هنا الائمة صلوات الله عليهم لانه ميز بين الملك والعالم وهذا لا يجوز بحق الائمة فان الامر فيهم متحد العالم والملك.

ما بين اظهرنا هو كتاب الله نص ان


...................
عدة الداعي: قال امير المؤمنين عليه السلام: وكتاب الله بين أظهركم ناطق. تعليق: هذا نص ان كتاب الله هو المصحف. فان ما بين اظهرنا هو المصحف قطعا. 
التحف عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: هذا كتاب الله بين أظهرنا وعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرته. تعليق: هذا نص ان المصحف هو كتاب الله لان ما بين اظهرنا هو المصحف.
( من كتابي منتهى البيان في نفي تحريف القران)

قداسة المصحف تنفي التحريف



كشف الغمة: عن الحافظ عبد العزيز، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى المصحف عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة. تعليق: هذه قدسية للمصحف، أي هذا المصحف فكيف يكون محرفا؟


عدة الداعي: عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب، فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: لا بل اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة. تعليق: هذا نص على ان التقديس للمصحف الذي بين أيدينا فكيف يكون محرفا؟

عدة الداعي: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان. تعليق: هكذا تقديس لا يمكن ان يكون لكتاب محرف.

اشارة: التقديس الثابت للمصحف يثبت انه قران، لانه لا يمكن اعطاء قداسة لكتاب محرف.
(من كتابي " منتهى البيان في نفي تحريف القران)

اول اشكال التأليف الاسلامي

لو اننا تتبعنا كلمات اهل البيت صلوات الله عليهم واصحاب رسول الله صلى الله عليه واله لوجدنا حقيقة واضحة وهو انهم يستعملون الفاظ (القران وكتاب الله والتنزيل)  بتوسع ليشمل التنزيل والتاويل الذي علمهم اياه رسول الله صلى الله عليه واله.  وهذه معرفة عالية نحن نفتقدها بسبب تمييزنا الحد واللاواقعي بين القران والسنة. كما انه يبين ان سيرة السلف الاول في التأليف هو انهم يدرجون التاويل بين التنزيل ويسمون الجميع توسعا كلها قرانا،  ومن هنا كان الاعتراض على توحيد المصاحف، ليس لاجل اختلاف الحروف والقراءات وانما لاجل التاويل المدرج الذي ورثوه. فكان التفسير التاويلي المدرج هو اول اشكال التأليف الذي ظهر في زمن اصحاب النبي صلى الله عليه واله. فمؤلف يشتمل ادراج التأويل القراني المنزل بين التنزيل القراني المنزل هو اول اشكال التأليف الاسلامي.

دعاء نشر المصحف في شهر رمضان

الصيغة المحكمة من الدعاء: ما في دعوات الراوندي: عن زرارة قال قال الصادق عليه السلام : تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر رمضان فتنشره و تضعه بين يديك و تقول اللهم إني أسألك بكتابك المنزل و ما فيه و فيه اسمك الأكبر و أسماؤك الحسنى و ما يخاف و يرجى أن تجعلني من عتقائك من النار و تدعو بما بدا لك من حاجة. تعليق: نشر الثوب بسطه ونشر المتاع بسطه فمعنى تنشر المصحف اي تجعله مفتوحا.
قال المفيد في المقنعة: و تأخذ المصحف في ثلاث ليال من الشهر و هي ليلة تسع عشرة و ليلة إحدى و عشرين و ليلة ثلاث و عشرين فتنشره و تضعه بين يديك و تقول اللهم إني أسألك بكتابك المنزل و ما فيه و فيه اسمك الأعظم و أسماؤك الحسنى و ما يخاف و يرجى أن تجعلني من عتقائك و طلقائك من النار و تدعو بما بدا لك من حاجة. تعليق: ما ذكر المفيد فتوى و تفرع وهو تام الا ان اللفظ ( عتقائك) وهو جمع بين الروايات. فالمعتمد لفظ الحديث عند الراوندي.
روايات اخرى غير محكمة
- اقبال الاعمال لابن طاووس قال رويناه بإسنادنا إلى حريز بن عبد الله السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام قال تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر ... الحديث تعليق: الاشكال في ان الراوي حريز فالظاهر سقوط اسم زرارة فمن غير المعهود رواية حريز عن ابي جعفر.
- الكليني: حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: تأخذ المصحف في الثلث الثاني من شهر .تعليق: الاشكال في (الثاني) ان الدعاء على طول العشرة ايام الاخيرة ظني.
- عده الداعي لابن فهد ما روي عن أبي جعفر عليه السلام في الثلث الثاني من شهر رمضان . تعليق: لكن في البحار عنه ( الثلث الباقي. وفي هامشه (الليالي ط اي في نسخة.). والاشكال في ( الثاني و الباقي.) فالظاهر انها تصحيف الليالي. ل ومن الواضح انه اخذه عن الكليني.
ملاحظة: الدعاء يدل نصا ان هذا المصحف الذي بين ايدينا هو القران وفيه الاسم العظم وقد اخرجت الحديث في كتابي ( منتهى البيان في نفي تحريف القران).

ليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب

في الارشاد: عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: فلما أبيتم إلا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحيا ما أحياه القرآن وأن يميتا ما أماته القرآن فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب. تعليق: القران والكتاب يراد بها المصحف الذي بين الناس.
اقول لا ريب ان المعرفة غير دلالة النص،فاحيانا تتطابق معها واحيانا لا تتطابق سواء بزيادة او نقصان واحيانا تختلف عنها وهذا هو صفة المتشابه. ان الاصل في الدلالة انها هي المراد لكن اكثر شيء يكسر الدلالة و يفقدها وضعها كمراد هو المعارف المشهورة وخصوصا المعارف النصية واحيانا المعارف غير النصية، لكن اغلب تلك الصورة هو الفهم المشهور من نص، لان الفهم احيانا يتعدد و يميل الناس الى المشهور. وهذا غير مبر لان الحق بين لكن الناس يلجأون الى الراحة و الهدوء.
هذا الحديث يدل بشكل واضح ان المقصد الاساي و الجوهري والحقيقي هو اقامة حكم الله بغض النظر عمن يحكم، فلا اختصاص لفئة او عنوان للحكم بحيث يكون به و يزول بزواله. 
وهذا يعني التمييز بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي للحكم. فتكليفا الحكم هو من حق الاحق من نبي او وصي او الافضل. ولو قدم المفضول اثم المقدم والمقدمون، لكن لا يبطل الحكم، فهذا التقديم عقد يصحح ما يحكم به من عدل ولا يصحح ما يحكم به من باطل. بل ان هذا عام شامل لكل حاكم حتى الاولياء. 
فالحاكم المفضول يكون اثما بتوليه الحكم مع وجود الافضل، الا ان حكوماته العادجلة تصح والعقد وهو التقديم يصحح تصرفاته العادلة الموافقة للشريعة.
وهذا الامر لا علاقة له بالصبر عليه او الخروج عليه كما انه علاقة له .

النص على ان ما في هذا المصحف هو القران وهو الكتاب وهو ما انزل الله.

النص على ان ما في هذا المصحف هو القران وهو الكتاب وهو ما انزل الله، من فاتحته الى خاتمته.
.........
1- البحار عن كشف الغمة عن ابن طلحة: عن امير المؤمنين عليه السلام قال: وشرطت على الحكمين بحضوركم أن يحكما بما أنزل الله من فاتحته إلى خاتمته والسنة الجامعة.
2- لبحار عن العياشي عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد الله عليه السلام: قال: فلما رآني أتتبع هذا واشباهه من الكتاب قال: حسبك كل شيء في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة.
3- البحار عن جعفر البحريني مرسلا عن الصادق عليه السلام في دعاء: ويتوجه بالقرآن قائلا اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته، وفيه اسمك الاكبر.

فائدة
الحديث الاول قوله ( بما انزل الله ) يقصد هذا المصحف.
الحديث الثاني: قوله ( كل شيء في الكتاب) يقصدهذا المصحف.
الحديث الثالث : قوله ( بالقران العظيم) يقصد هذا المصحف.

الدليل العقلي على نفي تحريف القران


أشرت إلى ثلاثة ادلة عقلية على امتناع وقوع التحريف في القرآن، مقدماتها ما يلي مختصرا:
اولا: الإحكام وكمال الإتقان في فعله تعالى. 
ثانيا: محورية القرآن للشريعة وعاصميته لها. 
ثالثا: خاتمية الشريعة إلى يوم القيامة. 
ان القول بتحريف القرآن ينقض هذه الثلاثة وان نقض واحدة منها يعني بطلان الفرض لأنها معارف قطعية ومسلمات بل بديهيات دينية. ومن هنا فلا يصح قبول رواية او قول ظاهره التحريف. 
هذا وإنني لا أعلم أحدا أقام دليلا عقليا على نفي تحريف القرآن سابقا بل يعتمدون النقل. وهذا ببركة منهج العرض واعتبار اتساق المعارف وتوافقها وعرض بعضها على بعض. والأخذ بالمتسق وترك المختلف.

تدمير الحداثة الإسلامية.




لا بد من الاعتراف ان هناك جانبا من المعارف قد اخلد فيه إلى التسليم والأخذ عن الكبار من دون مناقشة، والاعتراضات الحالية لا تعني بالضرورة عقوقا ولا خيانة بل هي حالة صحية.

لكن ما يحصل من بعض المعاصرين في شرق الإسلام وغربه طرح يعتمد الخطابة و الشذوذ و الطعن والانفصال عن الاصالة أدى إلى انكماش الناس و أعراضهم عن صوت الحداثة الإسلامية. وعلى الحداثيين الإسلاميين إعادة الاعتبار للحداثة الإسلامية من دون اللجوء إلى اسلوب الصدام والطعن و الشذوذ والانفصام عن القديم. بل يكون بتجديد مع أصالة.


والكل يعلم أن الشيخ الحر العاملي كان من أكثر المجددين في عصره الا انه لم يطعن بأحد ولم يطرح شذوذا ولم يلجأ إلى الخطابية. بل كان لا يذكر أحدا من العلماء الا بصفات الاجلال والتكريم وكان قليل الكلام والتعليق وكان يطرح اختياراته بصورة علمية وبهدوء تام ومن دون صخب.

الحداثة الإسلامية لا تعني الصخب والطعن والاتهام و الخطابة بل تعني الإشارة اللطيفة الهادئة إلى معرفة قد خفيت على الكثيرين. الحداثة تجديد باصالة.

اطفاء النار التي ألقي فيها ابراهيم

المشهور ان النار بقيت مشتعلة حينما القي فيها ابراهيم عله السلام قال في تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 7 / ص 86) و ذكر في كون النار بردا على إبراهيم وجوه ( أحدها ) إن الله سبحانه أحدث فيها بردا بدلا من شدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه ( و ثانيها ) إن الله سبحانه حال بينها و بينه فلم تصل إليه ( و ثالثها ) إن الإحراق إنما يحصل بالاعتمادات التي في النار صعدا فيجوز أن يذهب سبحانه تلك الاعتمادات و على الجملة فقد علمنا إن الله سبحانه منع النار من إحراقه و هو أعلم بتفاصيله.
لكن في البحار عن رواية تدل على انها اطفئت: فعن الراوندي في قصص الانبيان بسنده عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قال الله تعالى للنار: " كوني بردا وسلاما على إبراهيم " لم يعمل يومئذ نار على وجه الارض، ولا انتفع بها أحد ثلاثة أيام. 
 وعن زاد المسير - (ج 4 / ص 348) قال في { يا نارُ كوني بَرْداً وسلاماً على إِبراهيم } ، فلم تبق نار على وجه الأرض يومئذ إِلا طُفئت وظنَّت أنها عُنيت . ثم قال قال السدي : فأخذت الملائكة بضَبْعَي إِبراهيم فأجلسوه على الأرض ، فإذا عين من ماءٍ عذْب.
 وعن تفسير الخازن - (ج 4 / ص 404) قال: وفي بعض الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم.
وفي البحار عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:  أشرف نمرود على النار هو وآزر فإذا إبراهيم عليه السلام مع شيخ يحدثه في روضة خضراء.
وفي النكت قال كعب : لم يبق في الأرض يومئذ إلا من يطفىء عن إبراهيم النار، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه. والعبارة الاخير بخصوص الوزغ غير مصدقة ولا شاهد لها الا ان صدر الروية دال على حصول عملية اطفاء.
ملاحظة في الرواية عبارة مهمة وهي (لم يعمل يومئذ نار على وجه الارض) وفي زاد المسير (فلم تبق نار على وجه الأرض يومئذ إِلا طُفئت وظنَّت أنها عُنيت ) وهو يشير الى نوع من العموم اي ان العنصر الاعجازي كان فيه عمومية - وهذا تابع للعنصر ( المادي) وليس للامر- وهو ما يقوي ما يغلب في ظني ان المعجزات يمكن ان تفسر فيزيائيا وهو نابع من واقعية الشريعة.

هل ابراهيم من ذرية نوح

( وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (*) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
 أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا)
(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)

 التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 7 / ص 134)
وكان ابراهيم من ذرية من حمل مع نوح، لانه من ولد سام بن نوح

تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 6 / ص 385)
و كان إبراهيم من ذرية من حمل مع نوح لأنه من ولد سام بن نوح .
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 6 / ص 440)
وقلنا يا " ذرية من حملنا مع نوح " في سفينته وقت الطوفان "

تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 6 / ص 194)
« ذرية من حملنا مع نوح » أي أولاد من حملنا مع نوح في السفينة فأنجيناه من الطوفان 

الوجيز للواحدي - (ج 1 / ص 442)
{ ذرية } يا ذريَّةَ { مَنْ حملنا مع نوح } يعني : بني إسرائيل ، وكانوا ذريَّةَ مَنْ كان في سفينة نوح عليه السَّلام 

الوجيز للواحدي - (ج 1 / ص 493)
 { أولئك الذين } يعني : الذين ذكرهم من الأنبياء كانوا { من ذريَّة آدم وممن حملنا مع نوح } ومن ذريَّة مَنْ حملنا مع نوح في سفينته .


اما قوله (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيم ) فهو ناظر الى اهل السفينة فيكون من التغليب اي وجعلنا ذريته وذرية من معه في السفينة هم الباقين ثم اغرقنا الاخرين.  وقوله من شيعته لابراهيم ايضا فيه اشارة انه ليس من نسله.

فان لله خمسه وللرسول

الامر بالخمس من الغنيمة نص قراني محكم قال تعالى( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) [الأنفال/41])


قال الزخمشري في الكشاف - (ج 2 / ص 364) { فَأَنَّ للَّهِ } مبتدأ خبره محذوف ، تقديره : فحق ، أو فواجب أن لله خمسه . - ثم قال- كأنه قيل : فلا بد من ثبات الخمس فيه ، [ و ] لا سبيل إلى الإخلال به والتفريط فيه ، من حيث إنه إذا حذف الخبر واحتمل غير واحد من المقدرات ، كقولك : ثابت واجب حق لازم؛ وما أشبه ذلك ، كان أقوى لإيجابه من النص على واحد.


ثم ياتيك بعض الناس و يقول لك ان الامام عليه السلام اسقط الخمس، وهل من حق الامام ان يسقط اية بل هل من حق النبي صلى الله عليه واله اسقاط اية ؟ قطعا ليس من صلاحية النبي ولا الامام ولا اي احد اسقاط اية من القران. وما يقال خلاف ذلك جهل، بل جهل الجهل و الروايات المخالفة للقران لا تقبل كعموم قطعا. ثم هناك مستحقون غير الامام كيف له ان يسقط حقهم؟


وينقل عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال (لو كان الفقر رجلا لقتلته)


وانا اقول ( لو كان الجهل رجلا لقتلته).


--- فالواجب الان وفي كل زمان على المسلمين اخراج الخمس من الغنيمة - باي صورة يفهومنها- ويخرجون حق الله والرسول - وهنا ياتي دور ولي الامر فهو النبي ثم الوصي ثم فقيه العصر في غيابهما لانه لا بد من رجل يستلم حق الله والرسول لان القران لا يسقط، وايات القران شرعت الى القيامة و ليس الى زمن دون زمن. واحكام القران ليست الغازا ولا اسرارا وانما امور ظاهرة بينة فلا بد من احد يستلم حق الله والرسول وهو ولي الامر لا غيره.

أول من مات ادم عليه السلام

.........
اخرج ابن ابي شيبة وغيره عن الحسن البصري انه قال ( اول من مات ادم ).
وجدت هذا صدفة عند بحثي عن رواية رواها الصدوق و الطوسي تشير بظاهرها ان اول صلاة جنازة كانت على ادم عليه السلام:
ففي التهذيب عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن عبدالله بن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لما مات آدم عليه السلام فبلغ إلى الصلاة عليه فقال هبة الله لجبرئيل عليه السلام: تقدم يا رسول الله فصل على نبي الله، فقال جبرئيل عليه السلام: ان الله أمرنا بالسجود لا بيك فلسنا نتقدم على ابرار ولده وانت من أبرهم، فتقدم فكبر عليه خمسا عدة الصلاة التي فرضها الله على امة محمد، وهي السنة الجارية في ولده إلى يوم القيامة. وسند الصدوق الى ابن سنان صحيح فالرواية صحيحة السند. وقول جبرائل (تقدم فكبر عليه خمسا عدة الصلاة التي فرضها الله على امة محمد) ظاهر بانه اول تشريعها ولم تكن شرعت قبلا. فيكون ظاهرها ان ادم اول من مات من البشر.
وعن الطبري عن ابن عباس: قال ابن عباس: لما مات آدم قال شيث لجبرائيل: صلّ عليه، فقال: تقدّمْ أنت فصلّ على أبيك، فكبّر عليه ثلاثين تكبيرة، فأمّا خمس فهي الصلاة، وأما خمس وعشرون فتفضيلاً لآدم.
-- فالرواية صحيحة في جميع مضامينها ونقية ومسالة صلاة جبرائيل عيانا له مصدق في مواضع كثيرة ومنها نصا في القران قال تعالى (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ).

التكفيريون ؛ ما اشبه اليوم بالامس


......
كنت ارى بعض الاخوة المسلمين ( غير الشيعة) يطبقون ايات في الكافرين على الشيعة فيكفرونهم بها.
واليوم ارى بعض الاخوة المسلمين ( الشيعة) يطبقون ايات و روايات في الكفار و المنافقين على الشيعة فيتبرؤون منه بل ويكفرونهم فقلد قرات منشورا لاحد الشيعة كتب فيه ( النصر قادم على اهل الشرك والعمائم) ويقصد اهل الشرك من يخالفونه من الشيعة. وربما غيري منكم يعلم ما هو اعظم مما اعلم فانا لا اتتبع مسائل الخلاف.
انا اعتقد انه لا بد ان يصدر قانون حكومي يحاسب المجاهرة بالتبري و التكفير تحت اي عذر. ويكون هذا الامر مختصا بفقيه العصر حصرا ، وما خالفه يكون مخالفة يحاسب عليها القانون.
فاي فئة او طائفة او فرقة او عنوان او جهة قريبة او بعيدها حكمها من حيث التبري او التكفير هو ما يحكم به فقيه العصر و اي مخالفة لذلك ينبغي ان تعد مخالفة قانونية يحاسب عليها قائلها مهما كان حتى لو كان فقيها من الفقهاء.
وعلى الناس عزل هؤلاء التكفيريين من الشيعة ومن غيرهم مهما كان عنوانهم واهمالهم وعدم التواصل معهم لان التواصل معهم احياء لفكرتهم الشاذة المنكرة الغريبة.

الخلافة الاسلامية شكل من اشكال ولاية الفقيه

ربما يمكنني القول ان جميع الفقهاء قديمهم و حديثهم سلفهم وخلفهم يعلمون يقيان ان الخلافة الاسلامية كانت ولاية للخليفة وانه يقدم بعنوان انه فقيه الامة الا ان الفقهاء لبا يصرحون بذلك بسبب الفصل الذي حصل منذ زمن تولي بعض من هم ليسوا بفقهاء للخلافة وتسموا باسم خليفة لكننا نعلم ان سيرة الاصحاب هي هذا ان خليفة المسلمين هو وليهم وفقيههم بل ان بعض ما يفتي به الخليفة يصبح سنة وهذا امر لا ينبغي المناقشة فيه.
اذن ولاية الفقيه هي سيرة السلف و المسلمين والاصحاب وهي من جوهر الاسلام و حقيقته بل ان حكومة النبي صلى الله عليه واله و الوصي صلى الله عليه واله هي من تطبيقات حكم الفقيه العالم .

الاستهلال والاهلال


.... 
لفت انتباهي كلام العلامة المجلسي في بيانه معنى (أهل) فقال (والاهلال أصله رؤية الهلال، يقال: أهل الهلال وأهللته، لكن لما جرت العادة برفع
الصوت بالتكبير إذا رئي سمي ذلك إهلالا، ثم قيل: لرفع الصوت وإن كان لغيره)
وهذا فيه ثلاث اشارات
الأولى سيرة المسلمين بالاستهلال
الثانية سيرتهم بالتهليل من قبل الجميع اي التكبير من قبل الجميع عند رؤية الهلال.
الثالثة شرعية ان يرفع التكبير في المساجد والتلفزيون عند رؤية الهلال.
واظن ان الفقهاء لا يمنعون ايا من ذلك بل استحباب بعضها ثابت.
فاليوم المغرب علينا جميع ان نستهل واذا راينا الهلال علينا أن نصيح ونكبر بأعلى أصواتنا. وطبعا هذا الان مستهجن و مستغرب لكن لو ان التلفزيون العام و القنوات الفضائية نشرت هذا الوعي فإنه سيكون نفس التكبير في أيام التشريق ليس مستغربا ولا مستهجنا. 

وجدانية عامية الفقه



علماء الشريعة يقولون ان علم الشريعة من اختصاص العلماء و الناس العوام يقولون ان علم الشريعة من اختصاص العلماء.

لكن حينما يسألني أحدهم سؤالا في الشريعة فأنا عادة ما اجيب بقول عالم ولا اجيب بقولي. فماذا يفعل هو؟ يناقش. 

انا لا أفهم انت تقول ان علم الشريعة مختص بعلماء الشريعة فكيف تناقش انت فيه؟
كما أن بعض العلماء ينشر ابحاثه الدقيقة جدا على الناس. انا لا أفهم هل الناس علماء شريعة لكي تدخلهم في البحث؟ هذه كلها تناقضات
والصحيح ان الدين و الشريعة و الفقه وعلومها كلها امور عامية عرفية وليست اختصاصات ولكن الناس لا يريدون ان يفتنعوا.

اليوم القمري و اليوم الشمسي



ان اليوم القمري يبدأ من اول بقعة يرى فيها الهلال وهو لا يتداخل مع اليوم الشمسي. وأعتقاد التداخل سبب التخبط. بل اليوم القمري منفصل كليا عن اليوم الشمسي ولذلك يمكن أن يكون اليوم القمري في يومين شمسيين ويمكن ان تسبق المناطق الغربية المناطق الشرقية.

فاليوم القمري واحد لكل الأرض الا انه ليس اليوم الشمسي بل يمكن ان يشمل يومين شمسيين الا انه لكل منطقة يوم شمسي منفصل. 

فالعالم يشترك بيوم قمري واحد كما أنه يشترك بيوم شمسي واحد إلا أن ساعات يومه القمري قد تتوزع على يومين شمسيين و ساعات يومه الشمسي قد تتوزع على يومين قمريبن.

فرؤية الهلال في المناطق الغربية يعني بداية اليوم القمري للعالم وتكون هي اول ازمانه ولا يعني انه يثبت للمناطق الشرقية بشكل رجعي بل هم يكونون بعد ذلك بزمن يحل عندهم اليوم. فكما ان الشرق يسبقون الغرب في ساعات اليوم الشمسي فالعكس صحيح في اليوم القمري ان الغرب يسبقون الشرق في ساعات اليوم القمري. فكمان ان للشمس ساعة ومنطقة بزوغ أولى فإن للقمر ساعة ومنطقة بزوغ أولى لكن الفرق ان منطقة بزوغ الشمس ثابتة وفي القمر متغيرة

ان فصل اليوم القمري الذي يبدأ عند الغروب عن اليوم الشمسي الذي يبدأ عند الفجر هو أساس الفهم الصحيح لهذه الظاهرة.

الجمعة جماعة



........

الجماعة والوحدة وعدم الفرقة وعدم الاختلاف أمور محمودة عند العقلاء و يدعو إليها كل عاقل.

ولأن المجتمعات الإسلامية مجتمعات دينية يحركها الدين فلا سبيل لوحدتها الا بتوحيد المرجعيات الدينية.

وكخطوة أولى ينبغي توحيد المرجعيات الدينية في كل بلد.
وكإجراء عملي يكون ذلك بأن فقهاء ذلك البلد يقدمون أحدهم ليكون هو فقيه البلد الذي يقود البلاد ويكون كل شيء راجع اليه بخصوص الناس.
ولا يصح تقسيم البلد إلى مناطق بحسب الطوائف لانه فرقة و إنما يجتمع جميع فقهاء الطوائف و يقدمون أحدهم يكون قوله جاريا على جميع الطوائف بخصوص الأعمال الاجتماعية وهو لا علاقة له بالأعمال الفردية فيبقى كل إنسان على طائفته الا انه في حالة العمل الاجتماعي يكون العمل برأي فقيه البلد الذي عينه الفقهاء.
من كتابي معرفة المعرفة.

أزمة الفكر عند المفكرين المسلمين المعاصرين







.........


لا بد ليعيش الإنسان في سعادة وانسجام و هدوء ان يكون لديه سلام داخلي و انسجام داخلي وهو بالضبط الانسجام الفكري.


وانت قبل أن تكون مفكرا او فيلسوفا او عالما او اديبا انت مسلم. اي لديك قاعدة فكرية إسلامية.


ولكي تعيش بهدوء و سعادة لا بد أن يكون فكرك الفلسفي متوافق مع اسلاميتك ولا يصح ان تكون فاصلا وبشكل غير مقبول بين فلسفتك وبين اسلاميتك.


بمعنى انه لا وجود لمفكر إسلامي غير اسلاموي و لا وجود لفكر إسلامي غير إسلاموي.


لكن أين الخلل؟ الخلل ان الفيلسوف الإسلامي والمفكر الإسلامي غير مطلع على تفاصيل الفكر الإسلامي لذلك لا يستطيع أن يوفق بين الفكر العالمي و الفكر الإسلامي وساعطي مثالين


الأول في علم اللسانيان واللغة فإن اللغوي الإسلامي لا يستفاد ن من الارث اللغوي للاصوليين الإسلاميين


المثال الثاني نظرية المعرفة فإن الفلاسفة والمفكرين والمنطقيين المعاصرين لا يستفادون من الموروث النصي المتعلق بنظرية المعرفة وتعريف الحقيقة و فكرة الصدق ومنها نظرية التوافق و الاتساق الإسلامية.


المفسرون الجدد







.............


قلت في زمن سابق ان أفضل انواع التفسير هو التفسير اللغوي.


وذكرت قبل مدة في احد كتبي ان تفاسير المحدثين وتفاسير الفقهاء ادخلت الظن في التفسير فاثرت في علمية النص القراني و شرعنة الاختلاف.


والان انا اقول انه ينبغي الا يفسر القرآن الا لغويا بعيدا عن الحديث و بعيدا عن الفقه.


- وانا ادعو اهل اللغة و خبراء اللغة ان يشاركوا بقوة وفاعلية في تفسير القران.


ملاحظة: التفسير باللغة هو تفسير بعلم و ليس بالرأي، و الاجمال القرآني يحل في موضعه من كتب العقائد و الفقه اي في المحل الموضوعي و ليس في التفسير.


- القرآن عربي و على علماء العربية تفسيره لنا. والله المسدد>

تشدد العقل و تسامح الدين ؛ التوقف نموذجا




............


الفلاسفة العقلانيون يحكمون على العبارات اما ان تكون صادقة او كاذبة.


بينما في الدين فانه يجيز حكما ثالثا على العبارة وهو التوقف فتكون العبارة لا هي صادقة ولا هي كاذبة. ان هذا الشكل من المعرفة غير مسموح فيه في الفلسفة لذلك هي دوما تدعي انها تعرف و لا يصدر منها ابدا كلمة (توقف)


فالفيسلوف دوما يحكم بينما المتدين ليس دوما يحكم بل له ان يتوقف ولا يحكم


وهنا يظهر التسامح الديني و التشدد العقلي 


ولان الفيلسوف لا بد ان يحكم فهو يجوز لنفسه ان يحكم بالظن حينما ينحصر الحكم به


بينما الديني لا يجب عليه ان يحكم دوما وانما له ان يحكم فقط مع العلم اما مع الظن فلا موجب ان يحكم. من هنا فالتوقف ليس فقط علامة تسامح بل علامة عصمة من الظن.

بين حديث العرض و نظرية الاتساق لمعرفة الصدق

خلاصة حديث العرض الذي بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه واله هو عرض الحديث المنسوب اليه على القرآن، فان وافق القران حكمنا عليه بالصدق وان لم يوافقه لم نحكم عليه بالصدق.
وخلاصة نظرية الاتساق في معرفة الصدق والتي ظهرت في نهاية القران الثامن عشر على يد بسينوزا وكانط ان العبارة يعلم انها صدق اذا وافقت عبارات صادقة قلبها ، و اما اذا لم توافق فانه لا يعلم انها صدق.
ان هذا الامر او التطابق بين الفكرتين له اكثر من دلالة:
الاول: سبق النص الاسلامي النظرية العقلية للفلاسفة بالف سنة.
الثاني: ان حديث العرض له اصل فلسفي وجداني عقلاني.
الثالث: ان نظرية الاتساق و بما كتب فيها في السنوات السابقة تمد منهج العرض بقاعدة اجرائية وتنظيرية.
الرابع: ان توافق حديث العرض مع المعرفة العقلانية الوجدانية كاشف عن صدقه.


فلسفة الدين؛ ميتا دين.

لكل علم فلسفة والدين علم فلا بد ان يكون له فلسفة. وفلسفة العلم امر فطري وجداني لا يمكن منعه ولان الشرع فطري ووجداني فاننا نقطع بان فلسفة العلم ليس فقط جائزة بل لا يمكن منعها.
فلكل علم فلسفة وطبعا فلسفة العلم لا تتدخل في ابحاثه و لا في استدلالته وانما هي تنظر الى مدى التناسق و التوافق بين معارفه و تنظر الى علاقاته مع غيره ايضا من جهة خارجية توافقية اتزانية لا غير. فليس لفسفة العلم اي حكومة على العلم وانما هي ممارسة عقلية وجدانية للتامل و التفكر.
وفلسفة الدين هي النظر الى الدين من خارجه لرؤية توازنه و اتزانه واعتداله و اتساقه وهو ليس مختصا بالدين بل يجري في كل علم.
كل معرفة علمية لها نوعان من الحقائق حقائق اصلية ثابتة راسخة و حقائق فرعية متغيرة متباينة الثبوت وكذلك هناك حقائق قديمة وحقائق مستحدثة. وهناك حقائق متفق عليها وهناك حقائق مختلف فيها . ولا ريب ان الحقائق الاصلية الثابتة الراسخة  المتافق عليها في الدين هي العمدة وهي الاساس والمنطلق للك لا بد من التعامل معها دوما باحترام من دون تشكيك.
وفلسفة العلم تتناول جميع اشكال تلك المعارف سواء الثابتةالراسخة المتافق عليها او الحقائق المتغيرة المختلف فيها الا ان الكلام عن الحقائق الراسخة المتفق عليها يختلف كليا عن الكلام عن الحقائق المستحدثة والمختلف فيها . ولذلك فهناك شكلان من فلسفة الدين او التناول الفلسلفي للدين ولا يصح الخلط بينهما، وهذا لا يختص بالدين ل بكل معرفة، لان خلاف ذلك يعني الجهل و يعني الكلام بالظن في قبال العلم ولا يجوز ادخال الظن في العلم.
وعلى كل حال فيحق لكل انسان ان يتامل و ينظر فيما يخبر به عن الدين و ان يقيمه بخصوص الامور غير الراسخة وغير الثابتة وغير القطعية. بمعنى اخر ان المعارف الدينية المستحدثة والمختلف فيها ليست لها تلك القداسة كقداسة المعارف الاصلية الثابتة الراسخة المتفق عليها. وعلى الانسان ان يحرز اتساق وتوافق وانتظام المعارف العلمية كلها فان العلم لا يتناقض ولا يختلف. كما ان للدين مقاصد عليا وغايات كبرى راسخة ثابتة ينبغي على كل معرفة مستحدثة وفرعية ان توافقها و تتفق معها بشكل تام. ان البحث عن توافق واتساق وانتظام المعارف الدينية مع محورية و ثبوت المعارف الثابتة الراسخة المتفق عليها هو من فلسفة الدين ومن الميتا دين الذي من سبيله ان يكون رافدا في التحصين وعصمة المعرفة، والفلسفة تبقى معؤرفة افتراضية الا انها تمحيصية وتدعو الى التامل و المراجعة.


الغلو في المعارف في عصر الغلو

الغلو هو من المغالات وهي المبالغة و معناها مجانبوة الاعتدال والوسطية  واظهر صورها التطرف و التشدد.
ومن الواضح ان الانسان كائن صاحب فكر وموقف، وان الموقفية والمبدأئة غريزية فيه، وهذه المواقف والمبادئ تكون بسبب المعارف. 
لكن هناك حقيبقة لا بد من ادراكها وهي ان الحقيقة غير الاعتقاد، وبينهما فارق واسعة والعلاقة بينهما لا كلية ولا جزئية بل تداخلية اي بعض الاعتقادات حقيقة وبعضها ليس حقيقة.
والمعرفة اما انها حقيقة او اعتقاد، و معارفنا اعتقادات وليس حقائق الا اذا دل العلم والصدق على ذلك.
ومن هنا فاية حالة اختلاف توجب التأمل و تخدش في حقيقية الاعتقاد. وهذا لا يعني ان الاعتقاد ليس حقيقة او ينبغي ان لا يعامل كحقيقة، بل هو يعامل كحقيقة لحجية العلم والاعتقاد الا انه لا ينبغي ترتيب اثار الموقف.
بعبارة اخرى للاعتقاد اثران عمليان الاول بخصوص الذات و الثاني بخصوص الاخر ، ومجرد حصوصل الاعتقاد يكون الاثر الشخصي متحققا اما الاثر الاجتماعي فلا بد ان يتحقق عندك انه الحقيقة.
ومن هنا فلو قلنا انه لا يصح اعتماد الاعتقاد كموقف الا في حالة الاتفاق لكان صحيحا.
ما يحصل في عصرنا هو الغلو في الاعتقادات ، فيحصل ابداء الموقف من الاخر على كل اعتقاد. وبمجرد ان يحصل للانسان اعتقاد فانه يعتبره هو كامل الحقيقة و على ضوئخه يتخذ مواقف تجاه من يخالفه من حيث التبري و التولي.
وهكذا ايضا في الانشغال بالمعرفة فالواجب ان الانسان ينشغل بالعمل و ليس بالمعرفة وما تجده من غلو في طرح الافكار و مناقشتها و صرف الوقت وتخصيص القنوات و المواقع لاجل ذلك هو من الغلو بل ينبغي التقليل من ذلك الى اقل حد.
وايضا من الغلو هو الغلو في المعرفة العلمية، بان تجعل المعرفة العلمية هي الحقيقة المطلقة وهذا ليس صحيحا حتى على مستوى الدين لان الحقيقة التامة هي عند الله تعالى ومن هو متصل به وانما العلوم هي حجج سواء حجج تجريبية او حجج تسليمية والا فان الحقيقة شيء اخر، ومن مظاهر الغلو العلمي هو اتخاذ موقف من المخالف على ضوء نص وربما هذا النص مختلف في ثبوته او مختلف في دلالته.
من اسوء انواع الغلو والتطرف و التشدد هو ان تتبرأ او تتولى على ضوء نص من حديث او رواية ليست قطعية في ثيبوتها ودلالتها بل ربما مختلف فيها ثبوتا ودلالة وهذا ما يحصل عادة بين ابناء المذاهب الدينية.
ان ما نراه من استفحال ظاهرة الغلو في جوانب كثيرة من الحياة بيمكننا من وصف عصرنا بانه عصر الغلو. حتى انك تجد الكثير من الناس لا يريد معرفة المعلومة لكي يعمل بها او يطور نفسه بل لكي يناظر بها او يجادل او يحاجج اي يردها لاجل الموقف وليس لاجل العمل.



خطورة فقهنة الشريعة

هناك محاولة من بعض المعاصرين بادخال ابحاث الفقه في كل مفصل من مفاصل الشريعة حتى التفسير مما يجعله منسدا بوجه غير الفقهاء، سواء التفسير او العقائد ونحوها، وهذا خطير جدا، والفقه جزء صغير من الشريعة ، و مع انه اصلا لا واقعية لابحاث الفقه في الاحكام العملية كاختاصاصات الا ان معارف الشريعة اوسع بكثير من معارف الفقه وكل مجال منها له اسلوبه في الكلام وطريقته بالبحث، وكثير من علوم الشريعة الاخرى غير الاحكام العملية لم يتدخل فيها الفقه فالعقائد و التفسير لا علاقة للفقه بها الا ان محاولة بعض المعاصرين اقحام الفقه في ذلك امر مخلل باسس البحث ويسد الطريق امام غير الفقهاء في الكلام في امور الشريعة غير الفقيهة وهذا غريب وخطير.
للفقهاء مجال عملهم بل ان من اكثر التفاسر خللا هي تفاسير الفقهاء فانهم يدخلون الظن في التفاسير و يذكرون اقوال ائمة المذاهب و يحكمونها في فهم القران، وهكذا ايضا منهج المحدثين فانهم باعتماد اخبار ظنية ايضا حكموا الحديث الظني على القران والصحيح هو منهج اللغوين وحقيقة ان التفسير هو مجال اهل اللغة لا مجال الفقهاء و لا المحدثين.
والكلام كله على الفقه الاصطلاحي و ليس الفهم فانه عرفي وجداني و كاشارة عن وزن (فلعنة) ففي مجمع اللغة :عن الخطاب الوظيفي لوزن (فَعْلَنة) فهي مألوفة في السياقات الاجتماعية التي يعمد إليها اللاوعي العربي الجمعي عند إرادة الإفصاح عن معنى لم يكن سَجِيَّة أو طبعاً في صاحبه ثم تحول إليه، ولابسه، واتصف به، فصار أَمارة عَلَيْه، وصفة شبه ثابتة في سلوكه.


علم جهات المعنى ؛ الاثم نموذجا

المشهور ان الاثم هو العصيان الشرعي، لكن من خلال التتبع في النصوص واللغة يظهر ان الاثم الذي ذكرته النصوص هو مفهوم عرفي وضعي خارجي يعني الجور بملاحظة كونه فعلا. وان وضع المعنى لاجل جهة من معنى اخر واضح وهو علم ينبغي تتبعه ويمكن ان نسميه علم ( جهات المعنى) فكل معنى او مفهوم له جهات للنظر من حيث الفعل و الفاعل و المفعول ولكل منها يوضع وصف خاص يلحظ فيه ذلك وهذا فارق دقيق الا انه مهم. تقول العرب ( اثمة الناقة اي ابطأت و ناقة آثمة اي بطيئة)
فمثلا كلمات ( الجور و الظلم والحيف ، والاثم) كلمات احيانا تستعمل كمترادفات الا انها بالتدقيق تظهر انها ملحوظ فيها (جهات المعنى) وان الاصل فيها هو ( الجور)
فالجور هو الافراط والتجاوز عن الحد وهو الميل عن الطريق فهو عدم الاعتدال وهو بالضبط ما يقابل العدل.
الظلم هو الجور بلحاظ المفعول اي من وقع عليه الجور.
الحيف الجور بلحاظ الفاعل اي من فعل الجور.
والاثم هو الجور بلحاظ الفعل اي فعل الجور نفسه.
ثم تاتي الاشتقاقات بحسب الاطراف.
والان لنلاحظ السلاسة في كون الاثم هو الجور كما اقول، و التكلف في كون الاثم هو العصيان كما هو المشهور

قال تعالى (لِتَأْكلُوا فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَلِ النَّاسِ بِالاثْمِ) اي جورا، اذ حمله على العصيان تكلف.
وقال تعالى (وَ يَتَنَجَوْنَ بِالاثْمِ وَ الْعُدْوَنِ وَ مَعْصِيَتِ الرَّسولِ) وقوله تعالى (إِذَا تَنَجَيْتُمْ فَلا تَتَنَجَوْا بِالاثْمِ وَ الْعُدْوَنِ وَ مَعْصِيَتِ الرَّسولِ) اي تتناجون بالجور ومن الواضح تكلف حمله على العصيان بل بطلانه لان كلمة العصيان ذكرت نصا.
وقال تعالى (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) اي جورا فمن التكلف حمله على المعصية من ذكر الخطيئة.
وقال تعالى (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا.) اي جورا، ومن التكلف حمل كذبهم على العصيان وهم كفار اصلا.
وقال تعالى (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ ) اي جائز قلبه فان حمله على العصيان فيه تكلف فالمعصية صفة للانسان وليس لقلبه.
 وقال تعالى (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ) اي فولهم الجور والحمل على العصيان تكلف.
وقال تعالى (إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) اي الجور وحمله على العصيان تكلف فان المقام مقام تعداد قبائح عرفية.
واما قوله (فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) اي انه لم يرتكب جورا ليؤاخذ به. والجنف الجور.
فالخلاصة ان الاثم هو الجور بلحاظ كونه فعلا، والامر واضح عندي لكنني لم اجد من اشار الى ذلك.









اثبات رؤية الهلال من شؤون فقيه العصر


تبرز الحاجة الوجدانية الفطرية لفقيه العصر في البلد في مسألة رؤية الهلال، فان تحديد رؤية الهلال امر عرفي اجتماعي عام وليس خاصا وفرديا وقد بينت في كتابي (فقه الفقه) ان الامور العامة الاجتماعية لا يتكلم فيها غير فقيه العصر. لذلك لا يصح ولا يحق لاحد التكلم في الهلال او الافتاء فيه الا فقيه العصر. ومن يثبت له علم مخالف لعلم فقيه العصر فعليه الا يصرح به وسط الناس. وفقيه العصر في كل بلد معروف وهو من يقدمه الفقهاء و يتعين عند الناس، وفي العراق هو المرجع الديني الاعلى.
ان التفريق بين العمل الفردي و العمل الاجتماع للمسلم امر ضروري لفهم الشريعة فان الله تعالى يقول:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)
ان التمييز بين العمل الفردي والعمل الاجتماعي هو احد اوجه رقي الاسلام وحضاريته الا ان الالتفات الى ذلك قليل حتى من قبل بعض الفقهاء. فانت حينما تكون وحدك تعمل بعلمك لكنك حينما تكون مع الجماعة عليك ان تحترمهم.
(مقتبس من كتابي "معرفة المعرفة)

استفت قلبك

نصيحة رواية

التفكر طريق الايمان

 من الواضح ان الايمان سابق على العمل النص لانك لكي تعتمد النص عليك ان تؤمن بانه من الله تعالى ولهذا فان الايمان قد ابتني على العقل و التفكر، و التفكر هو التامل واعمال العقل ليصل الى نتيجة من خلال ما يعلم اي ان يتوصل الى معرفة غائبة من معرفة حاضرة وهو امر فطري وهو يجري في جميع انواع المعارف ولا يختص بالايمان وانت حينما تتوصل من معرفة الى اخرى و حينما تتفرع من معرفة الى اخرى ان تتفكر و تجتهد في المعرفة وما الاجتهاد حقيقة الا هذا فهو التوصل من معرفة معلومة الى معرفة مجهولة  وهو يجري على المعارف الكلامية فانت تستطيع ان تتفرع و تتوصل الى معرفة كلامية غائبة غير مذكورة من كلام ونص معلوم. وهو امر فطري وجداني واضح. 



اجتهدي رأيي

بحار الأنوار - العلامة المجلسي (جزء 33 /97)  وقال ابن ميثم وابن أبي الحديد: كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: أما بعد فإن الدنيا حلوة خضرة ذات زينة وبهجة - الى ان قال- والامر يحدث بعد الامر ولكل وال رأي واجتهاد.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 32 / ص 11)  - روى ابن أبي الحديد عن الجاحظ من كتاب البيان والتبيين عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: أول خطبة خطبها أمير المؤمنين علي عليه السلام بالمدينة في خلافته حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ألا لا يرعين ". وساق الخطبة كما مر إلى قوله " وما علينا إلا الاجتهاد " 
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 31 / ص 399) عن الطبري  فبدأ
بعلي عليه السلام، فقال له: أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله (ص) وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر. فقال: بل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله واجتهاد رأيي.



استحالة منع الاجتهاد وابتناء الايمان على الاجتهاد


............
مقتطف من كتابي "معرفة المعرفة"
( حينما يكتسب الانسان معرفة ، فان العقل بطبيعته وفطرته سيلاحظ جميع المعارف المقترنة بها والمشتقة منها، و حينما يلتفت الانسان الى تلك المعارف فانه سيحكم بانها من تلك المعرفة المكتسبة وراجعة عليها وليست شيء خارجيا وغريبا عنها. وهكذا حينما نقرا نصا فان العقل يكتسب مع النص مجموعة كبيرة من الدلالات المقترنة و المشتقة منه و العقل يحكم انها من النص و ليست شيئا خارجا عنه او غريبا عنه. و حينما نلتفت اليها ونشير اليها فاننا نحكم انها منها، و كشف تلك المعارف المصاحبة للنص و تلك المعانى و تلك الدلالة و تلك الاحكام هو الاجتهاد عينه. ومن هنا يتبين ان تولد المعاني و الاجتهاد في المعاني هو فطري ووجداني ولا يمكن منعه بل حتى لو اراد الانسان منعه فانه ليس بالامستطاع منعه ومنعه خلاف الفطرة والوجدان.
وان هذه العملية العقلية الفطرية الوجدانية اساية للمعرفة وللايمان لذلك فان الله تعالى حث عليها بالحث على التفكر فالتفكر هو التامل واعمال العقل ليصل الى نتيجة من خلال ما يعلم اي ان يتوصل الى معرفة غائبة من معرفة حاضرة وهذا هو الاجتهاد في المعرفة اللقولية بان يصل من النص الى ما لا نص له.


اجتهد في دينك ولا حرج عليك


بحار الانوار : ابن زياد، عن جعفر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: " اجتهد في دينك ولا حرج عليك" . وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي حيث يقول ; " وما جعل عليكم في الدين من حرج " يقول: من ضيق.
صار متعارفا ان الاجتهاد في الرأي كله باطل و الحق ليس كذلك وانما الاجتهاد المنتهي الى الاستنباط والتفرع من النص جائز بل يجب احينا بل مستحب كما ستشير النصوص وانما المحرم الباطل هو الاجتهاد بالرأي غير الناظر الى ادي دليل او نص وانما هو قول استحساني محض.
ففي بحار الانوار هذه النصوص التي اكثر عن اهل البيت او عن قدماء الفقهاء:

1-       ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه.
2-       بشرط أن يعمل بسيرة الشيخين فقال: بل اجتهد برأيى .
3-      أنه قد بلغ الرسالة، وأدى النصحية، واجتهد للامة، واوذي في جنبك،
4-      السلام عليك يا من أحسن عبادة ربه فحباه بأنواع الكرامات واجتهد في النصح والطاعة.
5-       وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، .
6-       لكل وال رأي واجتهاد.
7-      وساق الخطبة كما مر إلى قوله " وما علينا إلا الاجتهاد " .
8-       ليس يسعك إلا الاجتهاد في لعنه، و قصده ومعاداته،
9-      صاحب الغيبة: وتخليصه من الشوائب وما يوجب الالتباس، فانه من اجتهد في ذلك حق الاجتهاد، ووفى النظر شروطه فانه لابد من وقوع العلم بالفرق بين الحق والباطل، وهذه المواضع الانسان فيها على نفسه بصيرة، وليس يمكن أن يؤمر فيها بأكثر من التناهي في الاجتهاد والبحث والفحص والاستسلام للحق. .


اقول ومن الواضح ان بعضها نص في الاجتهاد بالراي وبعضها ظاهر فيه الا ان الاجتهاد بالراي هو وفق الادلة وضمنها و داخل حريمها وليس استحسان واقتراح و راي منفصل عنها. فالاجتهاد بالراي المتصل بالدليل حق و الاجتهاد بالراي المنفصل عن الدليل باطل.

الاجتهاد و التقليد بين القديم والجديد

مفتبس من كتابي "تلخيص الاجتهاد والتقليد"
قال المحقق (وهل أن التقليد كما عليه اليوم كان معروفا لدى العالم الشيعي في عصر الائمة الطاهرين (عليهم السلام)؟ وهل للاجتهاد السائد حاليا نفس مفهومه في عصر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؟ أم توجد اختلافات وفروق في ذلك؟ ) تعليق: في الحقيقة هذا هو سبب تلخيصي للكتاب فان السيد رحمه الله تعالى تعرض بشكل متفرد لهذه المسالة المهمة والتي سببت خلطا عن البعض. وستعرف وكما هو واضح ان للاجتهاد معنيين و للتقليد معنيين احدهما جائز والاخر ممنوع، وبالاتفاق عند جميع فقهاء الاسلام الا فرقة من الحنفية انقرضت جوزت الاجتهاد الممنوع. واما الاجتهاد الان فهو تفرع من النص و التقليد الان هو اعتماد قول الفقيه المفرع قصدا للنص والسنة هما جائزان بلا اشكال.

(علينا إلقاء الاصول، وعليكم التفريع)؛ الاجتهاد هو التفرع

مقتبس من كتابي " تلخيص الاجتهاد والتقليد" للسيد الحميني رحمه الله تعالى.
قال رحمه الله تعالى ( وعنه عن كتاب أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا (عليه السلام) قال: (علينا إلقاء الاصول، وعليكم التفريع) ولا ريب في أن التفريع على الاصول هو الاجتهاد، وليس الاجتهاد في عصرنا إلا ذلك) تعليق وهذا تام كما هو واضح وكما اشرت مرارا وهو يريد مقابلة ما يعرف الان بالاجتهاد في مقابل الاجتهاد الذي يعرف في الازمنة السابقة وهو المعارف غير المتفرعة من اصول شرعية التي يكون مرجعها الرأي والقياس ونحوهما، و قد اشرت ان من الواجب ترك هذا المصطلح : الاجتهاد" واستخدام مصطلح " التفرع" او على نحو التدرج الان نستعمل مصطلح " الاستنباط" فان مصطلح الاجتهاد مع انه مربك ولا يشير الى الحقيقة فانه سبب اشكالا عن البعض والتباسا. فللاجتهاد معنيان؛ احدهما جائز والاخر غير جائز، فالمعنى الجائز هو ما عليه المعاصرون وهو التفرع من النصوص وهو جائز عند جميع فقهاء الاسلام و الاخر غير الجائز هو ما كان معروفا عند القدماء وهو القول بالرأي من دون اعتماد على نص وهذا محرم عند عامة فقهاء الاسلام الا فرقة صغيرة من الحنفية قد انقرضت، فحينما يذكر في رواية او في كتاب ان الاجتهاد محرم فالمقصود الاخير.

هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) هو من التعانق

تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 2 / ص 17)
« هن لباس لكم و أنتم لباس لهن » أي هن سكن لكم و أنتم سكن لهن كما قال « و جعلنا الليل لباسا » أي سكنا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و المعنى تلابسونهن و تخالطونهن بالمساكنة أي قل ما يصبر أحد الزوجين عن الآخر و قيل إنما جعل كل واحد منهما لباسا للآخر لانضمام جسد كل واحد منهما إلى جسد صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه فلما كانا يتلابسان عند الجماع سمي كل واحد منهما لباسا لصاحبه و قال الربيع هن فراش لكم و أنتم لحاف لهن 

الكشاف - (ج 1 / ص 165)
لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه في عناقه ، شبه باللباس المشتمل عليه . قال الجعدي :
إذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهَا ... تَثَنَّتْ فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَا
فإن قلت : ما موقع قوله : { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } ؟ قلت : هو استئناف كالبيان لسبب الإحلال ، وهو أنه إذا كانت بينكم وبينهنّ مثل هذه المخالطة والملابسة قلّ صبركم عنهنّ وصعب عليكم اجتنابهنّ ، فلذلك رخص لكم في مباشرتهنّ 

تهذيب اللغة - (ج 4 / ص 292)
وقول الله جل وعز: )جَعَلَ لكم الليلَ لِباساً( أي تسكنون فيه، وهو مشتمل عليكم. وقال في النساء: )هُنّ لِبَاسْ لَكُمْ وأَنْتُمْ لبَاسٌ لَهنْ( قيل: المعنى تُعانقوهن ويعانقنكم. وقيل أيضا: )هنّ لباسٌ لَكُمْ وانتُمُ لِباسٌ لَهُنّ( أي كل فريق منكم يسكن إلى صاحبه ويُلابسه. كما قال: )وجَعَل مِنْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنْ إليها(. والعرب تسمي المرأة لباساً وإزاراً، وقال الجعدي يصف امرأة:
إذا مَا الضَّجِيع ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنّتْ فكانتْ عليه لِباسَا
البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها - (ج 1 / ص 48)
كما عزل عن أدبه ما يسمّى بالأدب المكشوف أو أدب الفراش، وسَتَرَ القرآن عوراتِ هذا المجال بالكنايات والعمومات، مثل:
{أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَآءَ} {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} {مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ} {مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا} {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} {فَلَماَّ تَغَشَّاهَا} {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}.
الزاهر فى معانى كلمات الناس - (ج 2 / ص 48)

ويقال لامرأة الرجل هي سكنُهُ لأنه يسكن إليها
وقال أبو عبيدة يقال لامرأة الرجل هي فراشه وإزاره ومحلُّ إزاره ومحلُّ مئزرِه قال الله عز وجل ( هُنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لَهُنَّ )  وأنشدنا أبو العباس
( إذا ما الضجيعُ ثنى عِطْفَها
تَثَنَّت عليه وكانتْ لِباسا ) 
وقال الآخر 
( ألا أَبلِغْ أبا حفصٍ رسولاً فِدى ً لك من أخي ثِقَة ٍ إِزارِي )

مجمع البحرين - (ج 7 / ص 100)
 قوله (* : هن لباس لكم *) أي مسكن لكم ،أومن
الملابسة وهي الاختلاط والاجتماع ، ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتملكل منهما
على صاحبه شبه باللباس ، فالرجل لباس المرأة والمر"ة لباسه .

وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ


..................
من تفسيري ( تقريب القران ) ولله الحمد والمنة.

{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } المعاصي، بان تصوموا { أياماً معدودات. فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر. وعلى الذين يطيقونه} بمشقة فلهم الا يصوموا وقيل انه تخيير قد نسخ وهو ضعيف لان البيان هنا مخالف لطريقة القران في بيان التخيير بل هو يشبه طريقته في التفصيل {فدية؛ طعام مسكين. فمن تطوع خيراً} أكثر في الفدية {فهو خير له. وأن تصوموا} ولا تفطروا وهو عام {خير لكم إن كنتم تعلمون. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} اي بدأ فيه انزاله فتدرج وروي انه انزل جملة وهو ضعيف مخالف للقران الدال على تدرجه {هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} يفرق بين الحق والباطل {فمن شهد منكم الشهر} اي حضره {فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} كرر لرفع توهم النسخ بـ (من شهد) {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ولتكملوا العدة ولتكبروا الله} عند انقضاءها {على ما هداكم ولعلكم تشكرون}

- التوجيه المذكور للتفسيرين في ( يطيقونه ) و ( انزل فيه القران) توجيه معرفي يعتمد عرض المعارف على القران والسنة وهو غير مسبوق على حد علمي فالمفسرون ذكروا هذه التفاسير لكن لم يذكروا وجهها. ومن هنا يتبين ان منهج العرض متاصل في وجدان المفسرين وان لم يصرحوا به.