نص ( قصيدة الكتلة الواحدة) ؛ تعبيرية بصرية .






القصيدة مهداة الى كتاب قصيدة نثر الكتلة الواحدة .

التعبيرية البصرية 

 من اساليب التقليلية التعبيرية هو الاعتماد على التعبير الشكلي و البصري بتوظيف الاشكال و الاحجام و الالوان و تغيير طبيعة الحروف و اشكالها و احجامها .
و نص (قصيدة الكتلة الواحدة ) هذا مكون من حرف واحد مكرر بشكل فقرة ، يشير و يعبر عن الشكل البصري لقصيدة نثر الكتلة الواحدة بخلاف ما هو معهود من تشطير و عمودية النص .




















حياة الايمان




خلق الله تعالى الانسان ليمجد اسمه و ليكون وجوده كله لله تعالى فقال تعالى (  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) و بدأ كتابه الكريم باسمه و بحمده حيث قال (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) . و لانجاز هذه المهمة لا بد للانسان من معرفة الحق و العمل به ، و لا طريق بذلك الا بقصد التعاليم الالهية بطريق مأمون من زلل و تحكيم العقل في العقيدة و العمل . و لقد كان المسلمون سباقين الى اللجوء الى الطرق المعصومة  و العقلية لاجل معرفة الحق و اتباعه . حتى تفردت جماعة منهم الى تقديم العقل على النقل و تحكيم العقل في النقل ، مشترطين في الاحتجاج على العقائد الدليل العقلي اضافة الى النقلي وهذا معروف و ظاهر من طريقتهم .  و لقد استفاض  في الحديث عندهم  ( لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ، ولا اكملك إلا فيمن احب أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك اثيب.) .  
بجانب هذا الاعلاء و التمكين و التحكيم للعقل   فانهم ايضا اعتبروا العصمة في الطريق الى معرفة الدين عقائده و شرائعه ،  فلم يجوزوا الاخذ بما خالف القران وهو الكتاب المعصوم حتى اشتهر عنهم و عندهم ان ( ما خالف القران لا يجوز الاخذ به و يجب طرحه ) . و تاكيدا للاحتراز في امر الدين و تبينا للحق فانهم لم يجوزوا الاخذ من غير الامام المعصوم ،  الذي يجب وجوده في كل عصر ، وهذا من تفرداتهم ايضا و لهذا صاروا يسمون الامامية و ايضا يمكن ان يسمون بالمعصومية لانهم يشترطون عصمة الامام .
و كذلك أُعتبِر العلم في تقديم من يقدم ، فقالوا بوجوب تقديم الاعلم و عدم جواز تقديم غيره عليه ، و صار هذا معروفا  عنهم و عن طرقتهم . و ايضا احترازا في امر معرفة الحق اعتبرت العدالة فيمن يؤخذ عنه كواسطة الى التعاليم الالهية و الحضرة المعصومية ، و اعتبر اتصاله به  في امر الولاية على الدين و الدنيا فلا ولاية لمن لا يتصل بالحضرة القدسية بسبب شرعي .
 بهذه الوسائل قد أُحكم الطريق الحق في تحصيل المعارف الحقة و التوصل اليها ، فصارت المعارف التي تكتسب و تبنى و تشيد كلها متصلة ببعضها و تنتهي الى جانب العقل و العصمة ، فكانت اوثق  و اقرب في اصابة الحق عند اختلاف الناس .
هذا في جانب العقيدة و تحصيل المعارف و لقد كان للارتباط بكل ذلك قلبيا اثره في ان يحيى الانسان  في جو من المعارف  تذكيري و تعلقي . و أٌكمل ذلك في الجانب العملي ، حيث كان للممارسات العملية عبادات و معاملات اثره البالغ في ان يعيش الانسان حياة يتداخل فيها الدين و الحياة  ، و صار الشعور بالشريعة و احكامها حاضرا في كل صغيرة و كبيرة في حياتهم .
و من تلك المظاهر هي ظاهرة تعلم الاحكام و الرسائل العملية و تطبيقها حيث صار لزاما على كل من بلغ سن التكليف تعلم الاحكام و الرجوع الى عالم فقيه ولا يجوز العمل بالرأي او من دون علم في  عباداته او معاملاته بل في سائر افعاله و تروكه . و هذا تطبيق عملي حقيقي   للاتصال بالجهة المعصومة حيث يعتبر الاطمئنان في كون ذلك مأخوذا من القران و السنة ، حتى اشتهر انه ليس من شيء الا فيه قران و سنة ، و صار راسخا عندهم ان ما خالف القران لا يؤخذ به مهما كان مصدره ولا يصح اعتماده .   
 و من المظاهر الحياتية العملية التي تربط و تشد الانسان بالله تعالى و تعالميه هو استذكار الأولياء باحياء ذكرى المقدس من  مجريات تاريخهم  كالمولد النبوي و المبعث و الهجرة و ذكرى ولادة الاولياء الصالحين و وفياتهم   فصار لا يمر الشهر   الا و هناك مناسبة كبيرة جماعية  يتذكر  فيها اهل الدين و الصلاح  ما حقق مناسبات كثيرة للتذكير بالله تعالى و اوليائه . ومنها ايضا الدعاء لمن بشر به النبي صلى الله عليه و اله ليملأ الارض قسطا وعدلا  بالفرج في كل مناسبة  . كل ذلك جعل الانسان المؤمن مشدودا الى ساحة القدس و اهل التقوى . كما ان ثقافة الانتظار لمن بشر به النبي صلى الله عليه و اله كل صباح و مساء   جعلهم في حياة دائمة في ملكوت الله و قدسه  وباحة الايمان و الاخلاص .

لقد ادى العيش الدائم في هذه الرحاب و الباحة الايمانية ان تتداخل يوميات المؤمن الحياتية مع تعاليم الدين و الوجودات القدسية فصارت الاناشيد  الدينية  مما دأب على سماعه المؤمن في اغلب اوقاته . و لم تترك الادبيات الايمانبة و التي اخذت  عن السلف و الاولياء الصالحين مناسبة  و لا ساعة الا جعلتها لحظة تفكر و تذكر و اعتبار و حضور في حضرة القداسة و باحة الايمان . فصارت حياتهم ساحة من ساحات الايمان الحقيقية العميقة  .   

( وجدانيات )





* لغة تقليلية
(1)
( الدفء )
الحياة فارغة من دون حرارة قلب ، فاذا علّمك أهلك البرود ،فتعلم أنت الدفء .


(2)
( القصيدة )
أذا لم تهزّك القصيدة ، فاعلم أنك أمام ورقة ميتة  ، ولا تصدق ما يقال عنها .


(3)
 ( غربة)
  لولا  قلب يئنّ ، و صوت بحجم  الصباح ،لعدت الى غربتي  استنشق ما تبقى من الرحيق .


(4)
 ( سر )  
لقد عبرت بحور  الصوت بقارب من  ريح ، تطلعت الى  الحقل ساعة انشاده  أغنياته  ، حينها صافحتني ارواح  لا احدّث بها ،كم انا ممتن لذلك.


(6)
(عجز )
مزدحمة هي شلالات الصيف  ، الهمت اضلعي خفقة لا تنسى ،رطمت راسي  بأحجارها  ، انني اشعر بالعجز ،لماذا ريح الصبا  اكثر وداعة و سلما ؟



(7)
( العيد المهاجر)

نحن هنا نجلس تحت غيوم الهمّ  ننتظرك .  
 لقد مللنا الشرب من انهار الحزن  .
 هنا شعب  مهجور   .     
انا اتوسّل اليك ،  كفاك هجرا .


(8)
( حزن   )
 كيف لي ان افرح بك  ، و دمائي تملأ السواقي كشلالات اسطورية
لقد تجلببت ثوب الحزن ، منذ ان رأيت عيون بلدي باكية .



(9)
(فسيفسائية )
وجد صوتاً ، فصار نهرا .
وجد ضوء ، فصار زهرة .
وجد أملاً ، فصار حكاية .























العيد في عيون الشعراء ؛ نصوص تقليلية




الأدب مرآة صافية للأمة و آمالها و آلامها  ، و مهما كان في قلم الكاتب تجريد و فردية فأنه في جانب منه يعكس و بصدق و جه الحياة و طبيعة الفكر و الممارسة في المجتمع الذي يعيش فيه و  ينتمي اليه .
لقد خيّم اللون القاتم و الحزين على ما نقرأ من كتابات و تناولات أدبية لعيد 2015 ، و بالقدر الذي يعكس ذلك صوتا و نداء الى العالم و الشعوب ، و استنهاض الهمم الى رفع الظلم و  تغيير الواقع  الجائر، فانها تعني ايضا سجلا وثائقيا لما تمرّ به الأمة من وضع و حالة مرة .
وهنا مجموعة من الكتابات الصادقة و العميقة المعبرة عن واقع الأمة و آلاماها منتقاة من مجموعة التقليلية الأدبية ، الزاخرة بالابداع و المبدعين  والاقلام الحرة  و الكتابات الصادقة و الشفيفة ، و التي تعمل على اعادة الأدب الى الناس و القارئ بعد اغتراب مرير بلغة قريبة و حيوية و صادقة .
النص الأول : يقول عادل قاسم

أيها العيدُ..
كيفَ أَسْتَرِّدَّ..
منكَ ديوني
إذْ لَمْ أرَ وَجْهَكَ...
إﻵ...بِعيَنَيْ والديْ الحائرةْ
وَأْبتِسامَةِ أُميَّ الصابِرة...
وَهيَ تُرَتِق...............
أَحْلامَنا باْأَﻷملْ....
...............
·        هنا يطلّ الشاعر على معاناة عميقة لشعب مر بالمحن و الآلام و الحرمان ، و سط حيرة الأب و صير الأم ، فكان العيد مؤجلا ، و كانت افراحه مسروقة .

النص الثاني : يقول حسن ماكني
في هذا المساء...
وأنا أرقب العيد بعيني طفل....
حمامة نفقت على بركة ماء.....
........ حي أنا.....
............ لكن لا أدري......؟؟
هل سيسعفني الزمان بفرح آخر.......؟؟
.....................

·        انها ذات السرقة التي سرقوا فيها العيد و افراحه ، فما عاد العيد يعود بالفرحة التي تنتظر ، انها مؤجلة ، و يبرز هنا أمل الشاعر بأن تعود الفرحة للعيد .

النص الثالث :  يقول   أنور غني الموسوي
تصافحني يد العيد ، يا لبرودتها الشاحبة ، لقد همس في أذني : ألا ترى دمي يراق في الساقية ؟
.................
·        وهنا بصورة شعرية اخرى يعبر فيها الشاعر عن تلك الخسارات  المريرة ، و تلك الايادي التي سرقت العيد ، قتلته بلا رحمة ، فما بقي منه سوى البرود و الشحوب .

النص الرابع :  يقول مزهر حبيب

العيد
كعكة حزينة
مغلفة بالفـــــرح
.................


·        ان الفرحة التي لا بد ان رسم في العيد صارت  زائفة . نص يشير الى ألم عميق و جرح عميق في جسد الشعب و الأمة فصار الحزن ثوب افراحهم .
النص الخامس :  يقول جواد الشلال

بعد عناء فسيح
رممت جثث الحروف
ورسمت خجلا
حروف .. عيدكم مبارك
كان الكثير من الوجع
يحدق بنا
.................
·        هذا النص كما سابقه يعكس  ثقل الوطأة و الحزن المتجذر الذي يجعل الكلام المعهود بافراح العيد و التهنئة به ثقيلا و هذا يعكس مرار شديدة في داخل النفوس .

النص السادس  : تقول هالة القيسي
هالة القيسي
اضحى
جزار وسكاكين
صبيحة العيد
استيقظ على ثغاء حزين
..........
·         كما في النص السابق تلبس اشياء البهجة ثوب الحزن ، انه تخييم و اتساع للحزن في النفوس فلا ترى النفوس في الاشياء الا الحزن .

النص السابع : يقول رجب الشيخ
عود الريحان
طريا .......
يتمايل حيث تميلين
فأقطفك ...
ذكرى في يوم عيد
وأرسمك أملا ...من جديد
.........
·        وسط الام الحزن ينشد الشاعر أملا جديدا ، و بمعادل تعبيري خاص يعكس البوح العميق  بان يرى وجه جديدا للحياة مع العيد . 

النص الثامن : يقول قاسم سهم الربيعي

أعيادنا ...
كرنفاﻻت عند
القبور...
....................
·        يعكس هذا النص أثر الحروب و ويلاتها  على الشعوب و النفوس ، و يعبر بقوة عن الحجم الكبير للألم و قوافل الحزن و الخسارات  و الدماء التي تسيل فيها .  

النص التاسع  : يقول علي المكصوصي

يا عيد - هل واسيت ام الشهيد
..........
·        النص يحاكي في تعبيريته  النص السابق و أثر الحروب ، و الام أم الشهيد ، كما انه يتقدم بوجوب الامتنان و العرفان بالجميل و الاكبار للشهيد المعطاء .
النص العاشر : يقول حسين الغضبان

عذرا ايها العيد
خذ ما تريد
الّا وطنا يحيا بنا سعيد.
............
·        في كلمات تجمع بين حسرة الخسارة  ، و بين التطلع لغد أفضل ، يطلق الشاعر نداءه عسى ان يسمع  صوته ، لقد أخذوا كل شيء ، ولم يبق سوى وطن يغرق في الاحزان .
النص الحادي عشر : يقول عامر الساعدي

صبيحة العيد
كانت أمي تفرش يداها
صحيت من الحلم
فتعكر وجهي
.........
·        في هذا النص التعبيري الرمزي ،  حيث يكون الحلم أملا و حيث الواقع المر الذي يسرق البهجة ، ان التعبير هنا فذ بدرجة عالية .

النص الثاني عشر : يقول  نبيل حسين
أمي
تجمع الدموع
لتُنفقها في العيد
أخوتي ينتظرون
..........
·        نص تعبيري آخر ، حيث صار العيد بفعل الواقع و العرف ، نهاية  الدموع و حقلها الذي تعودت النفوس انتظاره ، عاكسا واقعا حزينا و مرا.

النص  الثالث عشر : يقول رياض الفتلاوي
ثرثرة رصاص
مزقت جدار العيد
عندما زار العراق خجلاً
يستجدي بسمة
طفل يتيم
.......
·        هنا و بصورة شعرية و معادل تعبيري عال يعبر الشاعر عن آثار الحرب و ويلاتها ، و سرقتها لافراح العيد و ابتسامات الاتيام .

النص  الرابع عشر : تقول  أسماء لمريني  
نقشة خضاب العيد على يديها
مزق القصف جسدها أشلاء أشلاء
ملاك بريء.
................
·        تحضر الحرب و القصف هنا   في صورة شعرية عالية ، حيث تتمزق الفرحة بلا رحمة ، و يتحول خضاب العيد الى خضاب من دم .

النص  الخامس عشر : تقول هالا الشعار
فجر يوم العيد
بين البيت والمقبرة
درب من دمع وورق ريحان
..............
·        في تصوير عال يجمع بين اطراف التوتر التعبيري بين الفجر و العيد و بين المقابر ، بين الدمع و الريحان ، هكذا اتمزجت الفرحة بالحزن و تداخلا حتى صار لا يميز بين لحظاتهما .

النص السادس عشر : يقول حميد الساعدي

مُنذُ الآن
لاذت أمي بصمت المقابر
ففي العيد
زحامٌ شديد .
.......
·        هنا تحضر المقابر ايضا في وعي الشاعر و لغته ، و تراكمات الزمن على الأم  و في اعماق النفوس ، و بصورة تعبيرية  فذة تكشف عن  لحظة شعرية عميقة .

  لقد كان صوت الشعراء صادقا و واضحا ، و معبرا عن المأساة و عن عمق الحزن الذي ألمّ بهذه الأمة ، لقد كان نداء حرا و وفيا للشعوب المظلومة ، عسى أن يسمع العالم الأعمى هذا النداء فيستفيق .

نصوص تقليلية في العيد






(1) 
لقد رايته في ثياب رثة ، ذلك العيد الذي سرقوا ابتسامته .
(2) 
تصافحني يد العيد ، يا لبرودتها الشاحبة ، لقد همس في أذني : ألا ترى دمي يراق في الساقية ؟
(3)
كنت اعد النجوم كحالم اسطوري ، انتظر وجه العيد ، و حينما أتى ادهشتني مرارة بكائه ، ليتك كنت حاضرا فداحة ألمه ، كان أسير الخفافيش المأجورة .
(4)
لقد اجلسوه في بركة مظلمة ، مع الطحالب الرخيصة ، لكي اراه لا بد أن امر في ذلك النفق المعتم ، مسكين هو العيد في بلدي .
د أنور غني الموسوي

قصائد تقليلية للشاعر الروسي ميخائيل فاينرمان





 ترجمها من الروسية الى الانكليزية إليكس سيكيل  
 ترجمها من الانكليزية الى العربية د أنور غني الموسوي





******** 


هذا اليوم بارد جدا لذلك فالماشية
تقف على طول الحائط الامامي للبيت
الداخل دافئ ، بينما على بعد ياردة يتدلى
ضباب بارد ، انه صباح بارد
في نهاية الخريف .   يبدو
حتى البحر قد استدارة نحونا .


******** 


الاشجار تعبت من النوم
و جاءتني ليلا
بماذا أنت تتمتم ؟
لماذا لم تطفئ الانارة ؟


********

أحد الطيور او غيره
لا زال يصرخ
في منتصف أحدى الليالي
مسمار في الظلام
لهذا السبب ، في الليلة الماضية
أخذ ذلك الطير يغرّد
صباحا  بدأ الجليد يذوب
تعويذة باردة قد كُسِرت .


********* 


الطيور تحلّق
عاليا جدا
فوق تلك الجزر
في السماء البيضاء


********

هامش
·       ميخائيل فاينرمان شاعر روسي   ولد في موسكو 1946 و توفي 2003