دعوة الى قرأنة الشريعة

  



يقول بعض الاخوة في عقيدة يعتقدها، انها ورد فيها خبر وهي ممكنة فانا اعتقد بها، وانت لا تعتقد بها لغرابتها او لشذوذها هذا شأنك.

وفيه ان الله تعالى قال (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ  [الأنعام/92]  وقال تعالى (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ [الأحقاف/12]  وقال تعالى (  وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا  [يونس/36] وقال تعالى (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ  [البقرة/91] فالمصدقية بان تكون المعرفة مصدقة بما هو ثابت ومعلوم من اهم صفات الحق. 

 وان اعظم مصيبة حصلت في الاسلام هو اعتماد اخبار الاحاد الظنية حتى قال فيها احد الاعلام (  فهل هدم الاسلام إلا هي )( السرائر). وفي الواقع المشكلة لا تقف عند هذا الحد بل في تقديم الحديث على القرآن والغلو في الحديث واعلائه، بينما الاتباع يجب ان يكون كله للقرآن، ولقد اشار الصحابة الى خطورة ذلك فقالوا ( هربتم من القرآن إلى الاحاديث) (رجال الكشي). 

ليس صحيحا ان ورود الخبر بما هو ممكن مجوز لاعتماده والعمل به، بل لا بد ان يكون مصدقا بالقرآن وان يشهد له القرآن، وهذا هو جوهر منهج عرض الحديث على القرآن، بل الحق ان يكون للمعرفة من عقيدة او حكم اصل في القرآن وما لا اصل له في القران لا يصح القول به ولا تصحيحه، وهذه هي (قرأنة الشريعة). 

اننا في زمننا هذا في احوج ما يكون الى قرأنة الشريعة للتخلص مما هو شاذ وغريب ومنكر، لان القرآن ناصح واضح ومبني على الفطرة والعقل والوجدان والتوحيد، فما اقترب منه اقترب من هذه القيم وما ابتعد عنه ابتعد عنها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله في القرآن (  من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم، (الدر المنثور ).