( وجدانيات )





* لغة تقليلية
(1)
( الدفء )
الحياة فارغة من دون حرارة قلب ، فاذا علّمك أهلك البرود ،فتعلم أنت الدفء .


(2)
( القصيدة )
أذا لم تهزّك القصيدة ، فاعلم أنك أمام ورقة ميتة  ، ولا تصدق ما يقال عنها .


(3)
 ( غربة)
  لولا  قلب يئنّ ، و صوت بحجم  الصباح ،لعدت الى غربتي  استنشق ما تبقى من الرحيق .


(4)
 ( سر )  
لقد عبرت بحور  الصوت بقارب من  ريح ، تطلعت الى  الحقل ساعة انشاده  أغنياته  ، حينها صافحتني ارواح  لا احدّث بها ،كم انا ممتن لذلك.


(6)
(عجز )
مزدحمة هي شلالات الصيف  ، الهمت اضلعي خفقة لا تنسى ،رطمت راسي  بأحجارها  ، انني اشعر بالعجز ،لماذا ريح الصبا  اكثر وداعة و سلما ؟



(7)
( العيد المهاجر)

نحن هنا نجلس تحت غيوم الهمّ  ننتظرك .  
 لقد مللنا الشرب من انهار الحزن  .
 هنا شعب  مهجور   .     
انا اتوسّل اليك ،  كفاك هجرا .


(8)
( حزن   )
 كيف لي ان افرح بك  ، و دمائي تملأ السواقي كشلالات اسطورية
لقد تجلببت ثوب الحزن ، منذ ان رأيت عيون بلدي باكية .



(9)
(فسيفسائية )
وجد صوتاً ، فصار نهرا .
وجد ضوء ، فصار زهرة .
وجد أملاً ، فصار حكاية .























العيد في عيون الشعراء ؛ نصوص تقليلية




الأدب مرآة صافية للأمة و آمالها و آلامها  ، و مهما كان في قلم الكاتب تجريد و فردية فأنه في جانب منه يعكس و بصدق و جه الحياة و طبيعة الفكر و الممارسة في المجتمع الذي يعيش فيه و  ينتمي اليه .
لقد خيّم اللون القاتم و الحزين على ما نقرأ من كتابات و تناولات أدبية لعيد 2015 ، و بالقدر الذي يعكس ذلك صوتا و نداء الى العالم و الشعوب ، و استنهاض الهمم الى رفع الظلم و  تغيير الواقع  الجائر، فانها تعني ايضا سجلا وثائقيا لما تمرّ به الأمة من وضع و حالة مرة .
وهنا مجموعة من الكتابات الصادقة و العميقة المعبرة عن واقع الأمة و آلاماها منتقاة من مجموعة التقليلية الأدبية ، الزاخرة بالابداع و المبدعين  والاقلام الحرة  و الكتابات الصادقة و الشفيفة ، و التي تعمل على اعادة الأدب الى الناس و القارئ بعد اغتراب مرير بلغة قريبة و حيوية و صادقة .
النص الأول : يقول عادل قاسم

أيها العيدُ..
كيفَ أَسْتَرِّدَّ..
منكَ ديوني
إذْ لَمْ أرَ وَجْهَكَ...
إﻵ...بِعيَنَيْ والديْ الحائرةْ
وَأْبتِسامَةِ أُميَّ الصابِرة...
وَهيَ تُرَتِق...............
أَحْلامَنا باْأَﻷملْ....
...............
·        هنا يطلّ الشاعر على معاناة عميقة لشعب مر بالمحن و الآلام و الحرمان ، و سط حيرة الأب و صير الأم ، فكان العيد مؤجلا ، و كانت افراحه مسروقة .

النص الثاني : يقول حسن ماكني
في هذا المساء...
وأنا أرقب العيد بعيني طفل....
حمامة نفقت على بركة ماء.....
........ حي أنا.....
............ لكن لا أدري......؟؟
هل سيسعفني الزمان بفرح آخر.......؟؟
.....................

·        انها ذات السرقة التي سرقوا فيها العيد و افراحه ، فما عاد العيد يعود بالفرحة التي تنتظر ، انها مؤجلة ، و يبرز هنا أمل الشاعر بأن تعود الفرحة للعيد .

النص الثالث :  يقول   أنور غني الموسوي
تصافحني يد العيد ، يا لبرودتها الشاحبة ، لقد همس في أذني : ألا ترى دمي يراق في الساقية ؟
.................
·        وهنا بصورة شعرية اخرى يعبر فيها الشاعر عن تلك الخسارات  المريرة ، و تلك الايادي التي سرقت العيد ، قتلته بلا رحمة ، فما بقي منه سوى البرود و الشحوب .

النص الرابع :  يقول مزهر حبيب

العيد
كعكة حزينة
مغلفة بالفـــــرح
.................


·        ان الفرحة التي لا بد ان رسم في العيد صارت  زائفة . نص يشير الى ألم عميق و جرح عميق في جسد الشعب و الأمة فصار الحزن ثوب افراحهم .
النص الخامس :  يقول جواد الشلال

بعد عناء فسيح
رممت جثث الحروف
ورسمت خجلا
حروف .. عيدكم مبارك
كان الكثير من الوجع
يحدق بنا
.................
·        هذا النص كما سابقه يعكس  ثقل الوطأة و الحزن المتجذر الذي يجعل الكلام المعهود بافراح العيد و التهنئة به ثقيلا و هذا يعكس مرار شديدة في داخل النفوس .

النص السادس  : تقول هالة القيسي
هالة القيسي
اضحى
جزار وسكاكين
صبيحة العيد
استيقظ على ثغاء حزين
..........
·         كما في النص السابق تلبس اشياء البهجة ثوب الحزن ، انه تخييم و اتساع للحزن في النفوس فلا ترى النفوس في الاشياء الا الحزن .

النص السابع : يقول رجب الشيخ
عود الريحان
طريا .......
يتمايل حيث تميلين
فأقطفك ...
ذكرى في يوم عيد
وأرسمك أملا ...من جديد
.........
·        وسط الام الحزن ينشد الشاعر أملا جديدا ، و بمعادل تعبيري خاص يعكس البوح العميق  بان يرى وجه جديدا للحياة مع العيد . 

النص الثامن : يقول قاسم سهم الربيعي

أعيادنا ...
كرنفاﻻت عند
القبور...
....................
·        يعكس هذا النص أثر الحروب و ويلاتها  على الشعوب و النفوس ، و يعبر بقوة عن الحجم الكبير للألم و قوافل الحزن و الخسارات  و الدماء التي تسيل فيها .  

النص التاسع  : يقول علي المكصوصي

يا عيد - هل واسيت ام الشهيد
..........
·        النص يحاكي في تعبيريته  النص السابق و أثر الحروب ، و الام أم الشهيد ، كما انه يتقدم بوجوب الامتنان و العرفان بالجميل و الاكبار للشهيد المعطاء .
النص العاشر : يقول حسين الغضبان

عذرا ايها العيد
خذ ما تريد
الّا وطنا يحيا بنا سعيد.
............
·        في كلمات تجمع بين حسرة الخسارة  ، و بين التطلع لغد أفضل ، يطلق الشاعر نداءه عسى ان يسمع  صوته ، لقد أخذوا كل شيء ، ولم يبق سوى وطن يغرق في الاحزان .
النص الحادي عشر : يقول عامر الساعدي

صبيحة العيد
كانت أمي تفرش يداها
صحيت من الحلم
فتعكر وجهي
.........
·        في هذا النص التعبيري الرمزي ،  حيث يكون الحلم أملا و حيث الواقع المر الذي يسرق البهجة ، ان التعبير هنا فذ بدرجة عالية .

النص الثاني عشر : يقول  نبيل حسين
أمي
تجمع الدموع
لتُنفقها في العيد
أخوتي ينتظرون
..........
·        نص تعبيري آخر ، حيث صار العيد بفعل الواقع و العرف ، نهاية  الدموع و حقلها الذي تعودت النفوس انتظاره ، عاكسا واقعا حزينا و مرا.

النص  الثالث عشر : يقول رياض الفتلاوي
ثرثرة رصاص
مزقت جدار العيد
عندما زار العراق خجلاً
يستجدي بسمة
طفل يتيم
.......
·        هنا و بصورة شعرية و معادل تعبيري عال يعبر الشاعر عن آثار الحرب و ويلاتها ، و سرقتها لافراح العيد و ابتسامات الاتيام .

النص  الرابع عشر : تقول  أسماء لمريني  
نقشة خضاب العيد على يديها
مزق القصف جسدها أشلاء أشلاء
ملاك بريء.
................
·        تحضر الحرب و القصف هنا   في صورة شعرية عالية ، حيث تتمزق الفرحة بلا رحمة ، و يتحول خضاب العيد الى خضاب من دم .

النص  الخامس عشر : تقول هالا الشعار
فجر يوم العيد
بين البيت والمقبرة
درب من دمع وورق ريحان
..............
·        في تصوير عال يجمع بين اطراف التوتر التعبيري بين الفجر و العيد و بين المقابر ، بين الدمع و الريحان ، هكذا اتمزجت الفرحة بالحزن و تداخلا حتى صار لا يميز بين لحظاتهما .

النص السادس عشر : يقول حميد الساعدي

مُنذُ الآن
لاذت أمي بصمت المقابر
ففي العيد
زحامٌ شديد .
.......
·        هنا تحضر المقابر ايضا في وعي الشاعر و لغته ، و تراكمات الزمن على الأم  و في اعماق النفوس ، و بصورة تعبيرية  فذة تكشف عن  لحظة شعرية عميقة .

  لقد كان صوت الشعراء صادقا و واضحا ، و معبرا عن المأساة و عن عمق الحزن الذي ألمّ بهذه الأمة ، لقد كان نداء حرا و وفيا للشعوب المظلومة ، عسى أن يسمع العالم الأعمى هذا النداء فيستفيق .

نصوص تقليلية في العيد






(1) 
لقد رايته في ثياب رثة ، ذلك العيد الذي سرقوا ابتسامته .
(2) 
تصافحني يد العيد ، يا لبرودتها الشاحبة ، لقد همس في أذني : ألا ترى دمي يراق في الساقية ؟
(3)
كنت اعد النجوم كحالم اسطوري ، انتظر وجه العيد ، و حينما أتى ادهشتني مرارة بكائه ، ليتك كنت حاضرا فداحة ألمه ، كان أسير الخفافيش المأجورة .
(4)
لقد اجلسوه في بركة مظلمة ، مع الطحالب الرخيصة ، لكي اراه لا بد أن امر في ذلك النفق المعتم ، مسكين هو العيد في بلدي .
د أنور غني الموسوي

قصائد تقليلية للشاعر الروسي ميخائيل فاينرمان





 ترجمها من الروسية الى الانكليزية إليكس سيكيل  
 ترجمها من الانكليزية الى العربية د أنور غني الموسوي





******** 


هذا اليوم بارد جدا لذلك فالماشية
تقف على طول الحائط الامامي للبيت
الداخل دافئ ، بينما على بعد ياردة يتدلى
ضباب بارد ، انه صباح بارد
في نهاية الخريف .   يبدو
حتى البحر قد استدارة نحونا .


******** 


الاشجار تعبت من النوم
و جاءتني ليلا
بماذا أنت تتمتم ؟
لماذا لم تطفئ الانارة ؟


********

أحد الطيور او غيره
لا زال يصرخ
في منتصف أحدى الليالي
مسمار في الظلام
لهذا السبب ، في الليلة الماضية
أخذ ذلك الطير يغرّد
صباحا  بدأ الجليد يذوب
تعويذة باردة قد كُسِرت .


********* 


الطيور تحلّق
عاليا جدا
فوق تلك الجزر
في السماء البيضاء


********

هامش
·       ميخائيل فاينرمان شاعر روسي   ولد في موسكو 1946 و توفي 2003






الشعر ضد الشعر ( Antipoetry )







نيكنار بارا Nicanor Parra 1914 - الشاعر التشيلي الذي لا زال حيا و الذي نال جوائز عديدة و رشح الى جائزة نوبل قدم نفسه كـ ( ضد شاعر (antipoet ) و الذي يعني الكتابة بلغة نثر عادي و لغة حرة و مبسطة ، و ربما نحن نسميها السهل الممتنع . و يعد بارا رائد حركة ( الشعر ضد الشعر antipoetry ) و التي تدعو كفكر الى نبذ فكرة ان للشعر الهاما و قوى خفية و فوقية و التخلي عن الوظائف و التصورات المعهودة عن الشعر من حيث التنمق و الانتقاء و الرومانسية ، و كممارسة تدعو الى اعتماد لغة مبسطة و سهلة و شعبية ، لذلك فان بارا له شعبية كبيرة بين الناطقين بالاسبانية . طبعا هذا المصطلح يختلف عن اتجاه القصة ضد القصة (antistory ) و التي تفترض و تحقق قصة مضادة للقصة الموجودة و تعمد الى تكسير القص و تهشيمه ، الا ان الاتجاهين يجتمعان في امرين
الاول : هو التخلي عن فكرة الالهام و القوى العليا و الخفية للشعر و تبني فكرة ان الادب عملية عقلية بحتة .
الثاني : استعمال اسلوب تعبيري من خلال توظيف عناصر مقصودة تؤدي وظيفة مغايرة للمعهود .
طبعا الاتجاه العالمي العام الان من تقديس العلم و العقل سيرحب و يتبنى الفكرة الاولى بقوة ، كما ان التطور في علم اللغة و علم الدلالة سيرحب ايضا بشكل جديد من التعبيرية و التوظيف الخاص و الاستعمال الجديد للغلة كما هو حال المستحدثات النصية في النصوص التقليلية و الاعتماد على التعبير البصري في تغيير احجام الكلمات و اشكالها .
لقد اصبح راسخا ان الحركات الادبية في عصر ما بعد الحداثة بدأت تنهل من معين واحد و ارهاصات متقاربة الا وهو اللغة القريبة الشعبية و التي تكون متاحة لكل الناس بدل اللغة المتعالية و العالية و المحصنة التي امتاز بها شعر الحداثة . ان ما يجب على الثقافة و الادب العربي ان يلتفت الى متطلبات العصر و الانسان العصري و الحاجة الى لغة حرة بسيطة غير منمقة و لا انتقائية تصل الى اكثر عدد من الناس مع توفير و تحقيق متطلبات الفنية و الادبية .
قصيدة لنيكنار بارا
( الشعراء الشباب )
اكتبوا كيفما تشاؤون
و في اي اسلوب تحبون
سيكون هناك دم كثير يراق تحت الجسر
ان ذهبتم الى فكرة
ان طريقا واحدا هو الصحيح
في الشعر كل شيء مباح
بهذه الحالة فقط
تستطيعون ان تحسّنوا الورقة الخالية .