الصحيح من صحيح البخاري

 من المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين، ورضي الله عن صحابته اجمعين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين.

كثير ما فكرت في ان اعرض احاديث صحيح البخاري على القرآن، والاخذ بما له شاهد ومصدق منه، ورد غير ذلك، لكن لأهمية الكتاب ولكونه اصح كتاب حديث عند المسلمين كنت مترددا في ذلك. وبعد ان اجريت عرضا لكتب حديثية كبيرة على القران كبحار الانوار ومسند احمد ووسائل الشيعة وسنن البيهقي، اضافة الى معجم الطبراني والمسند الجامع لابي المعاطي والجامع الكبير للسيوطي، فانه اصبح الطريق مهيأ لتحقيق احاديث صحيح  البخاري وفق منهج العرض، بعرض احاديثه على القران. هذا ولقد عرضت احاديث كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي على القران في زمن سبق، الا ان عنونة البحث بـ ( الصحيح من صحيح البخاري) ليس له تأثير علمي فقط بل له تأثير فكري، بان الاحاديث الصحيحة سندا او المتفق على صحة سندها يجب ان تعرض على القران ايضا كما ان منها ما هو  ضعيف وفق منهج العرض بعدم وجود شاهد ومصدق.

فهنا عرض لاحاديث صحيح البخاري على القرآن الكريم، وفق منهج العرض الذي بينته في كتب سابقة كثيرة،  والاخذ بما له شاهد ومصدق من القران وهو (الحديث الصحيح) عرضيا، ورد ما ليس له شاهد او مصدق منه وهو (الحديث الضعيف) عرضيا.

ولا بد من الاشارة ان العرض يكون على ما هو ثابت ومعلوم وراسخ من علم القرآن في وجدان كل مسلم، ويكون العرض للمضامين وليس للرواية ككل، فنعمل على تفكيك الرواية ان كان فيها اكثر من مضمون، ونأخذ بما هو صحيح عرضيا من مضامينها ونرد ما هو ضعيف عرضيا منها، لذلك فيمكن ان يكون بعض الحديث صحيحا عرضيا وبعضه ضعيف. ومن هنا فالاحاديث ستكون على ثلاثة اقسام وفق منهج العرض (عرضيا).

اولا: حديث صحيح كله.

ثانيا: حديث ضعيف كله.

ثالثا: حديث صحيح بعضه. ( اي وضعيف بعضه).

ان الاحاديث الضعيفة عرضيا اي التي ليس لها شاهد او مصدق من القران نصفها بالظن والمتشابه، ولا نكذبها ولا نقول موضوعة، فان التكذيب والحكم بالوضع يحتاج الى معارف قطعية بحث تكون المخالفة للقرآن بشكل لا يمكن الشك فيه. والله المسدد.