مؤلفات د. أنور غني الموسوي : بعثة انبياء بين عيسى ورسول الله صلوات الله عليهما

مؤلفات د. أنور غني الموسوي : بعثة انبياء بين عيسى ورسول الله صلوات الله عليهما:   يدل على وجود انبياء بين عيسى عليه السلام ورسول الله الله صلى الله عليه واله أمور: الاول: قال تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَاب...

بعثة انبياء بين عيسى ورسول الله صلوات الله عليهما https://t.co/rA0wSx7khE

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 31, 2021 at 10:53PM
via IFTTT

ان والد أبراهيم لم يكن كافرا https://t.co/bXe26jhFVD

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 11:19PM
via IFTTT

عدم صحة الاستدلال بالقرآن على جواز نكاح المتعة https://t.co/1QEfCEAZUu

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 07:47PM
via IFTTT

عدم صحة الاستدلال بالقرآن على جواز نكاح المتعة

 


استدل لنكاح المتعة وهو و هو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم بقوله تعالى (فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) وستعرف انه لا دلالة فيه على الجواز بل هو دال على المنع. قال في الوسيط - { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } والاستمتاع : طلب المتعة والتلذذ بما فيه منفعة ولذة . والمراد بقوله { أُجُورَهُنَّ } أى مهورهن لأنها فى مقابلة الاستمتاع فسميت أجراً . و { مَا } فى قوله { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ } واقعة على الاستمتاع والعائد فى الخبر محذوف أى فآتوهن أجورهن عليه . والمعنى : فما انتفعتم وتلذذتم به من النساء عن طريق النكاح الصحيح فآتوهن أجورهن عليه . ويصح أن يكون { مَا } واقعة على النساء باعتبار الجنس أو الوصف . وأعاد الضمير عليها مفرداً فى قوله { بِهِ } باعتبار لفظها ، وأعاده عليها جمعا فى قوله { مِنْهُنَّ } باعتبار معناها . ومن فى قوله { مِنْهُنَّ } للتبعيض أو للبيان . والجار والمجرور فى موضع النصب على الحال من ضمير { بِهِ } :  والمعنى : فأى فرد أو الفرد الذى تمتعتم به حال كونه من جنس النساء أو بعضهن فأعطوهن أجورهن على ذلك . والمراد من الأجور : المهور . وسمى المهر أجراً؛ لأنه بدل عن المنفعة لا عن العين . وقوله { فَرِيضَةً } مصدر مؤكد لفعل محذوف أى : فرض الله عليكم ذلك فريضة . أو حال من الأجور بمعنى مفروضة . أى : فآتوهن أجورهن حالة كونها مفروضة عليكم . ثم بين - سبحانه - أنه لا حرج فى أن يتنازل أحد الزوجين لصاحبه عن حقه أو عن جزء منه ما دام ذلك حاصلا بالتراضى فقال - : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ الفريضة إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } .  هذا ، وقد حمل بعض الناس هذه الآية على أنها واردة فى نكاح المتعة وهو عبارة عن أن يستأجر الرجل المرأة بمال معلوم إلى أجل معين لكى يستمتع بها . قالوا : لأن معنى قوله - تعالى - : { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } : فمن جامعتموهن ممن نكحتموهن نكاح المتعة فآتوهن أجورهن . ولا شك أن هذا القول بعيد عن الصواب ، لأنه من المعلوم أن النكاح الذى يحقق الإِحصان والذى لا يكون الزوج به مسافحا . هو النكاح الصحيح الدائم المستوفى شرائطه ، والذى وصفه الله بقوله { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } . وإذاً فقد بطل حمل الآية على أنها فى نكاح المتعة؛ لأنها تتحدث عن النكاح الصحيح الذى يتحقق معه الإِحصان ، وليس النكاح الذى لا يقصد به إلا سفح الماء وقضاء الشهوة .

وقال في زاد المسير - قال الزجاج : ومعنى قوله : { فما استمتعتم به منهن } فما نكحتموهن على الشريطة التي جرت ، وهو قوله { محصنين غير مسافحين } أي : عاقدين التزويج { فآتوهن أجورهنَّ } أي : مهورهن . ومن ذهب في الآية إلى غير هذا ، فقد أخطأ ، وجهل اللغة .  وقال في البحر المديد - يقول الحقّ جلّ جلاله : { وأُحل لكم } أن تتزوجوا من النساء ما سوى ذلكم المحرمات ، وما سوى ما حرمته السنة بالرضاع ، كما تقدم ، والجمع بين المرأة وعمتها ، وبين المرأة وخالتها ، فقد حرَمتْه السُنة ، وإنما أحل لكم نكاح النساء إرادة أن تطلبوا بأموالكم الحلال ، فتصرفوها في مهور النساء . . . حال كونكم { مُحصنين } أي : أعفة متحصنين بها من الحرام ، { غير مسافحين } أي : غير زناة ، تصبون الماء في غير موضعه ، { فما استمتعتم به منهن } أي : من تمتعتم به من المنكوحات { فآتوهن أجورهن } أي : مهورهن ، لأن المهر في مقابلة الاستمتاع { فريضة } ، أي : مفروضة مقدرة ، لا جَهْلَ فيها ولا إبهام ، { ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به } من زيادة على المهر المشروط ، أو نقص منه ، { من بعد الفريضة } ، التي وقع العقد عليها ، { إن الله كان عليمًا } بمصالح خلقه ، { حكيمًا } فيما شرع من الأحكام . وقيل قوله : { فما استمتعتم به . . . } إلى آخره . نزل في نكاح المتعة، التي كانت ثلاثة أيام في فتح مكة ، ثم نُسِخَ. انتهى أقول روايات تحليل المتعة لا تثبت فلا تحليل أصلا فلا نسخ، والمصدق ان النهي كان لعمل كان يعمل قبل الإسلام وليس لأنه حلل ثم نسخ وحرم، فلاحظ جيدا. ومن هنا يعلم ما في التسهيل لعلوم التنزيل  قال وقيل إنها في نكاح المتعة وهو النكاح إلى أجل من غير ميراث وكان جائزا في أول الإسلام فنزلت هذه الآية في وجوب الصداق فيه ثم حرم عند جمهور العلماء فالآية على هذا منسوخة بالخبر الثابت في تحريم نكاح المتعة وقيل نسختها آية الفرائض لأن نكاح المتعة لا ميراث فيه وقيل نسختها  والذين هم لفروجهم حافظون  وروي عن ابن عباس جواز نكاح المتعة وروي أنه رجع عنه. انتهى أقول قوله نسختها أي على قول ان الاية في نكاح المتعة وقد عرفت انها في النكاح الدائم. والرواية عن ابن عباس تفسيرا وتحليلا للمتعة ظن لا شاهد له بل خلاف القران.  وروي عنه خلاف ذلك ما هو مصدق صحيح ففي الدر المنثور – قال وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } يقول : إذا تزوّج الرجل منكم المرأة ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها كله « والاستمتاع » هو النكاح . وهو قوله { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } [ النساء : 4 ] .

 واما ما فيه  قال وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان متعة النساء في أوّل الإسلام ، كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه ، فيتزوّج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته ، فتنظر له متاعه وتصلح له ضيعته ، وكان يقرأ { فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى } نسختها { محصنين غير مسافحين } وكان الإحصان بيد الرجل ، يمسك متى شاء ويطلق متى شاء . أقول ومع ان الرواية غير ظاهرة في المدعى فانها من التأويل وتطبيق ظاهر اللفظ على موضوع خارجي ويزيده وضوحا نسبة ابن عباس التاويل الى (كانوا يقولون) ففي الدر المنثور:  أخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كانت المتعة في أول الإسلام ، وكانوا يقرأون هذه الآية « فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجل مسمى . . » الآية .  وهو ظاهر انه اخذه من صحابي تأول الاية وهو يتعارض مع روايات التفسير، فالروايات في هذه الايات مضطربة وهذا ما اعترف به صاحب التحرير والتنوير قال والذي استخلصناه أنّ الروايات فيها مضطربة اضطراباً كبيراً.

وقال في الدر المنثور - وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } قال : نسختها { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن } [ الطلاق : 1 ] . { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } [ البقرة : 228 ] . { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر } [ الطلاق : 4 ] . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال : نسخت آية الميراث المتعة . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال : المتعة منسوخة ، نسخها الطلاق ، والصدقة ، والعدة ، والميراث . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن علي قال : نسخ رمضان كل صوم ، ونسخت الزكاة كل صدقة ، ونسخ المتعة الطلاق والعدة والميراث ، ونسخت الضحية كل ذبيحة . أقول وهنا النسخ يحمل على النهي لأنه المصدق ورغم ان ظواهر هذه الروايات وغيرها مخالفة للقران وناتجة عن تأويل لآية فيه الا انني نقلتها استيفاء للكلام وبيانا انها لا تصح مستندا ومعتمدا وهكذا ما دل على التحليل والتحريم. فان نكاح المتعة مصدره الحديث وهو مخالف للقران فيكون ظنا ومتشابها ومن احكامه انه يحمل على ان نكاح المتعة من اعراف الجاهلية فنهى عنه الإسلام والاية ليست فيه بل في الزوجة الدائمة. ومن هنا تعلم ما في النكت والعيون - (ج 1 / ص 287) { فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } أي آتوهن صدقاتهن معلومة ، وهذا قول مجاهد ، والحسن ، وأحد قولي ابن عباس . والقول الثاني : أنها المتعة إلى أجل مسمى من غير نكاح ، قال ابن عباس كان في قراءة أُبيّ : { فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى } ، وكان ابن عباس كذلك يقرأ ، وسعيد بن جبير ، وهذا قول السدي ، وقال الحكم : قال عليّ : لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي ، وهذا لا يثبت ، والمحكي عن ابن عباس خلافه ، وأنه تاب من المتعة وربا النقد . أقول فحديث يروى رواية وليس مصدق من القران لا يصح القول به. قال في أحكام القرآن للكيا الهراسى - والذي ذكره هؤلاء في معنى قوله تعالى: {فَما اسْتَمْتَعْتم بهِ مِنْهُنَّ} الآية, لا يحتمل ما ذكره هذا القائل الذي حمله على نكاح المتعة, فإن الأجر بمعنى المهر, قال تعالى: {وَلا جناحَ عَلَيْكم أنْ تَنْكِحوهُنَّ إذا آتَيْتُموهُنَّ أجورَهُنَّ}. فلما ذكر النكاح علم أنه إراد به الصداق. وقال تعالى: {وآتوهُنَّ أجورَهُنَّ بالمعْروفِ مُحصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ}. فدل على أن محصنات ومحصنين عنى به التزويج, لأن محصنات ذكر مع النكاح, لقوله تعالى: {فانْكِحوهُنَّ بإذنِ أهْلِهِنَّ وآتوهُنَّ أجورَهُنَّ بالمعْروف مُحصَناتٍ غَيرَ مُسافِحاتٍ}.  قوله تعالى: {ولا جُناحَ عَلَيْكُم فيما تراضَيْتُم بهِ مِنْ بَعْدِ الفَريضَةِ}. معناه جواز الإبراء عن بعض الصداق أو هبة بعضه. وتقدير الكلام: أن تبتغوا بأموالكم محصنين - أي متزوجين - بهن, فإذا استمتعتم بهن فآتوهن أجورهن, ولا تنقصوا شيئاً, وإن جرى فراق أو سبب، إلا أن تكون قد حطت شيئاً من الصداق, فالحق لها, والمحطوط لا يجب توفيره عليها إذا استمتع. انتهى

وقال في التبيان في تفسير القرآن - وقوله: (فما استمتعتم به منهن) قال الحسن، ومجاهد، وابن زيد: هو النكاح، وقال ابن عباس، والسدي: هو المتعة إلى أجل مسمى، وهو مذهبنا، لان لفظ الاستمتاع إذا أطلق لا يستفاد به في الشرع إلا العقد المؤجل، ألا ترى أنهم يقولون: فلان يقول بالمتعة، وفلان لا يقول بها، ولا يريدون إلا العقد المخصوص. انتهى اقول لا انصراف بل عرفت ما تقدم من الوسيط ان الاستمتاع والتمتع والتلذذ كله حاصل بالوطء. هذا وان الكلام هنا معطوف على الكلام على التزويج والنكاح الدائم المعهود فلا مجال لشكل من النكاح غيره وهذا ما يجب التنبه له فعلا.

ثم قال رحمه الله تعالى : ولاي نافي ذلك قوله: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم "لانا نقول: إن هذه زوجة، ولا يلزم أن يلحقها جميع أحكام الزوجات، من الميراث، والطلاق، والايلاء، والظهار، واللعان، لان احكام الزوجات تختلف، ألا ترى أن المرتدة تبين بغير طلاق، وكذلك المرتد عندنا، والكتابية لا ترث، وأما العدة فانها تلحقها عندنا، ويلحق بها أيضا الولد، فلا شناعة بذلك) انتهى أقول ان القران يصدق بعضه بعضا وحينما يطلق الزوجة فهو يريد الدائمة لا غير وسترى ان الشيخ يسلم فرضا لكونها ليست زوجة.

قال (ولو لم تكن زوجة لجاز أن يضم ما ذكر في هذه السورة إلى ما في تلك الآية، لانه لا تنافي بينهما، ويكون التقدير: إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم أو ما استمتعتم به منهن وقد استقام الكلام. انتهى أقول ليس ظاهرا من تتبع الكلمات انها كانت تسمى زوجة بلا مجاز وتكلف فلا مجال للقول باشتمال اللفظ لها، كما ان توجيه الثاني يشهد لذلك وليس المسالة مسالة توجيه بل مسالة تحقيق. هذا ولقد اشترط في هذا الاستمتاع الاحصان والمتعة لا تحصن لا لغة ولا شرعا.

ثم قال (وفي أصحابنا من قال: قوله: (أجورهن) يدل على أنه أراد المتعة، لان المهر لا يسمى أجرا، بل سماه الله صدقة ونحلة، وهذا ضعيف، لان الله سمى المهر أجرا في قوله (فانكحوهن باذن أهلهن وآتوهن أجورهن) وقال: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن) ومن حمل ذلك كله على المتعة كان مرتكبا لما يعلم خلافه). أقول وكلامه الأخير يتوافق مع ما قلناه ان الآية ليست في المتعة اذ ان القرائن تشير الى إرادة الدائم والاجر هو المهر فلا احتمال اخر.

ثم قال رحمه الله تعالى وقوله: (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) قال الحسن، وابن زيد: أي تراضيتم به من حط بعض الصداق أو تأخيره، أو هبة جميعه. وقال السدي وقوم من أصحابنا: معناه: لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من استئناف عقد آخر بعد انقضاء المدة التي تراضيتم عليها، فتزيدها في الاجر وتزيدك في المدة. انتهى أقول من الواضح ان العبارة هي ظاهرة في المعنى الأول ويصعب حملها على استئناف عقد جديد وزيادة مدة وزيادة اجر بل هو من الإضافة المعرفية والتأويل ولأنه لا شاهد له فيكون ظنا. قال في تفسير الأمثل - ثمّ إِنّ الله سبحانه قال: ـ بعد ذكر وجوب دفع المهر ـ (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) وهو بذلك يشير إِلى أنّه لا مانع من التغيير في مقدار الصداق إِذا تراضى طرفا العقد، وعلى هذا الأساس يكون الصداق نوعاً من الدين الذي يخضع للتغيير من زيادة أو نقصان إِذا تراضيا. (ولا فرق في هذا الأمر بين العقد المؤقت والعقد الدائم وإِن كانت الآية الحاضرة ـ كما شرحنا ذلك سلفاً ـ تدور حول الزواج المؤقت). ثمّ إنّ هناك احتمالا آخر في تفسير الآية أيضاً وهو أنّه لا مانع من أن يقدم الطرفان ـ بعد انعقاد الزواج المؤقت على تمديد مدّة هذا الزواج وكذا التغيير في مقدار المهر برضا الطرفين. ) انتهى فانت ترى كيف انه قدم القول بانه من الصداق وان أورد الاحتمالات الأخرى على ما يتبانه من الجواز.

قال في تفسير مجمع البيان – و قوله « فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة » قيل المراد بالاستمتاع هنا درك البغية و المباشرة و قضاء الوطر من اللذة عن الحسن و مجاهد و ابن زيد و السدي فمعناه على هذا فما استمتعتم أو تلذذتم من النساء بالنكاح فأتوهن مهورهن و قيل المراد به نكاح المتعة و هو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم عن ابن عباس و السدي و ابن سعيد و جماعة من التابعين و هو مذهب أصحابنا الإمامية و هو الواضح لأن لفظ الاستمتاع و التمتع و إن كان في الأصل واقعا على الانتفاع و الالتذاذ فقد صار بعرف الشرع مخصوصا بهذا العقد المعين لا سيما إذا أضيف إلى النساء فعلى هذا يكون معناه فمتى عقدتم عليهن هذا العقد المسمى متعة فأتوهن أجورهن. انتهى أقول ان الالفاظ في النصوص تحمل على حقائقها الواقعية الوضعية وليس على ما يتكون في فكر المجتمع تبعا لمعارف تتكون عندهم والنص في زمن وبنفسه ليس فيه اختصاص بالمتعة بل هو في الاستمتاع والالتذاذ بالزوجة.

 ثم قال رحمه الله تعالى (ويدل على ذلك أن الله علق وجوب إعطاء المهر بالاستمتاع و ذلك يقتضي أن يكون معناه هذا العقد المخصوص دون الجماع و الاستلذاذ لأن المهر لا يجب إلا به. انتهى أقول ان الاستلذاذ والجماع الموجب للمهر هو جماع النكاح واستلذاذه، مع ان القران يستعمل أحيانا كلاما مختصرا واحيانا مجملا كما هنا فقد اختلف في الاستمتاع هل هو الجماع ام الخلوة او غيرهما وهل (ما ) عي النساء ام الاستمتاع لكن الظاهر انه بيان لأصل وجوب الوفاء بالمهر كما إشارات آيات أخرى فهنا اصل للحكم وهو الوفاء بالمهر  وتفصيله في محل اخر.

ثم قال رحمه الله تعالى (ومما يدل أيضا على أن لفظ الاستمتاع في الآية لا يجوز أن يكون المراد به الانتفاع والجماع أنه لو كان كذلك لوجب ألا يلزم شيء من المهر من لا ينتفع من المرأة بشيء وقد علمنا أنه لو طلقها قبل الدخول لزمه نصف المهر ولو كان المراد به النكاح الدائم لوجب للمرأة بحكم الآية جميع المهر بنفس العقد لأنه قال «فأتوهن أجورهن» أي مهورهن ولا خلاف في أن ذلك غير واجب وإنما تجب الأجرة بكماله بنفس العقد في نكاح المتعة. انتهى أقول وفيه ما تقدم انه لا مفهوم له والآية في بيان أصل وجوب الوفاء لهن وتفصيله في محل اخر، فهنا بيان فرض المهر كما انه بيان لإمكان العفو فيه من الطرفين. قال في أضواء البيان -قوله تعالى: { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } الآية. يعني : كما أنكم تستمتعون بالمنكوحات فأعطوهن مهورهن في مقابلة ذلك ، وهذا المعنى تدل له آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ } [ النساء : 21 ] الآية . فإفضاء بعضهم إلى بعض المصرح بأنه سبب لاستحقاق الصداق كاملاً، هو بعينه الاستمتاع المذكور هنا في قوله: {فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ } الآية . وقوله: { وَآتُواْ النسآء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } [ النساء : 4 ] وقوله : { وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً } [ البقرة : 229 ] الآية . فالآية في عقد النكاح، لا في نكاح المتعة كما قال به من لا يعلم معناها، فإن قيل التعبير بلفظ الأجور يدل على أن المقصود الأجرة في نكاح المتعة . لأن الصداق لا يسمى أجراً ، فالجواب أن القرآن جاء فيه تسمية الصداق أجراً في موضع لا نزاع فيه . لأن الصداق لما كان في مقابلة الاستمتاع بالزوجة كما صرح به تعالى في قوله : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ } [ النساء : 21 ] الآية . صار له شبه قوي بأثمان المنافع فسمي أجراً ، وذلك الموضع هو قوله تعالى : { فانكحوهن بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } [ النساء : 25 ] أي : مهورهن بلا نزاع ، ومثله قوله تعالى : { والمحصنات مِنَ المؤمنات والمحصنات مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } [ المائدة : 5 ] الآية . أي مهورهن فاتضح أن الآية في النكاح لا في نكاح المتعة. وفي التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى - (ج 1 / ص 246) فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة قال ابن عباس وغيره معناها إذا استمتعتم بالزوجة ووقع الوطء فقد وجب إعطاء الأجر وهو الصداق كاملا.

 

 

(الله) يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ https://t.co/vUaLsKQU88

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 11:56AM
via IFTTT

اصول المعارف من احاديث النبي . . https://t.co/vbucPfsDAn

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 02:01AM
via IFTTT

خليفة الله الحق https://t.co/aw4XC01nTx

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 02:00AM
via IFTTT

الاخلاق الواجبة https://t.co/jjSaxDRqTk

from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:57AM
via IFTTT

اجماع الشيعة على اسلام الفرق المخالفة https://t.co/GrUqND7wl4

https://twitter.com/agalmosewi/status/1454220095350362123 from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:54AM
via IFTTT

اسلامنا حسب القران https://t.co/CJ3saDmtDC

https://t.co/CJ3saDmtDC from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:51AM
via IFTTT

كتابات أنور غني الموسوي


from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:49AM
via IFTTT

كتابات أنور غني الموسوي


from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:46AM
via IFTTT

كتابات أنور غني الموسوي


from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:44AM
via IFTTT

كتابات أنور غني الموسوي


from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:41AM
via IFTTT

كتابات أنور غني الموسوي


from Twitter https://twitter.com/agalmosewi

October 30, 2021 at 01:28AM
via IFTTT

النوم عن صلاة الصبح

 قراءة

القول بالظن باطل

 

القول بالظن في الفقه باطل

 

أصل (أ) قال الله تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ [آل عمران/18]

 

أ- وقال تعالى (وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف/86]

 

أ- وقال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء/36]

 

أ-إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [يونس/36]

 

فرع (ف) – الشهادة اما علمية يعلم مطابقتها للواقع او ظنية لا يعلم مطابقتها للواقع.

 

ف- الشهادة العلمية حق والشهادة الظنية باطل.

 

ف- القول اما علمي يعلم مطابقته للواقع او ظني لا يعلم مطابقته للواقع.

 

ف- لا يجوز الشهادة بما لا يعلم، لا يجوز القول بالظن.

 

ف- لا يجوز القول بما لا يعلم، لا يجوز القول بالظن.

 

ف-القول العلمي حق والقول الظني باطل.

 

ف-يجب اعتماد العلم في فقه الشريعة ولا يجوز اعتماد الظن.

 

ف- القول بعلم في فقه الشريعة حق والقول فيه بالظن باطل.

 

ف- الفقيه الذي يعتمد الظن في استنباطاته لا يجوز اعتماد قوله.

 

ف- الأصل في الفقيه الذي يعتمد الظن في الاستنباط ان قوله ظني الا إذا دلت قرينة على انه علمي.

 

إشارة: ان من المؤسف حقا ان المفسرين والفقهاء رحمهم الله جميعا ادخلوا الظن في التفسير والفقه، فصارا مسرحا للاحتمالات، وانني ما كتبت ولا اكتب في التفسير والفقه الا بغاية تخليص العلم من الظن، والله هو العالم وهو ولي التوفيق.

علم الأصول القرآنية

 

الأصل الشرعي هو القران والسنة، أي الآيات والأحاديث الثابتة. ومن هذه الأصول تتفرع الفروع الاستنباطية. وهنا سأتناول الأصول الشرعية القرآنية.

بعد تمييز الأصول القرانية عن بعضها ينبغي ان ترتب حسب أبواب المعارف للتيسير، والمتدبر بالقران يعلم ان موضوع القران هو العلاقة بين الله تعالى والانسان، وكل موضوع اخر يذكر في القران فهو غرضي في بيان هذه العلاقة وطريق اليها. بمعنى آخر انه من غير المفيد فعلا تبويب الأصول القرانية بحسب الموضوعات او الذوات او الأسماء، اذ ان البيان الموضوعي والشخوصي ليس مقصودا وانما المقصود هو بيان غرضي وقضايا عامة، وهذا واضح جدا لمن يتدبر القرآن. لذلك كان من الأنسب بل الاصح هو تبويب الأصول القرانية بحسب الأغراض، والاحكام العامة، والاغراض عادة ما تكون عامة فيكون التبويب الغرضي جامعا للمسائل، لكن هذه الأغراض تتجلى بالأفعال (أي الفعل النحوي) كما ان العبارة القرانية هي في الغالب من المثال وبيان لفرد من عام، لذلك يكون المحمول اهم بكثير من الموضوع الجملي، فيتبين المنهج الصحيح في تفريع المضامين ليس بحسب المسند اليه بل ينبغي ان يكون بحسب المسند من فعل او صفة، وتكون الموضوعات او الشخوص اما افرادا لعام تحققه كمصاديق او ان تكون باب للمسائل ومناسبة لها.  وهذا الامر الأخير في الوظيفة التبوبية للموضوعات يقرب منهجنا من المشهور ولا يجعله في كامل الغرابة، وان كان الأمثل والاصح هو تبويب المضامين القرانية بحسب المسانيد بشكل تام، لان الأشياء تترتب في القران ظاهرا وواقعا بحسب صفاتها وليس بحسب ذواتها، وانما الموضوعات والشخوص مجرد مقدمة لبيان ما يناسب المحمول. فالصفات افعالا وأسماء اهم بكثير من الموصوفات والفاعلات والشخوص في البيان القرآني، وان كان الغرض النهائي هو بيان أغراض عامة وقضايا عامة احكام عامة تخص تلك الموصوفات. وهذا من أعمق علوم القران.

ولأن القران يشبه بعضه بعضا، ويتكرر المضمون نفسه نصا، فانا سأقتصر على مضمون واحد من المتكررات. ولان القران يعبر عن الصفة نفسها بتعبير قوي وضعيف واقوى وأضعف ولان الأعلى شامل للأدنى فسأقتصر على الأعلى دائما وهذا من انفع علوم القران.

ولأن الايات عادة ما تشتمل على أكثر من مضمون فاني سأعمد هنا الى تبسيط الايات الى ابسط مضمون يقتصر فقط الى موضوع ومحمول مسند ومسند اليه وما يتعلق بكل منهما من قيود، ولهذا فاني سأحلل الجمل المعطوفة وسأعوض الضمائر والمقدرات والمحذوفات بشكل نصي حرفي من دون تغيير، وسأضع تلك التعويضات بين قوسين. وهذا من أبرع علوم القران.

ولأن القران يشتمل على حكم عام ومن ثم تطبيق العام على مصداقه فانا لن اهتم كثيرا للتطبيقات الخاصة الا من جهة انها مبين نصي للعام او مميز واقعي للنموذج الشخصي باعتبار التجلي للعام، الا ان الغرض والحقيقة والاعتماد هو على الحكم العام وهذا من اهم علوم القران.

ولأن القران كثيرا من يحكم على الخاص ويريد العام ويطلق الخاص ويريد العام فاني سأعمد الى تتبع هذا الغرض بدلالة علمية غير ظنية وهذا من أجمل علوم القران.

ولأن القران كثيرا من يطلق العام ويريد الخاص وكثيرا من يطلق المطلق ويريد المقيد فانا استتبع ذلك بدقة من دون تكلف وبالدلالة الواضحة لكيلا ادخل في الرأي وهذا من أخطر علوم القران.

موافقة المعرفة الحقة للفطرة والحكمة

 


هذا أصل قطعي ثابت من أصول الشريعة ودلت عليه نصوص ومعارف قطعية منها قوله تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) وقال تعالى (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) تعليق وهنا حسن فطري عقلائي. وقال تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) وقال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمً).  والحسن هذا كله ارتكازي عقلائي ووجداني.

 كما ان القران اعلى شأن العقل واعماله؛ قال تعالى (لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقوله تعالى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ). فخاطب الله العقول بل حصر الاهتداء الى الحق باهل العقول، فاستعمال العقل لأجل الاهتداء وتبين الحقائق والايمان والاعتقاد السليم من جوهر الشريعة وهو يدل على وجوب ذلك عينيا. كما انه خص التذكر والادبر بأولي الالباب فقال تعالى (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) وقال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) وقال تعالى (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). بل ان الكفر والنفاق هو من علامات عدم العقل والفهم؛ قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) والعقل هنا هو التعقل والتدبر والتمييز الفطري الهادي الى النور وحقائق الايمان.

ان موافقة الحق للفطرة وتصديق الوجدان لها وأنها وفق نهج العقلاء كلها امور راسخة في المعارف الشرعية لذلك هي ملحوظة في اصول الشريعة وفي المعارف الثابتة التي يرد اليها الحديث، فان مخالفته للفطرة والوجدان والعقلائية يعني انه مخالف للقران والسنة بلا ريب. والعقل هنا هو التعقل والتدبر والتمييز الفطري الهادي الى النور وحقائق الايمان وليس الابحاث العقلية الدقية التي لا يتعقلها العرف ولا يعرفها الانسان العادي. هذا وان العقل لا يهدي الا الى الايمان فكلما ازدادت قوة التمييز والادراك ازداد الادراك بحقائق الايمان وازدادت المعرفة الا ان الهوى والميول والاحكام الموروثة قد تؤدي الى تشويش وارباك واخلال في جانب الايمان فترى الانسان على درجة عالية من الذكاء والتمييز والتحليل بل والعبقرية الا انه لا يهتدي الى الايمان. ومن هذا حاله هو بحكم من لا عقل له لان العقل الحقيقي هو الهادي الى الخير، ومن اهم سبل الخير الايمان والتقوى، فمن لا ايمان له ولا تقوى هو ناقص عقل مهما بلغ من ذكاء او عبقرية. وهذا الحكم ليس بشواهد نقلية شرعية فقط بل هو بأسس عقلائية لان تمام العقل متقوم بمعرفة الخير وعمله، والايمان والتقوى من اهم اشكال الخير بل لا خير حقيقة من دونها والكلام عن دليل الحكم الاخير له مكان اخر ليس هذا محله.

كما ان فطرية وحكمة وعقلائية المعرفة تدل بوجه من الوجوه توجه الخطاب القرآني الى الانسان مباشرة من دون واسطة وهذا من نعم الله تعالى فيكون على الانسان ان يتفكر ويتعقل ويتدبر القران بنفسه والا يميل الى اخذ المعارف بواسطة أيا كانت. من هذه النصوص المخاطبة للإنسان والحاثة له على التدبر قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

وقال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)  وقال تعالى (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) وقوله تعالى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (*) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)

وقال تعالى (وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)  وقال تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)

وقال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)

قال تعالى (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ). وقال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) وقال تعالى (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)

قال تعالى (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) قال تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)قال تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وقال تعالى (لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وقوله تعالى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).  قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) وقال تعالى (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) وقال تعالى (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ). وقال تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ)

وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)  وقال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وقال تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا و قال تعالى (وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُون).

ان هذه النصوص الكثيرة والمثيرة للدهشة في كثرتها في حث الانسان على التعقل والتفكر والتدبر بالنص مسلما كان ام كافرا مؤمنا كان ام منكرا، لا تدع مجالا للاتكال على الغير ولا تسوغ تقليده وتوجب على الانسان ان يجتهد بنفسه في معرفة الحق ومن هنا كانت الأسس التي بني عليها المعارف الحقة في (عامية الفقه) و( الوجوب العيني للاجتهاد) والتي بينتها مفصلا في كتب خاصة بها.

تنزيه ابي بكر

 


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين.

هذا بحث مخصص لتنزيه الصحابي الجليل ابي بكر رضي الله عنه من ان يكون هو الموجود في الغار مع النبي صلى الله عليه واله والذي جاءت فيه اية دلت بإشارة ظاهرة على عدم ايمان من كان موجودا مع النبي صلى الله عليه واله في الغار. الا ان التقليد والاغترار بالروايات أدى الى استمرار القول بانه أبو بكر. ولا بد من التأكيد انه لا يصح رمي الشيعة بانهم من يثير هذا الامر لان من كبار الشيعة من يقول ان أبا بكر هو صاحب الغار وفي ذلك روايات لهم، ومنهم المفيد والطوسي.

ومع ان اهل التفسير مجمعون على ان صاحب النبي في الغار هو أبو بكر الا ان الذي يجب العمل عليه هو عرض الحديث على القران ورد ما لا شاهد ولا مصدق، وستعرف ان من يتدبر في الاية لا يقبل ان تكون في ابي بكر الا ان يجري على التقليد والركون الى المشهور بلا تمحيص او تدقيق والاغترار بالأسانيد واغفال التناقضات، وهذا منهج الحشوية. ومع ان هذا الاعتقاد لا يصح وما روي فيه ظن لا يصح اعتماده الا انه لا ينبغي التقليل من شأن العلماء ومن فكرهم وممن قال به واعتمده وانما ما يجب قوله هو وجوب المراجعة والقراءة المتأملة والمتفحصة، ولا بد ان يعلم ان طريقة المتقدمين ليست كطريقة المتأخرين في البحث، فان لركون للشهرة وتقليد الكبار مجالا واسعا عند القدماء، وهذا ما لا يمكن اجراؤها على اهل زماننا. ولو قلنا ان زمن المراجعة الحقيقي للنقل والاقوال هو فعلا بدأ في زمننا لكان صحيحا، فلا ينبغي الخوف من ذلك كما انه لا يصح معاداة هذا النهج ولا التقليل من شأنه. ولا بد ان تكون النية الخالصة لله هي السائدة، والقصد لنصرة دين الله تعالى هو الحاضر. والله الموفق.

ولأن البحث في آية واحد ومقصد البحث هو تنزيه ابي بكر رضي الله تعالى عنه فاني سأستعرض مجموعة من البحوث التي تناولت الموضوع واعلق عليها باختصار تماما للبحث. وقبل ذلك سأذكر الاية وكلمات اهل التفسير فيها

 

 

 

 

قال الله تعالى في كتابه العزيز

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)  [التوبة/38-40]

النكت والعيون - (ج 2 / ص 107)

قوله تعالى { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } يعني إلا تنصروا أيها الناس النبي صلى الله عليه وسلم بالنفير معه وذلك حين استنفرهم إلى تبوك فتقاعدوا فقد نصره الله .) أقول الخطاب للمؤمنين.

قال ( { إِذْ أَخَرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني من مكة ولم يكن معه من يحامي عنه ويمنع منه إلا الله تعالى ، ليعلمهم بذلك أن نصره نبيه ليس بهم فيضره انقطاعهم وقعودهم ، وإنما هو من قبل الله تعالى فلم يضره قعودهم عنه . ) أقول اخرجه أي انهم أرادوا ذلك وهذا يضعف رواية انه هرب وانهم لاحقوه.

قال ( وفي قوله { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } وجهان :

أحدهما : بإرشاده إلى الهجرة حتى أغناه عن معونتهم .

والثاني : بما تكفل به من إمداده بملائكته .) أقول وكلاهما صحيح.

قال ({ ثَانِيَ اثْنَيْنِ } أي أحد اثنين ، وللعرب في هذ مذهب أن تقول خامس خمسة أي أحد خمسة . ) أقول وهذا يضعف الدلالة على الترتيب فانه مجرد انه الثان مع اخر لا انه الثاني من الاثنين.

قال ( { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حين خرجا من مكة دخلا غاراً في جبل ثور ليخفيا على من خرج من قريش في طلبهم .) أقول كون الغار هو غار ثور قطعي، ولا مجال للقول ان الكون في الغار هو اختباء وهرب وان الكفرة لاحقوهم. وكون الذي معه أبو بكر فيه منع كما ستعرف.

قال (والغار عمق في الجبل يدخل إليه . قال مجاهد : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار مع أبي بكر ثلاثاً . قال الحسن : جعل الله على باب الغار ثمامة وهي شجرة صغيرة ، وقال غيره : ألهمت العنكبوت فنسجت على باب الغار .) هذا كله ظن.

قال (وذهب بعض المتعمقة في غوامض المعاني إلى أن قوله تعالى { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } أي في غيرة على ما كانوا يرونه من ظهور الكفر فغار على دين ربه . وهو خلاف ما عليه الجمهور .) هذا ظن.

قال ({ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لاَ تَحْزَنْ } يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصاحبة أبي بكر « لا تَحْزَنْ » فاحتمل قوله ذلك له وجهين :

أحدهما : أن يكون تبشيراً لأبي بكر بالنصر من غير أن يظهر منه حزن .

والثاني : أن يكون قد ظهر منه حزن فقال له ذلك تخفيفاً وتسلية . وليس الحزن خوفاً وإنما هو تألم القلب بما تخيله من ضعف الدين بعد الرسول فقال له النبي صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » أي ناصرنا على أعدائنا .) هذا كله ظن والحزن مبين وسببه مجمل وستعرف انه لا يصدر الا ممن لا يعرف النبي صلى الله عليه واله.

قال ({ . . . فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } فيها قولان : أحدهما : على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج . والثاني : على أبي بكر لأن الله قد أعلم نبيه بالنصر .) الثاني ممنوع.

قال ( وفي السكينة أربعة أقاويل :

أحدها : أنها الرحمة ، قاله ابن عباس .

والثاني : أنها الطمأنينة ، قاله الضحاك .

والثالث : الوقار ، قاله قتادة .

والرابع : أنها شيء يسكن الله به قلوبهم ، قاله الحسن وعطاء . ) والكل جائز وصحيح ويمكن جمعه وهو مجمل.

قال ({ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } فيه وجهان :

أحدهما : بالملائكة .

والثاني : بالثقة بوعده واليقين بنصره .) الغالب المصدق انها الملائكة.

قال (وفي تأييده وجهان :

أحدهما : إخفاء أثره في الغار حين طلب .

والثاني : المنع من التعرض له حين هاجر . ) هذا كله ظن بل انه حفظه واتم هجرته.

قال ({ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ الْسُّفْلَى } يحتمل وجهين :

أحدهما : بانقطاع الحجة .

والثاني : جعل كلمة الذين كفروا السفلى بذُلّ الخوف ، وكلمة الله هي العليا بعز الظفر .

{ وَكَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيَا } بظهور الحجة .) بالظفر هو المصدق.

 

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 5 / ص 214)

قال ( قوله تعالى: إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم(40)

آية.

قرأ يعقوب وجده " وكلمة الله هي العليا " بالنصب على تقدير وجعل كلمة الله هي العليا ومن رفع استأنف، وهو أبلغ لانه يفيد أن كلمة الله العليا على كل حال. وهذا ايضا زجر آخر وتهديد لمن خاطبه في الاية الاولى بانهم إن لم ينصروا النبي صلى الله عليه واله ولم يقاتلوا معه ولم يجاهدوا عدوه " فقد نصره الله " أي قد فعل الله به النصر حين اخرجه الكفار من مكة " ثاني اثنين ". ) وهذا تام

قال (وهو نصب على الحال اي هو ومعه آخر، وهو ابوبكر في وقت كونهما في الغار من حيث " قال لصاحبه " يعني ابا بكر " لاتحزن " اي لا تخف. ولا تجزع " ان الله معنا " أي ينصرنا.) كون من معه أبو بكر فيه منع.

قال (والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. والاخر - لايكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحسانا من الناصر إلى نفسه لان ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه واله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه واله.) وهذا جيد

قال ( ومعنى " ثاني اثنين " أحد اثنين يقولون هذا ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة، لانه مشتق من المضاف اليه.

وقد يقولون خامس اربعة أي خمس الاربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن. ) وهذا تام

قال (والغار ثقب عظيم في الجبل.

قيل: وهو جبل بمكة يقال له ثور، في قول قتادة.

وقال مجاهد: مكث النبي صلى الله عليه واله في الغار مع ابي بكر ثلاثا.

وقال الحسن: أنبت الله على باب الغار ثمامة، وهي شجيرة صغيرة.

وقال غيره: الهم العنكبوت؟؟؟؟ على باب الغار.) هذا كله ظن لا شاهد له.

قال (وأصل الغار الدخول إلى عمق الخباء.

ومنه قوله " إن أصبح ماؤكم غورا "وغارت عينه تغور غورا اذا دخلت في رأسه.

ومنه أغار على القوم إذا أخرجهم من أخبيتهم بهجومه عليهم.) وهذا تام.

قال (وقوله " فأنزل الله سكينته عليه " قيل فيمن تعود الهاء اليه قولان: احدهما - قال الزجاج: إنها تعود إلى النبي صلى الله عليه واله.

والثاني - قال الجبائي: تعود على أبي بكر

لانه كن الخائف واحتاج إلى الامن لان من وعد بالنصر فهو ساكن القلب.

والاول أصح، لان جميع الكنايات قبل هذا وبعده راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله ألا ترى أن قوله " إلا تنصروه " الهاء راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله بلا خلاف، وقوله " فقد نصره الله " فالهاء أيضا راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله وقوله " اذا اخرجه " يعني النبي صلى الله عليه واله " اذ يقول لصاحبه " يعني صاحب النبي صلى الله عليه اله ثم قال " فأنزل الله سكينته عليه " وقال بعده " وأيده بجنود " يعني النبي صلى الله عليه واله فلا يليق أن يتخلل ذلك كله كناية عن غيره وتأييد الله إياه بالجنود ما كان من تقوية الملائكة لقلبه بالبشارة بالنصر من ربه ومن القاء اليأس في قلوب المشركين حتى انصرفوا خائبين.) وهذا تام واضح.

قال ( وقوله " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى " أي جعلها نازلة دنية وأراد بذلك أن يسفل وعيدهم النبي صلى الله عليه واله وتخويفهم إياه فأبطل وعيدهم ونصر رسول الله والمؤمنين عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعل كلمتهم كذلك، لا انه خلق كلمتهم كما قال " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " وقيل: إن كلمة الذين كفروا الشرك، وكلمة الله التوحيد، وهي قول: لااله الا الله.

 

وقيل: كلمتهم هو ما تغامزوا عليه ومن قتله.

و " كلمة الله " ما وعد به من النصر والنجاة.

ثم أخبر ان " كلمة الله هي العليا " المرتفة اي هي المنصورة بغير جعل جاعل، لانها لايجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة. وقوله " والله عزيز " معناه قادر لايقهر " حكيم " واضع الاشياء مواضعها ليس فيها وجه من وجوه القبح.) وهو قريب

قال( وليس في الاية ما يدل على تفضيل أبي بكر، لان قوله " ثاني اثنين " مجرد الاخبار أن النبي صلى الله عليه واله خرج ومعه غيره، وكذلك قوله " اذ هما في الغار " خبر عن كونهما فيه، وقوله " اذ يقول لصاحبه " لامدح فيه أيضا، لان تسمية الصاحب لاتفيد فضيلة ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك "وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر (وصاحبي بازل شمول) وقد يقول الرجل المسلم لغيره: ارسل اليك صاحبي اليهودي، ولايدل ذلك على الفضل،) وهو تام.

قال ( وقوله " لاتحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف،) أقول وهو مما ينبغي ان يمنع في ابي بكر.

قال ( وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه واله، ولو أريد به أبوبكر معه لم يكن فيه فضيلة، لانه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لاتفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا.) أقول والوجه هو الأول فان الكلام من جهة نظرة النبي.

قال (والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه واله بما بيناه من ان التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه واله فأين موضع الفضلية للرجل لولا العناد، ولم نذكر هذا للطعن على ابي بكر بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح.) وستعرف ان الاية أصلا ليست في ابي بكر رضي الله عنه وليس القصد إخفاء فضيلة لابي بكر فقد عرفت انه على فرض اثبات انه هو من كان في الغار لا تثبت فصيلة.

 

بحث راسم المرواني

 

تنزيه أبي بكر (رض) عن أن يكون هو الصاحب (في الغــار)

https://kitabat.com/wp-content/uploads/2017/06/kitabat-logo-1.png

الكاتب

راسم المرواني

28 يناير، 2019

قال ( منذ قرون طويلة وعلماء الشريعة المحمدية من المسلمين يلوكون – دون وعي أو مراجعة – آية في كتاب الله العظيم ، ويعتبرونها (الفضيلة) الأكبر – التي لا تدانيها فضيلة – لخليفة المسلمين أبي بكر (رض) ، وهي الآية (40) من سورة التوبة المباركة ، حيث يقول سبحانه :- (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . هذا الوصف لا يح بحق علماء الإسلام، ويمكن طرح الفكرة دون التهجم على احد والصحيح ان نجد لهم العذر وان خطأناهم. ونشكر سعيهم وما قدموا للاسلام.

قال ( ولقد هالني ما أراه من بعض جحاجيح المنابر وهم (يتشدقون) بهذه الآية ، وقد يبكي أحدهم حين يصل لكلمة (صاحبه) ، فيمد حرف (الألف) بالرسم التالي (صاااااااااحبه) ، ليؤكد على قيمة هذه المفردة ، وكأنها مزية لأبي بكر (رض) ما بعدها مزية ، وهكذا درج الببغاوات على الاستشهاد بهذه الآية ، وبهذه المفردة بالذات ، حتى أن بعضهم حين يذكر أبا بكر (رض) فإنه يقول (صاحبه في الغار) .) تعليق أقول لا ينبغي الانتقاص من الناس، والمتابعة والتقليد لها مببراتها، وينبغي تقديم الكلام اللطيف والرحيم قبل كل كلام.

 قال ( وقبل أن نشرع في تناول هذه المفردة بمعناها (اللغوي) والقرآني ، سنأتي بما سيستهجنه أباطرة وأساطين الدين والتدين فنقول الجملة الخبرية التالية :- (أبو بكر لم يكن في الغار مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله) تعليق هذا التهجم على علماء الإسلام غير مقبول، كما انه من غير المقبول التهجم على أي انسان لمجرد انه مخطئ او متعصب.

قال (  وسنثبت ذلك (بالعقل والنقل) ضمن هذه المقالة (المقتضبة) تعليق اظنه يقصد بالعقل بالملازمات لان المسالة تاريخية لا مجال للعقل فيها، نعم العقل يعرض المعارف بعضها على بعض ولا يقبل ما هو غير متسق وهذا من اسس المنهج التصديقي العرضي الذي نعتمده.

 

قال ( ولكن سنبدأ بمفردة (صاحبه) ، لنعرف هل لها (أفضلية) من حيث ورودها في القرآن ؟ أم إنها مفردة قرآنية تسيئ عند ورودها لأحد الصاحبين ؟ وباختصار ، فلغوياً ، تأتي مفردة (الصاحب) بمعنى : (المرافق) أو (مالك الشيء) أو (القائم على الشيء) ، وأما (قرآنياً) فقد وردت في (أغلب) أحوالها لــ (ذم) أحد طرفي الصحبة ، فهذا يوسف الصديق (عليه السلام) يخاطب من كان معه في السجن من (المشركين) قائلاً :- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) كما ورد في الآية ﴿٤١) نت سورة يوسف) ، والأشد دلالة على أن (صاحبي) يوسف (عليه السلام) كانا من المشركين هو ما ورد في الآية (39) من نفس السورة ، حين يخاطب يوسف النبي (عليه السلام) صاحبيه قائلاً :0 (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) .  وكذلك وردت مفردة (صاحبه) للدلالة على (الصحبة) بين (المؤمن والكافر) قرآنياً ، كما في الحوار بين (صاحبين) في سورة (الكهف) ، حين نجد (الكافر) يخاطب صاحبه (المؤمن) في الآية (34) من سورة الكهف المباركة التي نصها:- (قَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا)  ، بيد أننا نجد – في نفس السورة المباركة – أن (المؤمن) يخاطب (صاحبه الكافر) في الآية (37) كما ورد :- (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ) . مرة أخرى نجد أن القرآن يستخدم مفردة (صاحب) للدلالة على (العلاقة المكانية والزمانية) بين (المتناقضين) ، حيث وردت بعض آيات القرآن العظيم لتثبت (صحبة) الرسول (صلى الله عليه وآله) مع (المشركين) ، كما ورد في الآيات المباركات (مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) – ٤٦ سبإ ، (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ) – ٢ النجم ، (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) – ٢٢ التكوير ، (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ) ﴿١٨-  الأعراف . ) هذا الكلام تام جيد ومهم.

قال ( وهذه الآيات والتي سبقتها (تنفي) أن تكون للصحبة من أفضلية أو منزلة أو تميز ، بل بالعكس ، إن أغلب استخداماتها في القرآن تشير عناية الممحص الحريص أن ينزه أبا بكر (رض) أن يكون هو المقصود بــ (صاحبه) التي وردت في قوله تعالى (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، مضافاً إليها إشارات (خطيرة) وردت في نفس الآية ، وهي كما يلي ) تعليق هذا تام وحقيق بالمراجعة وهو سبب تأليفي هذا الكتاب.

قال ( 1/ ثمة إشارة (أولى) في هذه الآية المباركة تقول (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، وهنا يأتي السؤال :- لماذا أنزل الله سكينته على الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ولم ينزلها على من كان بصحبته في الغار ؟ وعلى مَن تنزل السكينة ؟ وإذا كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين فلماذا لم تنزل السكينة عليه فتكون (عليهما) بدلاً من (عليه) ؟ بيد أننا نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يكن (بخيلاً) حين أنزل (سكينته) – من قبل – على النبي وأصحابه كما ورد في الآية (26) من سورة (التوبة) ، وكما يلي :- (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) ، وكذلك في الآية (4) من سورة (الفتح) المباركة :- (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا) .) تعليق هذا قوي بل بين ولا يصح تجاوزه.

 قال ( وأخطرها وأكثرها مدعاة للتأمل هي الآية (18) من سورة (الفتح) ، والتي تدلنا على أن السكينة لا تنزل إلاّ على المؤمنين حين يعلم الله صدق ما في قلوبهم ، وهذا نص الآية (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) ، ولذا ، فمن العقلاني أن ننزه أبا بكر عن أن يكون ممن (لا تنزل) عليه السكينة .) هذا جيد قريب.

 قال ( 2/ هناك كلمتان (عليا) و (سفلى) في الآية ، فعندما قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ، فمن المؤكد أن (صاحبه) قد سبقه بالقول ، فكانت مقولة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد أتت بمعنى (الرد) ، وهنا نجد (كلمتين) ، كلمة الرسول (صلى الله عليه وآله) والتي هي كلمة (الله) سبحانه وتعالى ، وهي (العليا) وكلمة (صاحبه) ، وهي (السفلى) ، فنجد أن القرآن يشير إلى هذا المعنى في الآية حين يقول :- (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) ، وهذه إشارة نستطيع أن نفهم منها أن المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن مؤمناً ، بل كان (كافراً) ، وكلمته هي (السفلى) .) هذا ضعيف جدا بل لا وجه له. 

قال ( 3/ واضح جداً أن (الموقف) حينذاك كان موقفاً محفوفاً بالأخطار ، والمفترض أن المسيطر على الموقف هو (الخوف) وليس (الحزن) ، لأن المشركين لو ثقفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقتلوه ، فلماذا قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لا تحزن) ، ولم يقل له (لا تخف) ؟ هل كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على درجة من اليقين بحيث أن (الخوف) لم يخالط نفسه؟ أم أنه كان آمناً على نفسه بحيث أنه لم يدخل (الخوف) لقلبه؟ وما هو سر (حزنه) ؟ هل هو حزين لأن المشركين لم يتمكنوا من الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ أم لأنه سيخسر صفقة (الدلالة) حين يلقى القبض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟) أقول هذا جيد بالجملة مع انني اذهب الى ان الرسول لم يخرج هاربا ولا جلس في الغار مختبأ بل للاستراحة، ولا وجود لاناس يطاردونه، بل يقرب انه خرج باتفاق معهم بل هم كانوا يطلبون منه الخروج وربما فرحوا بخروجه والدلائل على ذلك كثيرة.

قال ( وفي معرض هذه الآية المباركة ، قد يتذرع البعض بوجود عبارة (إن الله معنا) ليتخذ منها دليلاً على (معية الله للمؤمنين) وبالتالي فهي تثبت (إيمان) الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن كان معه ، وهذا ليس صحيحاً ، بدلالة الآية (7) من سورة (المجادلة) التي تثبت وجود الله مع (كل عباده) مؤمنهم وكافرهم ، والتي تنص على :- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، وإن (إنكار) وجود الله بــ (معية) الجميع ، أو (حصر) معيته مع المؤمنين فقط ، إنما هو اتهام لله سبحانه وتعالى .) هذا قريب الا ان الأقرب عندي هو التغليب والمراعة والتطيب و الاستمالة والمقصود ان الله معي الا انه اشركه لاجل التغليب ومن باب اللطف والخلق العالي، وهو درس يعلمنا النبي صلى الله عبليه واله بترك الفضاضة والغلظة بحجة بيان الحق وقوله.

قال ( وبسبب تواتر الروايات ، واتخاذ البعض لأحداث (فلم الرسالة) مرجعاً تأريخياً دون كتاب الله العظيم ) هذا الكلام غير مقبول فان علماء الإسلام عرف عنهم التحقيق وانما حصل الاشتباه بسبب الروايات والتي اعتمد في تناولها المنهج السندي والفقه اللفظي وهو المؤدي أحيانا الى حشوية غير مقبولة.

قال ( فلو ضربنا بالآية الكريمة عرض الجدار ، واتخذنا من الموروث الروائي (حجة) ، ولو سلمنا بما سلم به الأقدمون والمتأخرون ، فقد تواتر أن المسافرين أو (المهاجرين) كانوا (ثلاثة) وليس اثنان كما ورد في الآية ، وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر (رض) و دليلهم في الرحلة (عبد الله بن أريقط الليثي) وهو من مشركي قريش ، وهنا ثمة أسئلة تفرض نفسها على (ذوي الوعي) ، فهل غادر (ابن اريقط) هذا ، وترك النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبه في الغار ؟ وأين ذهب ؟ أين أختفى ؟ أين اختبأ ؟ ومتى عاد إليهم ؟ وكيف ومتى تركهم ؟ ولماذا تركهم ؟ وكيف وصل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع صاحبه إلى (المدينة) دون دليل ؟ أسئلة تبحث عن أجوبة مقنعة ، كما أقنعونا بأن (حمامة) و (عنكبوت) قد كانا على (باب الغار) ، بيد أن الله سبحانه وتعالى يقول :- (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، ولا أعرف بالضبط كيف تسنّى لمشركي قريش أن يروا الحمامة وبيت العنكبوت رغم أن الله سبحانه يقول :- (لم تروها)) هذا تام وهذا النقل كله لا يثبت وظن وفيه مخالفة للقران فالصحيح انه كان مع النبي في الغار دليله ابن اريقط وهو مشرك حينها هذا هو المصدق.

قال ( وأما من جهة النقل والروايات والموروث ، فإننا نجد في صحيح (البخاري) روايتين ملفتتين للنظر ، يرويهما (عبد الله بن عمر) تثبت أن أبا بكر (رض) كان ينتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة ، وهذا نص الروايتين :-

(عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا ) – ( كتاب صحيح البخاري ج 1 ص 170 – كتاب الاذان – باب اهل العلم والفضل أحق بالإمامة) ، وهنا تأتي الرواية الثانية التي تدل على ما ذهبنا إليه ….. حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة ) – (صحيح البخاري ج 8 ص 115 كتاب الأحكام – باب استقضاء الموالي واستعمالهم) ، ومن البديهي أن (سالم مولى أبي حذيفة) لم يكن ليصلي بالناس مع وجود الرسول (صلى الله عليه وآله) . هذا تام ولا مجال للجواب عنهما، وليس واردا ان النبي موجود وهناك رجل يصلي بالناس. كما ان أبو نعيم روى الرواية بلفظ نصي قاطع ىلا يقبل الاحتمال قال (حلية الأولياء :  عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو بكر وعمر ) ومن القريب ان هذه الرواية صحيحة السند وفق المنهج السند فقد راجعت رواتها فكلهم شيوخ المحدثين المكثرين عنهم.

قال ( خلاصة القول ، إننا ننزه أبا بكر عن أن يكون هو المعني بالآية الكريمة ) هذا تام وجيد.

قال (وسنكتفي بهذا القدر ، وندع لمن يريد الاستزادة من الأدلة على عدم وجود أبي بكر (رض) في الغار عشرات الروايات والآثار في الكتب (المعتبرة) )  هذا بعيد وانما الاية تبطل هذا القول وما روي في الصحيح وروايات أخرى ذكرت وستذكر.

https://kitabat.com/2019/01/28/248497/

 

 

 

بحث احمد عبدة

 

سيدنا أبو بكر الصديق لم يكن مع الرسول بالغار ولم يهاجر معه [ 1 ]

2019

مستشار / أحمد عبده ماهر

 

 

قال ( لعل تاريخنا الإسلامي قد عحّ بالخرافات والخزوعبولات والدسائس والكذب الذي تميز بها معظم كتابات المؤرخين...وما ذلك إلا لأننا شعوب لا تمحص ولا تدقق حتى راجت تلك الخرافات والأكاذيب بيننا.) هذا التهجم لا يصح ويجب إيجاد عذر علمي لكل توهم نقلي او اجتهادي.

قال ( ومن بين تلك الأكاذيب أقصوصة هجرة أبي بكر مع الرسول من مكة للمدينة المنورة....وبيانها المفضوح بالقرءان والسنة....وسنوالي شرح تلك الأكذوبة فيما يلي:) لا بد من استعمال اللغة السمحة السهلة وإيجاد الاعذار للاخطاء وعدم الاتهام بالكذب.

قال ( أولا الكذب على القرءان:

يؤكد القرءان عدم وجود أبا بكر من الرسول بالغار ويتبين ذلك مما يلي:

بقول تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة..40. وهذه الاية نستنبط منها ونتدبر ما يلي: 1. فالذي نصره الله هو واحد وليس اثنين [فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ].. 2. والذي أخرجه الذين كفروا هو واحد فقط وليس اثنين [إِذْ أَخْرَجَهُ ] ولم يقل الله [إذ أخرجهما الذين كفروا]. ) هذا الاشكال لا يتم فانه من التغليب والاهتمام. وهذا وارد في القران كثيرا. لكن في قوله تعالى ( اخرجه) دليل على انهم هم اخرجوه وليس انه هرب وهذا ما أؤكد عليه، وهو أيضا في ايات أخرى تدل على ان اهل مكة كانوا يريدون خروج النبي واصحابه قال تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ  [الأنفال/30] وقال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ [الممتحنة/9] وقال تعالى (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ  [آل عمران/195] وقال تعالى (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج/40] وقال تعالى (لْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الحشر/8] وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [الممتحنة/1] فلا يصح القول انه خرج هاربا بل خرج بعلمهم وربما باتفاق معهم فلا يكون جلوسه في الغار اختبار وانما كان استراحة فانهم كانوا يستظلون به ففي  مسند أحمد - (ج 8 / ص 338)  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ فَنَزَلَتْ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ )

قال ( 3. بينما تجد أن العدد الوارد بالقرءان هما إثنين لقوله تعالى: [ ثاني اثنين] ...فلو كان الاثنين هما الرسول وأبا بكر لكان الرسول [ أول الاثنين ] وليس ثاني الإثنين... فهذا يدل على ان الثاني لم يكن مرغما على الخروج ولم يطرده قومه ...وكان هو أول الاثنين فيكون هو الدليل المشرك المسمى [عبد الله بن أريقط]. 4. ....ولأنه هو الدليل فقد كان هو الأول...ولأن الرسول كان يقتدي بهذا الدليل فكان الرسول ثاني اثنين.....) أقول مع ان من القريب إرادة الدلالة الترتيبية في ثاني اثنين الا انها ليست قطعية بل ظنية، وكما ان ابن اريقط يتقدم النبي في المسير دليلا فكذا أبو بكر قد يتقدم النبي ليحميه او يضله من الشمس او لأغراض عقلائية أخرى،  لكن اذا اصررنا على ان (ثاني اثنين) لها دلالة اعتبارية فان تقدم الدليل على النبي صلى الله عليه واله في الميسر يكون هو الأقرب فعلا، كما انا اذا قلنا ان أبا بكر لا يمكن ان يتقدم على النبي في المسير فيكون اللفظ مشكل لانها ستعني الأفضلية وسيكون أبو بكر افضل من النبي وهذا مممتنع بل يكون كفرا بالقران والسنة. 

فال ( 5. وبينما تجد أن الموجود بالغار كان اثنين والذي أخرجه قومه هو واحد) أقول ان الواقعة قد ارختها اية واحدة وراعت الاختزال ولو ان هناك تفصيل بأكثر من اية لكان هذا الاشكال واردا بانه لم يذكر الذي خرج معه، وكان لازما مع التفصيل ان يذكر من خرج معه من الأول.

 

قال ( وجرى بينهما حديثا في غاية الأهمية إذ قال الرسول لصاحبه في الغار [ لا تحزن] ولم يقل له [ لا تخف].... فلو كان ابا بكر هو صاحب الرسول لقال له النبي [لا تخاف] بما يعني لا تخاف من أن يقتلك المشركين أو يقتلوا الرسول....لكنه قال له [لا تحزن] لأن الرسول بالنسبة للدليل المشرك عبد الله بن أريقط ما هو إلا صفقة تجارية يخشى عليها أن تضيع من يده لهذا فكانت عبارة [لا تحزن] هي المناسبة لوضعة التجاري حيث يطمئنه النبي بأنه سيتقاضى اجره أو باقي أجرخه وأنه لن تفشل صفقته التجارية.. ) أقول من يعلم طريقة القران في التعبير يعلم ان هذا الاشكال لا يرد فان ( الحزن) مشتمل للخوف، لكن الاشكال الأهم هو تولد الحزن في قلبه ونهي النبي له وهذه إشارة على ان الذي مع النبي ليس راسخ الايمان بل وجاهل بحق النبي صلى الله عليه واله. كما ان الدليل ربما يحزن على التفسير المعهود على ان الخشية من معاقبة قريش له، لكن عرفت انه لا هروب ولا مطاردة ولا شيء من ذلك، فيكون حزن صاحب النبي لاجل أمور واقعية طبيعية من أمور السفر وانهما لوحدهما ولا ناصر لهما فانتابه الحزن والقلق من هكذا سفر.

قال ( 6. ولو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله فرارا بدينه وفي سبيل الله لأنزل الله سكينته عليه لكن الله اقتصر بإنزال السكينة على النبي وظل الدليل المشرك حزينا على الصفقة التي كادت أن تضيع وفي ذلك يقول تعالى: [فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ]...ولم ينزلها على عبد الله بن أريقط. ) عرفت انه لا هروب ولا حزن على صفقة، الا ان مسالة السكينة من اهم الأدلة التامة على عدم ايمان ذلك الشخص. وهنا يجب على المسلمين مراجعة الامر  ومراجعة تلك الرواية والحكم بظنيتها وانه لا يثبت ان أبا بكر هو من كان في الغار. ولا يظن ان ذلك لاجل معارضة القول بمنقبة فانك عرفت وستعرف انه لا منقبة في الاية لمن هو فيها مع النبي، وانما لان الاية تدل كالصريح على كفر من كان مع النبي وهو امر يجب تنزيه ابي بكر رضي الله عنه من ذلك.

قال ( 7. وكذلك فإن التأييد نزل للرسول فقط ولو كان أبو بكر مهاجرا مع الرسول لأيده الله ايضا ...وفي ذلك يقول تعالى: [وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا]...أي أن التأييد نزل لواحد فقط هو الرسول.) وهذا تام أيضا وهو ينفي مسالة الحمامة والعنكبوت.

قال ( ولو كان أبو بكر الصديق هو الذي مع الرسول لوقع اجره على الله ولأصابته السكينة لقوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء.100 ودوما يتنزل الله بسكينته على رسوله وعلى المؤمنين...فلو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله لأنزل الله سكينته على الرسول وعلى ابو بكر. وتأمل قوله تعالى: {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26. وتأمل........فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.) هذا تام.

قال ( ثانيا: من كتاب صحيح البخاري وسأستخدم هنا كتاب صحيح البخاري ككتاب تاريخ وليس ككتاب أحاديث....فلعل القارئ الكريم يود أن يطلع على ما جاء به البخاري مما يؤكد أن ابا بكر هاجر للمدينة قبل هجرة الرسول وأنه كان يصلي مأموما خلف الصحابي سالم مولى أبي حذيفة وهو الشهير بواقعة إرضاع الكبير) أقول حديث ارضاع الكبير ظن بل باطل، وأيضا يبطله ان سالم صلى بالمهاجرين والانصار بينما حديث الرضاع يدل على انه كان صغيرا ففيه (يا رسول الله، إن سالمًا معي، وقد أدرك ما يدرك الرجال) فلاحظ وتامل.

قال ( وإليك الحديثين في هذا الشأن: روايتين الموجودتين في صحيح البخاري والتين ارصدمتا شراح البخاري والرواة حيث يذكر البخاري ما يلي: 1ـ : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرأناً. المرجع: صحيح البخاري ج 1 ص 170 كتاب الاذان / باب اهل العلم والفضل احق بالامامة. وعندما نسأل البخاري ونقول له : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة ( قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة ) سيجيبنا البخاري ويقول 2ـ أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال : حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. . المرجع: صحيح البخاري ج 8 - ص 115 كتاب الأحكام / باب استقضاء الموالي واستعمالهم ومن البخاري )  هذا بيان عرفي قريب الا انه عرفت ان الفقه اللفظي والمنهج السندي يجوز (اختلاف الحديث) وتوجييه.

قال ( 3ـ ومن الزيادات المخبولة التي ترويها الكتب التي نتناقلها بكل فخر بينما هي لا تساوي قيمة المداد الذي تم تدوبنها به..... أن أسماء ابنة ابي بكر كانت تذهب للنبي وأبيها في الغار لتزودهم بالزاد....فهل يصدق القارئ هذا الهراء؟؟؟....أتمشي فتاة وحدها في جبال مكة الوعرة لتذهب لأبيها والرسول في ذلك الغار....وهل كان هذا الغار محل إقامة لهما خارج مكة يعيشان فيه!!!. ثم هل يهاجر أبو بكر ويترك بناته أسماء وعائشة ولا يخاف عليهما من وحشية وبطش !!!...أكانت هذه نخوة أم نذالة من أبو بكر ويريد منا اهل الأكاذيب أن نصدقها.) هكذا بناءات واستدلالات لا تتم وتكون من الظن ولا بد من التقليل من التهجم على الروايات ويكفي القول انها ظن ولا شاهد لها وتخالف سيرة العقلاء.

قال (فنستنتج من جماع ما تقدم من تدبر للقرءان ومرويات البخاري وخرافات باقي الكتب أن ابا بكر لم يكن في الغار مع النبي والذي كان معه هو الدليل عبد الله ابن أريقط أو أريقد..... ليتأكد القارئ عدم هجرة الصديق أبو بكر مع رسول الله.....)  أقول  ان مجموع الأدلة يشير الى ذلك ولا يصح التهجم على كتب الحديث ويكفي القول ان منها ما هو ظني لا شاهد له من دون وصف زائد فانه لا مبرر له.

قال ( هذا فضلا عن مفترياتهم عن أمية الرسول وجهله بالقراءة والكتابة..وما اشاعوه من أن للقرءان رسما عثمانيا....وما يزعمونه من أن أبا بكر جمع القرءان وان عثمان جمع القرءان...وخرافانهم عن عذاب القبر وإرضاع الكبير وقتل المرتد وتارك الصلاة والبغلة التي تطير في السماء...والتداوي بأبوال الإبل وغير ذلك من الأكاذيب المخالفة للنصوص القرءانية والتي دأبوا التروويج لها .....ودعونا نتساءل: أين علماء الأمة منذ أكثر من 1400 سنو....وهل لازلتم ترونهم متخصصين؟.....أين تدبرهم بللقرءان والسنة؟.....أم أنكم جميعا مجرد ناقلين بلا عقل ولا إدراك....لا حول ولا قوة إلا بالله. )  هذا الأمور كلها من الظن، ويكفي في ردها ان نقول انها ظن لا شاهد له، من دون حاجة الى وصف زائد.

 

بحث مركز الرصد العقائدي

 

لم يثبت عند التحقيق العلمي وجود أبي بكر في الغار مع النبي (ص)!!

 

قال (  لم يثبت عند التحقيق العلمي -المجرد عن العاطفة والمذهبية- وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، إذ توجد عدة مؤشرات تمنع من ذلك، منها:    1- الإختلاف بين الروايات والقرآن في بيان الواقعة، فالقرآن الكريم يخبرنا أن محل قوله: (لا تحزن إن الله معنا) كان في الغار. قال تعالى: (إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).     بينما الوارد في الروايات -كما في صحيحي البخاري ومسلم- أن النبي قالها وهما ما زالا في أول الطريق.    ففي صحيح البخاري فيما يرويه عن البراء بن عازب عن أبيه عازب عن أبي بكر: "... فارتحلنا بعدما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أتينا يا رسول الله. فقال: لا تحزن إن الله معنا".   وفي صحيح مسلم: "قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك، قال ونحن في جلد الأرض، فقلت: يا رسول الله: أتينا. فقال: لا تحزن إن الله معنا".    فالإختلاف بين القرآن والروايات واضح جداً. ) وهذا تام. كما ان في ( مسند أحمد - (ج 1 / ص 14) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْغَارِ وَقَالَ مَرَّةً وَنَحْنُ فِي الْغَارِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ) فهذا اللفظ فيه اشكالان انه ليس الذي في القران ففي القران (لا تحزن إن الله معنا) وليس في الروايات سرد لهذا الحديث بل حل ذلك مكانه، وعلى فرض انه لا تعارض اذ ما لم يذكر هنا يذكر هنا، فان هذا اللفظ مأخوذ من القران، فيكون موحيا انه سابق للقران وهو يشير الى انه مستوحى من القران، فبدل ان يكون اللفظ الذي سرده القران هو المراوي فان الرواية سردت قولا هو مستوحى من الاية وهذا وان كان لا يوجب بطلانه الا انه لا يتوافق مع القصة القرانية وطريقة السرد العقلائية.

قال (    2- توجد روايات في البخاري نفسه تقول: إن أبا بكر كان في المدينة قبل هجرة النبي (ص) إليها.    فقد روى البخاري عن ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة. انتهى. صحيح البخاري ج1 ص 170.     ثم يذكر في رواية أخرى أسماء من كان يؤمهم سالم، والرواية عن ابن عمر نفسه، قال: "كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة" انتهى. صحيح البخاري ج8 ص 115.    فالرواية الأولى صريحة بأن إمامة سالم للمهاجرين الأوائل كانت قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والرواية الثانية صريحة في أن أبا بكر كان ضمن الذين يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة.    وهذا كما ترى لا يجتمع مع أنه كان في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) وهذا تام.

 قال (   وقد عانى شراح الصحاح من هذه الرواية أشد المعاناة، ولم يجدوا حلاً لها سوى دفعها باحتمالات لا تغني ولا تسمن من جوع.     قال ابن حجر في "فتح الباري" ج1 ص 147: (والجواب عن استشهاد عد أبي بكر فيهم، لأنه إنما هاجر صحبة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد وقع في حديث ابن عمر أن ذلك كان قبل مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذكرت جواب البيهقي بأنه يحتمل أن يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها، فيحتمل أن يقال: فكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء) انتهى.) أقول عرفت ما في هذا التوجيه من اشكال.

قال (   فكما ترى لا يوجد علاج لحل هذا الإشكال عند أهل السنة سوى يحتمل ويحتمل، من دون أي دليل يعضد هذا الإحتمال، بل وجدنا الدليل على خلافه، فقد ذكر ابن عبد البر في الإستيعاب ج2 ص 68 أن سالماً كان يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة. انتهى.    وهو ما رواه ابن سعد في الطبقات ج3 ص 87 أيضاً.) أقول وهذا يؤكد ان الحديث هو عن زمن الامامة وليس عن مكانها وانها قبل قدوم النبي صلى الله عليه واله. كما انه ينبغي التجرد من مسالة مقابلة طائفة او باخرى او ان تلك مشكلة طائفة ولييس مشكلة أخرى. ان النص المشكل من أي جهة روته إسلامية هو نص اسبلامي مشكل.وعلى جميع المسلمين ان يجدوا له توجيها كما ان النص الواضح من قبل أي جهة إسلامية هو نص إسلامي على جميع المسلمين تبنيه.

قال (   كما لا يوجد دليل ولو ضعيف السند يثبت أن سالماً بقي يؤم المسلمين بعد قدوم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، ولو كان شيئاً من هذا القبيل لبان واشتهر.) وهذا تام وعرفت ان الرواية لاجل بيان الزمن وليس المكان فهي بيان انه امام قبل القدم وليست ساكتة عن بعد القدم بل دالة على انتهاء امامته بقدوم النبي صلى الله عليه واله.

 

قال (    3- إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت أن أبا بكر كان معه في الغار، ولو كان ذلك لطارت هذه المنقبة أي مطار!!. ) وهذا قريب.

قال (  4- شهدت عائشة عن نفسها وأبيها أنه (لم ينزل فينا قرآن) صحيح البخاري ج6 ص 42. ) يحمل هذا الحديث على النص الخاص في ال ابي بكر، والا فان أبا بكر تشمله ايات المهاجرين وام المؤمنين تشمله ايات في زوجات النبي صلى الله عليه واله.

قال (    لهذه الأسباب وغيرها كثير يبقى للتأمل مجال في دعوى وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار التي تصدح بها كتب أهل السنة. ) من المناسب القول انها كتب اهل الحديث وعلينا كلنا ان نعمل لتهذيب الاحاديث والاقتراب بالحديث من القران دون تمييز طائفي.

قال (    نعم، كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هجرته شخص اسمه عبد الله بن اريقط من بني الديل بن بكر الذي كان دليلاً حاذقاً يعرف طريق الصحراء جيداً (كما يذكر ذلك ابن حجر في الفتح ج7 ص 186، وابن الأثير في الكامل ج2 ص 104، وابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص 218). ومن الممكن جداً لتقارب الأسماء بين أبي بكر وابن بكر حصل الإشتباه المتقدم والله العالم.  هذا إذا لم تكن ليد الأمانة دور في الموضوع!! ) أقول الاحتمالان من الظن ولا ينبغي المصير الى الثاني فانه من سوء الظن بالمسلمين وهو ممنوع.