( التبوريدة )
أنور غني الموسوي
دعها تلك الخيول البرّاقة ، دعها تطير كالقرديل في فضاءات باسمة . ألم تكن قد ذبتَ في ألوانها بلا رجوع ، الأبيض و الأصفر و الأحمر ، احتفالية كاملة ، قهرتْ أنوف الظلمة ، وطهّرت الأرض الحبيبة .
هناك في الساحة الرملية ، حيث الضباب العريق و باروداتنا الخلابة ، لقد أوصاني ابي ، قال لا تنم الا و لك عين نحو الشمس و أخرى على الوطن .
لقد أخبرتني تلك الخيول و الفرسان الفضّيون ، و الصباحات المغاربية الملونّة ، و هي تكشف عن عينيها الموسميّة ، لقد أخربتني بأسرار الطبيعة و شلالات الضوء القديمة .
الا ترى تلك ( السربات ) تحلّق فوق ضفّتي النهر ، تملأ الصحراء بالحكايات المورقة ، آه ( للتغزوت ) البارودية وهي تنحني كفارس قديم يقبّل ألوان الرمل و الزهر .
صحون الأطلس الصحراوي هي من صنعتْ كل تلك الفنتازيا المبهرة ، و كتبتْ الى الزمن رسائل الخلود ، كم كانت تعجبني ألوان الخيول المزخرفة .
تلك الفضاءات الرملية الناعسة ، فوق قمّة الجبال حيث تحلّق الأحصنة البربرية ، تزيّن أحلامُها قلوب َ النوميديين ، حينها لم أشأ أن أخبر أوراق النعناع بالبهجة التي كانت تتملّكني .
أجل لقد نام الصيف هنا ، تحرس انفاسه الدافئة وريقات اللهيب البونيقي ، لقد كان مطرا حلوا ، ذلك اللهيب المزركش . حيث الرمل البنّي الاحتفالي ، يرقص وسط نغمات طائر الحسّون ، و البارودةُ بيد فارسات التبوريدة تخطّ وجهً للحضارة لا يغيب .
هناك في الساحة الرملية ، حيث الضباب العريق و باروداتنا الخلابة ، لقد أوصاني ابي ، قال لا تنم الا و لك عين نحو الشمس و أخرى على الوطن .
لقد أخبرتني تلك الخيول و الفرسان الفضّيون ، و الصباحات المغاربية الملونّة ، و هي تكشف عن عينيها الموسميّة ، لقد أخربتني بأسرار الطبيعة و شلالات الضوء القديمة .
الا ترى تلك ( السربات ) تحلّق فوق ضفّتي النهر ، تملأ الصحراء بالحكايات المورقة ، آه ( للتغزوت ) البارودية وهي تنحني كفارس قديم يقبّل ألوان الرمل و الزهر .
صحون الأطلس الصحراوي هي من صنعتْ كل تلك الفنتازيا المبهرة ، و كتبتْ الى الزمن رسائل الخلود ، كم كانت تعجبني ألوان الخيول المزخرفة .
تلك الفضاءات الرملية الناعسة ، فوق قمّة الجبال حيث تحلّق الأحصنة البربرية ، تزيّن أحلامُها قلوب َ النوميديين ، حينها لم أشأ أن أخبر أوراق النعناع بالبهجة التي كانت تتملّكني .
أجل لقد نام الصيف هنا ، تحرس انفاسه الدافئة وريقات اللهيب البونيقي ، لقد كان مطرا حلوا ، ذلك اللهيب المزركش . حيث الرمل البنّي الاحتفالي ، يرقص وسط نغمات طائر الحسّون ، و البارودةُ بيد فارسات التبوريدة تخطّ وجهً للحضارة لا يغيب .
&&&&
5\4\2015
اللوحة : ( لعب البارود ) لأوجين ديلاكروا، 1832.
صورة الطائر : هي لطائر الحسّون ( القرديل ) الذي ينتشر في المغرب .
5\4\2015
اللوحة : ( لعب البارود ) لأوجين ديلاكروا، 1832.
صورة الطائر : هي لطائر الحسّون ( القرديل ) الذي ينتشر في المغرب .