النخل الاسمر
أنور غني الموسوي
كالنخل
نرسم حكاية الضوء البراقة ، نخط بايدينا المتربة الواحا تتساقط من جبال امهات
الوجود نحو الارض الخراب ، نحو همجية الزمن المرائي ،و نعيد للحياة لونا لطالما
فقدته الوجوه الغارقة في مستنقعات الطحلب الرخيص .
كالنخل ، نعانق
السماء ، و دمانا تسيل انهارا نحو الفردوس ،فتنبت
زهرة سمراء و تشرق شمس بعطر الدم الشريف .
الان
فقط عرفت لماذا كانت تلك العجوز تخبرني ان لون الفردوس اسمر وان ازهارها سمراء .
الان باتت عيوني ترقب
صوتا شفيفا لطالما عاد ت به الريح الى مدينة القرار . أجوب و سط الخليقة بالنداء ،
بكل القهر ، الا ايتها الارض العمياء انظري الي .
لقد اطلّ على بشرة
الينابيع القاحلة برعم ماء ، و تلك القرب النازلة من جوف الحقيقة ، تنشد حلما بغرق
في اعتاب جذور الارض الحبيبة .
من هناك من وسادة
التاريخ ، حيث تنام حوريات الصدق و اقوال جدي العالية ، من هناك عرفت انّ لشهقة الصبح لونا لا يبيد .
.