القبلة عامل وحدة

 

 

 

القبلة عامل وحدة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)  [البقرة/142]

احكام النص:

المصدق وكما بينته مفصلا في كتابي (نور القرآن) ان المعنى (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ (محمد واصحابه) عَنْ قِبْلَتِهِمُ (المؤمنين الذين سبقوهم) الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا (الى الكعبة)؟  قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. خبر بمعنى الامر.

تعليق: فليس للمسلمين الا قبلة واحدة وما كانوا الا على قبلة واحدة في مكة وبعدها، والنسخ ليس لقلبة المسلمين بل لقبلة الموحدين كأمة واحدة، فالاية تتحدث عن اهل التوحيد وان الكعبة هي قبلتهم بعد ان كانت قبلة من سبق غيرها وهي بيت المقدس على المشهور. ومن هنا تكون الكعبة ناسخة لكل قبلة لاهل التوحيد في الارض باختلاف اديانهم.

فرع: الكعبة هي قبلة المؤمنين الموحدين في الارض.

فرع: التوجه الى الكعبة نسخ كل قبلة قبله، فعلى جميع الموحدين في الارض باختلاف اديانهم  بما فيهم اليهود والنصارى التوجه الى الكعبة.

فرع: على جميع اهل الارض الكروية التوجه الى الكعبة من خلال اقصر خط مستقيم يحاذي سطح الارض. واذا تعددت الخطوط القصيرة وتساوت رجع في ذلك الى الولي الفقيه في البلد فيختار احدها وهو الذي عليه غالبية البلد. وليس لكل واحد ان يختار اتجاها لاصول الجماعة.

فرع: اذا كانت البقعة التي تساوت فيها الخطوط في البحر، فالاولى ان يبتعد اهل السفينة قليلا عنها ليكون احد الخطوط هو الاقصر، والا وجب اتفاقهم على احدها، ولا يجوز ان يختار كل منهم جهة لاصول الجماعة.  

فرع: اذا كانوا في مركبة فضائية فالاتجاه باقصر خط مستقيم نحو الكعبة، فان كانت الارض بينهم وبين القبلة اتخذوا اقصر خط مستقيم يمس سط الارض من الخارج، فان تساوت الخطوط كان حكمهم حكم من  تقدم بيانهم ممن هم على الارض.

فرع: ليس في التوجه الى القبلة موضوعية بل هو أمر الله تعالى الحكيم وهي من اصول وحدة المؤمنين والموحدين وجماعتهم.

فرع: لله تعالى ان يأمر عباده بالتوجه في قبلتهم الى اي جهة شاء.

فرع: التوجه الى القبلة يكون حسب الاستطاعة لاصول الاستطاعة.

فرع: من لم يعلم جهة القبلة جاز له التوجه الى الجهة التي  يظن انها فيها ولا اعادة عليه وان علم انه لم يكن على القبلة. لاصول التيسير.

فرع: من علم القبلة ولم يستطلع التوجه اليها توجه الى اي جهة تمكن الاقرب فالاقرب. لاصول التيسير.

فرع: من ظن انه متوجه الى القبلة فصلى فتبين انه ليس الى القبلة صحت صلاته ولا شيء عليه.

فرع: من اخبر بجهة القبلة فصلى اليها ثم تبين انها ليست هي صحت صلاة ولا اعادة عليه.

فرع: من كان لا يستطيع حفظ توجهه الى جهة كمن كان في مركبة تغير مسارها صلى باتجاه ما يمكنه باي جهة كانت ولا اعادة عليه.

فرع: من صلى معتقدا الاتجاه الى القبلة وفي الاثناء علم انه ليس متجها اليها عدل توجهه واكمل وصحت صلاته.

فرع: من كان معذورا في التوجه الى قبلة من جهة عدم العلم او الستطاعة جاز له المبادة في اول الوقت بل ويستحب ذلك ولا يجب عليه تاخير الصلاة حتى يتضيق الوقت.

فرع: اذا كان المصلون جماعة وجب اتفقاهم في كل ما سبق من الاحكام وليس لكل واحد منهم ان ينفرد بما يختار من اتجاه، واذا كانوا عالمين بقول الولي الفقيه في البلد في المسألة وجب على الجميع العمل بقوله ولا اعادة عليهم. لاصول الجماعة والتيسير.

فرع: وحدة القبلة من المثال لوحدة المؤمنين فعلى المؤمنين التمسك بكل ما يوحدهم وبالاخص سياسيا فان تعذر وتعددت البلدان وجب عدم التقاطع وبالاخص بين الفقهاء الجامعين المقدمين على اختلاف مذاهبهم.