الله تعالى انطق الحجر بالشهادة بالرسالة فلا يحتاج النبي الى من يخبره

في تفسير العسكري قال علي بن محمد (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يغدو كل يوم إلى حراء وينظر من قلله الى آثار رحمة الله، ، فيعتبر بتلك الآثار ويعبد الله حق عبادته، فلما استكمل أربعين سنة ونظر الله عزوجل إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها وأخشعها وأخضعها أذن لابواب السماء ففتحت وأذن للملائكة فنزلوا، وأمر بالرحمة فانزلت عليه. ثم نزل محمد (صلى الله عليه وآله) من الجبل وقد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره، فأراد الله عزوجل أن يشرح صدره، ويشجع قلبه، فأنطق الله الجبال والصخور والمدر وكلما وصل إلى شئ منها ناداه: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا رسول الله أبشر، فإن الله عزوجل قد فضلك وجملك وزينك وأكرمك، فلا يضيقن صدرك من تكذيب قريش، فسوف يبلغك ربك أقصى منتهى الكرامات، ويرفعك إلى أرفع الدرجات، ويفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب، ويقر عينك ببنتك فاطمة.قال رسول الله صلى الله عليه واله: ذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة، وخفف عني مكافحة الامة، وسهل علي مبارزة العتاة من قريش.
- ملاحظة الحديث يشير الى بعثة النبي كانت من باب التكامل وتحصيل حاصل بعد معرفة منه بنبوته وعلم بها سابق جدا وليس بعد جهل بها كما يصور الجهلة من الناس وانه صار يرتجف وراح يسال الناس و يتبين حقيقة امره منهم. عقول سقيمة. وان الله انطق الجبار و الصخور فشهدت برسالته ولا يحتاج الى شهادة ورقة بن نوفل.