القرآن أصل والسنة فرع

 

القرآن أصل والسنة فرع

لا بد في الدين من العلم والحق فلا يصح الظن، والعلم والحق لا يكون الا بدليل واضح الدلالة من القرآن او السنة، والسنة لا تعلم الا برواية لها أصل في القرآن.

فالسنة تعلم برواية عن النبي صلى الله عليه واله يصححها ويصدقها القرآن ولها فيه أصل. وهي اما ان تكون عن طريق العترة اهل البيت عليهم السلام او من طريق غيرهم، فان كان من كليهما قدم النص بلسان النبي لأصول الجماعة، وان اختلف قدم نص اهل البيت، لكن الاختلاف الروائي يندر بل ينعدم إذا طبق منهج العرض على القرآن تطبيقا صحيحا، لان الرد والرفض والتضعيف المتني سيقدم فلا يبقى غريب ولا شاذ ولا منكر متني ولا ما لا أصل له في القرآن، وكل المتون الروائية سيكون لها أصل في القرآن والقرآن لا يختلف فتكون تلك المعارف السنية الروائية لا تختلف. فيرفع الاختلاف بالعرض على القرآن فلا تصل النوبة الى الترجيح بالطريق.  ومن هنا فالسنة تثبت ويعلم بها بثلاثة اشكال؛ الأول اتفق عليه اهل البيت وغيرهم فيعمل به بلسان النبي لأجل الجماعة والثاني تفرد به اهل البيت فيعمل به والثالث تفرد به غيرهم فيعمل به أيضا لان التمسك بالعترة واتباعهم لا يعني حصر الطريق الى السنة بهم بل يعني ان الفصل والتقديم والترجيح لهم عند الاختلاف. فمع حضورهم فالقول قولهم فلا اختلاف ولا خلاف ومع غيابهم فالسنة وقولهم يثبت ويعلم بالعرض على القران فلا خلاف ولا اختلاف أيضا.

فالمضامين الشرعية المحررة اما انها دلالة قرآنية او دلالة سنية بدلالة رواية لها أصل في القرآن، لذلك لا بد لأجل الاستدلال بالرواية من ان نبين أصلها من القرآن. ومن هنا لا في المضامين المستدل عليها بالرواية ان يذكر قبل الرواية عبارة (أصله) وبعدها اية او آيات وهي الأصل المصدق للرواية التي يستدل بها، وفائدة الأصل ليس الاستدلال به على المضمون انما تصحيح الرواية ومضمونها بإخراجه من الظن الى العلم، فالحجة العلم وهو منحصر بآية او رواية تصدقها اية هي أصلها.

كما ان الصحيح هو التوصل الى المضامين الشرعية من القرآن ما أمكن ولا يصار الى السنة الا بتفصيل المجمل، لان العلم المحصل من آيات القران لقطعيته اعلى بكثير من العلم المحصل من روايات السنة المصححة بالتصديق القرآني واصولها فيه، فالقرآن أصل المعرفة والعلم بها والسنة فرعه حتى السنة القطعية فإنها أصل علمي الا انها فرع معرفي. فالقرآن أصل علمي ومعرفي دوما، اما السنة فغالبا هي فرع علمي وأحيانا قليلة هي أصل علمي عند القطع بها لكتها دوما فرع معرفي من القرآن. ولمزيد تفصيل يرجى قراءة كتبي في منهج العرض على القرآن.  والله المسدد.