الأدب مرآة صافية للأمة و آمالها و آلامها
، و مهما كان في قلم الكاتب تجريد و فردية فأنه في جانب منه يعكس و بصدق و
جه الحياة و طبيعة الفكر و الممارسة في المجتمع الذي يعيش فيه و ينتمي اليه .
لقد خيّم اللون القاتم و الحزين على ما نقرأ من كتابات و تناولات أدبية
لعيد 2015 ، و بالقدر الذي يعكس ذلك صوتا و نداء الى العالم و الشعوب ، و استنهاض
الهمم الى رفع الظلم و تغيير الواقع الجائر، فانها تعني ايضا سجلا وثائقيا لما تمرّ
به الأمة من وضع و حالة مرة .
وهنا مجموعة من الكتابات الصادقة و العميقة المعبرة عن واقع الأمة و آلاماها
منتقاة من مجموعة التقليلية الأدبية ، الزاخرة بالابداع و المبدعين والاقلام الحرة و الكتابات الصادقة و الشفيفة ، و التي تعمل على
اعادة الأدب الى الناس و القارئ بعد اغتراب مرير بلغة قريبة و حيوية و صادقة .
النص الأول : يقول عادل قاسم
أيها
العيدُ..
كيفَ
أَسْتَرِّدَّ..
منكَ
ديوني
إذْ
لَمْ أرَ وَجْهَكَ...
إﻵ...بِعيَنَيْ
والديْ الحائرةْ
وَأْبتِسامَةِ
أُميَّ الصابِرة...
وَهيَ
تُرَتِق...............
أَحْلامَنا باْأَﻷملْ....
...............
·
هنا يطلّ الشاعر على معاناة عميقة لشعب مر
بالمحن و الآلام و الحرمان ، و سط حيرة الأب و صير الأم ، فكان العيد مؤجلا ، و
كانت افراحه مسروقة .
النص الثاني : يقول حسن ماكني
في
هذا المساء...
وأنا
أرقب العيد بعيني طفل....
حمامة
نفقت على بركة ماء.....
........
حي أنا.....
............
لكن لا أدري......؟؟
هل
سيسعفني الزمان بفرح آخر.......؟؟
.....................
·
انها
ذات السرقة التي سرقوا فيها العيد و افراحه ، فما عاد العيد يعود بالفرحة التي تنتظر
، انها مؤجلة ، و يبرز هنا أمل الشاعر بأن تعود الفرحة للعيد .
النص الثالث : يقول
أنور غني الموسوي
تصافحني يد العيد ، يا لبرودتها الشاحبة ، لقد همس في
أذني : ألا ترى دمي يراق في الساقية ؟
.................
·
وهنا بصورة شعرية اخرى يعبر فيها الشاعر عن تلك الخسارات المريرة ، و تلك الايادي التي سرقت العيد ،
قتلته بلا رحمة ، فما بقي منه سوى البرود و الشحوب .
النص الرابع : يقول مزهر حبيب
العيد
كعكة
حزينة
مغلفة
بالفـــــرح
.................
·
ان الفرحة التي لا بد ان رسم في العيد صارت زائفة . نص يشير الى ألم عميق و جرح عميق في جسد
الشعب و الأمة فصار الحزن ثوب افراحهم .
النص الخامس : يقول جواد
الشلال
بعد
عناء فسيح
رممت
جثث الحروف
ورسمت
خجلا
حروف
.. عيدكم مبارك
كان
الكثير من الوجع
يحدق بنا
.................
·
هذا النص كما سابقه يعكس ثقل
الوطأة و الحزن المتجذر الذي يجعل الكلام المعهود بافراح العيد و التهنئة به ثقيلا
و هذا يعكس مرار شديدة في داخل النفوس .
النص السادس : تقول هالة
القيسي
هالة
القيسي
اضحى
جزار
وسكاكين
صبيحة
العيد
استيقظ على ثغاء حزين
..........
·
كما في النص السابق تلبس
اشياء البهجة ثوب الحزن ، انه تخييم و اتساع للحزن في النفوس فلا ترى النفوس في
الاشياء الا الحزن .
النص السابع : يقول رجب الشيخ
عود
الريحان
طريا
.......
يتمايل
حيث تميلين
فأقطفك
...
ذكرى
في يوم عيد
وأرسمك أملا ...من جديد
.........
·
وسط الام الحزن ينشد الشاعر أملا جديدا ، و بمعادل تعبيري خاص يعكس
البوح العميق بان يرى وجه جديدا للحياة مع
العيد .
النص الثامن : يقول قاسم سهم الربيعي
أعيادنا
...
كرنفاﻻت
عند
القبور...
....................
·
يعكس
هذا النص أثر الحروب و ويلاتها على الشعوب
و النفوس ، و يعبر بقوة عن الحجم الكبير للألم و قوافل الحزن و الخسارات و الدماء التي تسيل فيها .
النص التاسع : يقول علي المكصوصي
يا عيد - هل واسيت ام الشهيد
..........
·
النص يحاكي في تعبيريته النص
السابق و أثر الحروب ، و الام أم الشهيد ، كما انه يتقدم بوجوب الامتنان و العرفان
بالجميل و الاكبار للشهيد المعطاء .
النص العاشر : يقول حسين الغضبان
عذرا
ايها العيد
خذ
ما تريد
الّا وطنا يحيا بنا سعيد.
............
·
في كلمات تجمع بين حسرة الخسارة ، و بين التطلع لغد أفضل ، يطلق الشاعر نداءه
عسى ان يسمع صوته ، لقد أخذوا كل شيء ،
ولم يبق سوى وطن يغرق في الاحزان .
النص الحادي عشر : يقول عامر الساعدي
صبيحة
العيد
كانت
أمي تفرش يداها
صحيت
من الحلم
فتعكر وجهي
.........
·
في هذا النص التعبيري الرمزي ،
حيث يكون الحلم أملا و حيث الواقع المر الذي يسرق البهجة ، ان التعبير هنا
فذ بدرجة عالية .
النص الثاني عشر : يقول نبيل
حسين
أمي
تجمع
الدموع
لتُنفقها
في العيد
أخوتي ينتظرون
..........
·
نص تعبيري آخر ، حيث صار العيد بفعل الواقع و العرف ، نهاية الدموع و حقلها الذي تعودت النفوس انتظاره ،
عاكسا واقعا حزينا و مرا.
النص الثالث عشر : يقول رياض الفتلاوي
ثرثرة
رصاص
مزقت
جدار العيد
عندما
زار العراق خجلاً
يستجدي
بسمة
طفل يتيم
.......
·
هنا و بصورة شعرية و معادل تعبيري عال يعبر الشاعر عن آثار الحرب و
ويلاتها ، و سرقتها لافراح العيد و ابتسامات الاتيام .
النص الرابع عشر : تقول أسماء لمريني
نقشة
خضاب العيد على يديها
مزق
القصف جسدها أشلاء أشلاء
ملاك
بريء.
................
·
تحضر
الحرب و القصف هنا في صورة شعرية عالية ، حيث تتمزق الفرحة بلا
رحمة ، و يتحول خضاب العيد الى خضاب من دم .
النص الخامس عشر : تقول هالا الشعار
فجر
يوم العيد
بين
البيت والمقبرة
درب
من دمع وورق ريحان
..............
·
في
تصوير عال يجمع بين اطراف التوتر التعبيري بين الفجر و العيد و بين المقابر ، بين
الدمع و الريحان ، هكذا اتمزجت الفرحة بالحزن و تداخلا حتى صار لا يميز بين
لحظاتهما .
النص السادس عشر : يقول حميد الساعدي
مُنذُ
الآن
لاذت
أمي بصمت المقابر
ففي
العيد
زحامٌ شديد .
.......
·
هنا تحضر المقابر ايضا في وعي الشاعر و لغته ، و تراكمات الزمن على
الأم و في اعماق النفوس ، و بصورة تعبيرية
فذة تكشف عن لحظة شعرية عميقة .
لقد كان صوت الشعراء صادقا و واضحا ، و معبرا عن
المأساة و عن عمق الحزن الذي ألمّ بهذه الأمة ، لقد كان نداء حرا و وفيا للشعوب
المظلومة ، عسى أن يسمع العالم الأعمى هذا النداء فيستفيق .