التعبيرية البصرية في مملكة العظام


( مملكة العظام ) مجموعة شعرية من صفحة واحدة  للشاعر أحمد ضياء صادرة عن المركز الثقافي في بابل عام 2016 . و اضافة الى اجربة الصفحة الواحدة ، فانّ القصائد فيها من تقليلية و غيرها كتبت و وضعت بشكل تعبيري بصري ، كما انّ الصورة الخلفية لخارطة العالم كانت ذات ايحاءات و اشارت الى مواكبة النص العولمة و الى ان المملكة الخراب هو العالم أجمع .

 انّ المجموعة ذات رسالة واحدة و ربما اختصرت في النص المكثف و البارز بعد العنوان ( كل الاشياء لا تحي بشيء ) انه الخواء عالم من الخواء التام ، كما انها اشتملت على عبارات يومية حياتية ( كابينة ، المقص ،العائلة و غيرها ).

لقد كتبت او رسمت النصوص و العبارات بشكل هندسي بصري مكاني ، و مقارب جدا للقصيدة الكونكريتية ن بل انها تقع ضمن تعريف القصيدة اللوحة او القصيدة الكونكريتية .
ان قصيدة الكونكريت او قصيدة  الشكل(concrete poem , shape poem )هي ترتيب العناصر اللغوية في شكل يكون التأثير البصري و الطباعي اهم من التأثير المعنوي .  و رغم ان لفظ ( القصيدة الكونكريتية ) حديث،  الا ان فكرة استعمال التأثيرات البصرية لأجل  تعظيم معنى  القصيدة  ليس جديدا  بل يعود للقرن الرابع قبل الميلاد  في الحضارة الاغريقية حيث كانت  قصائد بشكل بيض او اجنحة لسيمياس روديس (Simmias of Rhodes ) .(1)  و القصيدة الكنونكريتية تعتمد التأثير البصري ، و اهم الكتابات العربية الجدية فيها في العصر الحديث كانت بعض الشعراء المغاربة في السبعينيان مثل بنسالم حبيش و احمد بلبداوي و محمد بنيس (2) .
ان القصيدة الكونكريتية قصيدة المكان و بدل الفضاء   الميت في القصيدة اللغوية فان فضاء القصيدة الكونكريتية مشكل و مزين و ملون بدلالات بصرية و بلاغة بصرية (3) . اذن فالقصيدة الكونكريتية لها بلاغة بصرية تعتمد الايقونية و دلالات الفضاء و الاشكال بدل بلاغة المعنى و دلالاتها المعروفة . و في الجانب الذي تناقض فيه القصيدة البصرية القصيدة المعنوية و تعتمد على التاثير بالبصري فانها يمكن ان تلتقي معها في قصيدة تتناغم فيها المعاني و الاشكال ، و تشترك العناصر في تحقيق نظام دلالة موحدة ، وهذا ما اشرنا اليه في فن التجلي و تداخل الفنون ، بالاعمال التجلياتية العابرة للفنون (4)  ، و القصيدة  اللغوية الكونكريتية  هي من اشكال الفن التجلياتي   .
 في قصيدة ( كل الاشياء ) كان للترتيب البصرية طاقة تعبيرية مستقلة ، حيث ان العبارات تتصاغر حتى التلاشي ، وهو الموافق و المعبر عن رسالة النص و ان كل الاشياء لا تةحي بشيء . و كذلك ترتيب النصوصو بشكل سور هو خارطة العالم فانها توحي الى المملكة ، و وسط الكم الهائل من تعابير الموت و الخراب و الخواء ، و تلاشي النصوص نحو نهايات انسيابية تتحقق التعبيرية البصرية و الدلالة على رسالة الخراب و الخواء في مملكة العظام .


4-     http://anwerganiblog.blogspot.com.tr/2014/11/blog-post_97.html