كتاب مصباح
الشريعة ينسب الى الامام الصادق عليه السلام و تبدأ اخباره بعبارة ( قال الصادق
عليه السلام ) لكن في الكتاب عبارات بعيدة
جدا و لا تشبه الفاظه عليه السلام بل احيانا تمتنع كعبارة ( قال سفيان بن عيينة
كيف ينتفع بعلمي غيري ) فانه عليه السلام ليس ممن يستشهد بسفيان و غيره ، و عبارة ( روي أن ثعلبة الأسدي سأل رسول الله صلى الله
عليه و اله ) و روي تفيد الظن وعلمه عليه
السلام قطع ، و كذا في عبارة ( روي عن يحيى بن زكريا ع أنه كان يفكر ) و عبارة
( روي أن رجلا استوصى رسول الله ص ) و عبارة ( فاعتصم بعروة هذه الحكاية و هي أنه
روي أن بعض المتوكلين قدم على بعض الأئمة ع ) و نسبة تلك الحادثة الى الحكاية
المروية عن احد الائمة عليهم السلام بعيد جدا
عن الفاظه . و عبارة ( قال الصادق
عليه السلام روي بإسناد صحيح عن سلمان
الفارسي ) وهذه العبارة تفيد الجزم بان الصادق هنا ليس الامام لانه ليس من الفاظه
و لا من منهجه البحث في صحة الاسانيد . و
كذلك اشارته الى الخبر كما في عبارة ( في الخبر سألوا عيسى ابن مريم ع يا روح الله مع
من نجالس ) و في عبارة ( قد جاء في الخبر أن المواضع التي يذكر الله فيها ) .
ان هذه
المظاهر و العلامات تدلل انّ تلك الكلمات لا تصدر عن امام معصوم ، بل لا يصح نسبتها اليه ، و
ربما نقل اقوال الامام الصادق عليه السلام كما نقل عن رسول الله صلى الله عليه و
اله و امير المؤمنين عليه السلام ، و شرحها ،
الا انها غير متميزة عن الشرح ان
كان شرحا بل ان عبارة ( قال الصادق عليه
السلام روي بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي
) تورث الظن القوي انّ الصادق هنا هو احد أهل
العلم الممدوحين بالصدق و الملقبين به ، و
ليس الامام الصادق عليه السلام فانه ليس ممن يحتاج الى اسناد صحيح . فيكون متن الكتاب الرئيسي من المتشابه المطروح و اما الروايات المنقولة
فيه عن النبي صلى الله عليه و اله و امير
المؤمنين عليه السلام فانها من المراسيل .
.