الهدهد

 (قصيدة نثر)


معتم هو الصباح ، و حينما أمدّ يدي يصفع وجهها الغبارُ . غبار جافّ كروح الانسان . أ ليس غريبا كلّ هذا الجفاف و الشلالات لها صوت يوقظ الموتى الذين غادروا المدينة منذ عقود .

أ ليس غريبا كلّ هذا الجفاف ؟ و الطيور مصنوعة من الأغنية . الهدهد لم يعد يمرح في حديقتنا ، لقد غادر الى عالم أكثر دفء و حنانا . اننّا صحراويون ، قلوبنا من الرمل فكيف للهدهد العارف ان يسكن بيننا . 
انّ أكثر ما يشغلني و سط هذا الركام من القتل و الدماء هم السحرة المساكين ، كيف سيبهرون روّادهم و لس لديهم عظم هدهد ؟ لكنّنا جميعا مبهورون بالسحرة الجدد ، انّهم يبهروننا بصناعة الموت و سرقة النسيم ، و قتل كل ابتسامتنا و كل هدهد يأتي بسلال الحقيقة من الأراضي البعيدة .