شيء عدمي




قصيدة تجريدية
  

الماء البرّاق يحتضن الاوزات الناعسة  ، يذهب بهن الى شلالات تفيض دفء. هناك حيث  تقف الصخور الناعمة  كعذارى شتائية تحمل سلال فاكهة ملونة. اذا اردت ان تراني يوما فستجدني شبحا اطير فوق اجنحة الفراشات احمل في جيبي نهرا و فلاحا و اغناما بنية. انني صوت الماء حينما ينزل في زوايا المدينة  يطرق ابواب الاحلام، فتشرق اضواء الشبابيك  في ليلة شتائية كأنها عيد منسي قد عاد الى بيته قبل المساء. هكذا انا، عاشق قديم اتجمد في بركة الانتظار، و بكل بهجة  استقي من مائها كل حكاية تبعثرني في الفضاء شبحا عذبا لا يرى.  هكذا انا لا أرى نفسي و لا اعرف مكانها، و كل ما اتذكره اني اشعر بالوان غريبة  تحتضنني بكل حب، لذلك فانا شيء لا يموت.  اذا اردت ان تعثر علي فستجدني عند كل لحظة آسرة و عند صوت الماء  و عند الشبابيك المضاءة و عند كل صخرة  تمرح قربها اغنام فلاح قديم، و ايضا ابحث عني عند  ضحكات اطفال يلعبون في الساقية.  لأني و بكل بساطة شيء عدمي.