مفهوم اللاتوافق التعبيري

 

لدينا في الادب شعر ونثر، وبينما تتقوم النثرية بالمنطقية والتماسك، فان الشعرية تتميز باللامنطقية واللاتماسك اي التشظي . في النثر لدينا اجمالا السرد القصصي ولدينا النثر الفني، بينما في الشعر فعلى الاجمال لدينا الشعر الغنائي و الشعر السردي.

في الشعر السردي كاطروحة عامة لدينا الشعر السردي التقليدي الذي يميل الى الحكاية وفي الحقيقة هو (سرد شعري) ، ولدينا القصيدة المعتمدة على اسلوب التعبيرية السردية، اي السرد الممانع للسرد antinarrative)) أي السرد بقصد الرمز والايحاء ونقل الشعور لا بقصد الحكاية والوصف. السرد التعبيري يكون بوحدات وعناصر شعرية في حدث، فبدل عناصر قصصية تترتب في الزمان والمكان لدينا في التعبيرية السردية عناصر شعرية تتناثر في الزمان والمكان، فيكون الشعر وتكون القصيدة بالنثر والسرد، وهو ما ابدعت فيه مجموعة تجديد الأدبية، وهنا مقالات اسلوبية تسلط الضوء على التقنيات السردية التعبيرية في قصائد شعراء مجموعة تجديد والتي تجعل السرد شعرا وليس قصة.

في  جميع اشكال الكتابة الا السرد التعبيري هناك توافق بين البنية الفهمية السطحية والبنية الانثيالية العميقة، الا ان كل واحد  من اجناس الكتابة يختلف عن الاخر بخصائص بنيته – أي البنيتين بعد توافقهما تكون كالواحد- ففي السرد القصصي البنية منطقية متماسكة حدثية تخيلية و في النثر الفني هناك منطقية متماسكة بيانية و في الشعر الغنائي البنية انحلالية متشظية. و كذلك في الشعر السردي الغنائي فان البنية سردية حدثية الا ان الوجود الشعري يكون بشكل وجود مصاحب و على مستوى الشكل.

اما في الشعر السردي التعبيري ( القصيدة السردية التعبيرية) هناك عدم توافق بين البنية السطحية والبنية العميقة، فعدم التوافق حاصل بين البنية الفهمية والبنية الانثيالية الواعية او غير الواعية، حيث تكون البنية الفهمية سردية متماسكة منطقية الا ان البنية التحليلية الانثيالية فانحلالية متشظية. بعبارة اخر؛ في السرد التعبيري، البنية السطحية سردية منطقية بينما البنية العميقة فغنائية، و بهذا يختلف السرد التعبيري عن جميع اشكال الادب، ويختلف بالخصوص عن السرد الغنائي ( الشعر السردي المعروف) بان غنائية وشعرية السرد التعبيري في بنيته بينما غنائية وشعر السرد الغنائي في شكلانيته.

فالخلاصة انه في جميع اشكال الكلام الفني و غير الفني منه هناك توافق بين البنية الفهمية – القراءاتية- السطحية و البنية الاستقرارية التحليلية والانثيالية العميقة، و الشكل الوحيد الذي يختلف عنها في ذلك هو السرد التعبير حيث تكون البنية الفهمية السطحية مختلفة عن البنية التحليلية العميقة.

من خلال هذا الفهم يتبين كيف لقصيدة النثر ان تحقق الشعر؟ انها نثر على مستوى القراءة و الفهم و الكتابة ؛ اي البناء السطحي وهي في الوقت ذاته شعر على مستوى الانثيال والتحليل و الدلالة أي البناء العميق.

من خلال الجمع بين بنية سطحية نثرية جدا؛ منطقية متماسكة، وبين بنية عميقة شعرية جدا لامنطقية ومتشظية فان القصيدة السردية التعبيرية تجسّد التوافق بين النثر والشعر يأبهى صوره بدل التضاد بين النثر والشعر. ان قصيدة السردية التعبيرية تقدم (التوافق النثروشعري) بدل ما هو مستقر وراسخ من (التضاد النثروشعري) وتتجاوز باشواط كبيرة وكثيرة القصيدة التقليدية والقصيدة الحرة التي تسمى قصيدة نثر خطأ وتحقق نموذج ما بعد قصيدة النثر. انها قصيدة المستقبل القصيدة التي لا تعرف حدودا في عالم سردي تعبيري شعري مطلق.

 

 

 

مفهوم العامل الجمالي؛ كتابات ندى الأحمد

 

مفهوم العامل الجمالي؛ كتابات  ندى الأحمد

 

 

لقد مكّنت القصيدة المعاصرة الشاعرة من التقاط الصورة الشعرية العميقة بحريّة كاملة ، و ساعدته أيضا في تعظيم طاقات اللغة ، و هذا أمر واضح للعيان و لا يصحّ انكاره . و من بين تلك الأساليب هي السردية التعبيرية ، حيث السرد ليس لأجل الحكاية و القصّ بل لأجل الرمز و الاحياء ، و هنا ينبثق الشعر من وسط النثر فتتحقّق قصيدة النثر بأبها صورها ، و هنا يتجلّى بوح الشاعر الفريد ، فتتحقّق التعبيرية العميقة .

انّ من أبهى و أرفع صور الشعر النثري هو الشعر السردي حيث السرد التعبيري الذي تتسلسل فيه الصور و الافكار كماء نهر عذب هادئ و حيث تتجلى اعماق الروح كأضواء تتكسر فوق سطح ذلك الماء .  و من المظاهر الاسلوبية للسرد التعبيري هو تجليات العوامل الجمالية ، التي يبحر الشاعر عميقا في تحصيلها و التقاطها ثم يقدمها في صورة معادل تعبيري نصّي . أي أنّ العامل الجمالي هو ذلك الكيان الجمالي العميق المتشكلّ في الروح و الذي يصل الى المتلقي عبر النصّ . فليس الشعر كلاما جميلا فقط ، بل هو كلام جميل يحمل معانِ جميل ، و لا نقصد بالمعاني الجميلة هنا معاني الكلمات بل نقصد بها تلك الكيانات العميقة الماوراء- نصّية و التي التقطها الشاعر من اعماق التجربة الانسانية . بهذا الفهم يكون الشاعر بحّار يبحر نحو الجزر البعيدة ليرى العجائب و من هناك يغوص نحو الاعماق ليأتينا بأجمل النفائس الانسانية .

ندى الأحمد شاعرة تتميّز بالقدرة العالية على التقاط الصور العميق و التعرّف على العوامل الجمالية و المؤثرة ، و تجيد الابحار في التجربة الانسانية و الغوص في أعماق الروح . وهنا سنتعرّف على مظاهر و أساليب تعبيرية استطاعت الشاعرة ندى الأحمد بتجربتها الشعرية من التقاطها فتتجلى فوق جناحها العوامل الجمالية العميقة بصورة فكر مجردة تهزّ النفس و تحرّك المشاعر بوجود مغاير للصورة الشعرية اللفظية و مختلفة عنها و ان كانت محمولة فيها .

 

 

في قصيدة ( يسألونك عن الروح ) تحضر الموجّهات الدلالية كقيم تعبيرية و كثقل جمالي يعظّم من طاقات اللغة و يكشف عن شعور عميق باللغة ،حيث تقول الشاعرة:

( حين تمّ السؤال عند قارعةِ الكلام، أجبتُ بأنّ الغيابَ لم يعد غيابًا، هو كذلك مذ ذلك الحين الذي عرّت فيه الذكرى كل التفاصيل! وبَدَت تقاسيمُ الحياةِ المنصرمة تسجّل أقوى حضورٍ لها، ذلكَ التابوت الذي حاولَ مرارًا أن يزفّ موتاه لم يفلح أبدا في أن يواري البسمة الموعودة، أو أن يحدّ الصورة بإطار الموت! )

 

نجد في هذا النصّ تجليا واضحا للثقل الجمالي للموجهات المعنوية من اشارات زمانية و مكانية تنقل التأثير  الى مجال آخر اعمق و أقوى و هذا لا ينتج الا عن شعوري تعبيري قوي باللغة و هو من مظاهر اللغة التعبيرية و احد اشكال العوامل الجمالية في الكتابة . فنجد الثقل الشعوري لكلمة ( حين ) في (حين تمّ السؤال عند قارعةِ الكلام ) اذ من الواضح الفرق الشعوري و التأثيري بين هذا التركيب و التركيب الخالي من كلمة (حين )  . و بصيغة أخرى من هذا الاسلوب وهو ما يمكن أن نسميه أسلوب ( النقلة التأثيرية بالموجهات الدلالية ) نجد لفظتي ( هو كذلك ) في عبارة (هو كذلك مذ ذلك الحين الذي عرّت فيه الذكرى كل التفاصيل )  فانّ لهذه الاضافة اللفظية تأثيرا شعوريا يعظّم طاقات اللغة في ايصال الرسالة . و ايضا نجد (مذ ذلك الحين ) في عبارة (مذ ذلك الحين الذي عرّت فيه الذكرى كل التفاصيل ) فانها بغيابيتها تصنع حلما فكريا داخل ذلك العالم الغيابي ، انها ايغال في الغياب ، و هذا هو الشعور القوّيّ بالبعد التأثيري للكلمات ، بحيث تكون القيود و الموجهات ليس فقط لتكامل المعنى اللفظي و لا لاتمام الافادة المعنوية بل لاجل بعد تعبيري و جمالي . و ايضا نجد الايغال في الفكرة الحالمة المتباعدة التي تتموسق معها النفس و تتناغم في عالمها المشاعر كلمة ( ذلك ) في (ذلكَ التابوت الذي حاولَ مرارًا أن يزفّ موتاه ) فان البعد التناغمي و الموسيقي العميق ، و الاغتراب و التباعد الاشاري كلها تخلق تحليقا فكريا منعشا و عذبا يهزّ النفس و يحرّ الشعور . و ايضا تحضر صيغة أخرى تتمثل بكلمة ( أبداً) في عبارة (  لم يفلح أبدا في أن يواري البسمة الموعودة ) فانها بتشكلها التصويري البياني و اضافة الى نقلها القارئ الى عالم من الابدية و الجزم فانها تجلّ واضح و صريح لروح الشاعر و لفكره و لتصوره الخاص جدا في هذا الجزء من التعبير .

انّ هذا الادراك بالقدرة التأثيرية و الجمالية للقيود و الظروف و الموجهات الدلالية هو أحد اشكال العوامل الجمالية في الكتابة الادبية .

 

من الاشكال الشعرية التعبيرية المعروفة للعوامل الجمالية هي الالتقاطات العميقة و الشعوري القويّة بالعلاقات الخفية بين الاشياء و رؤية العالم كوحدة واحدة تتبادل الصفات و الهيئات ، وهذا اللون من أهم المظاهر او الاشكال التعبيرية للعوامل الجمالية ، و بها يتميّز الشعر التعبيري عن غيره . في قصيدة  (تأمّل ) تقول الشاعرة :

(ما لهذا العقرب القافز من بؤرته يصارع نفسه، يدور حول أخيه الأكبر ويعيد النهاية للبداية، وما لهذا الصمت يتعفّر، وفي جبينِ الوقت يتعثّر، هل أدركَ مداه،  وهل تنبّه لنمنمات الفجر الرفيعة المقبلة بعد لحظات، ربما سيدرك بعد قليل أن الضوء لم يعد كذلك، وأنهُ انسلاخٌ جزئي من العتمة، وسيوقن أن عليه انتظار وضح أكبر، ليثني عِطفه عن إدارة رحى الزمن مجددا. ) . نجد هنا بعد عالم و منظومة العلاقات الادراكية و الحياتية بين عقارب الشاعة و ما صنعته الشاعرة لهما من علاقات ، فانا نجد عالما أكثر تعقيدا و عميقا و ايغالا في الخيالية يجمع مجموعة من الاشياء تتجاوز حالة العلاقة بينهم المجاز اللفظي و الانزياح اللغوي ( فالصمت يتفعر ، و جبين الوقت يتعثر ،  حيث ماده ، و حيث يتنبه لنمنمات الفجر ، الرفيعة ، انه صمت يدرك الفجر و الضوء ، و يعرف الحقائق ، و انه يعلم ما عليه ، انه يعيش تحت وطأة رحى الزمن ) هذه التشيئية و العلاقاتية و التفاعلية كلها ادراكات شعرية عميقة و اسقاطات تعبيرية تجعل للعالم الخارجي صورة مغايرة ثائرة و طالبة للخلاص و التغيير ، و هي الرسالة الجوهرية لكل كتابة تعبيرية .

و أيضا نجد هذا الاسلوب في قصيدة (تهنئة  ) حيث تقول الشاعرة :

(صار هذا اليوم أحمرًا، وأنا أقيسُ الفرحةَ ببعض الأمتار المسيّجة لعلاقتنا، ظننتُها لا تُمطرُ الدمع، والظّن بعضهُ كاذب! ربّما تاهَ حرفي لوهلة، لكنني وجدته أخيرًا، فارهًا راقصًا. ).

 نجد في هذا العالم الملوّن و الزمكاني حيث تختلط الالوان بالمسافات و القياسات و بالاسيجة و بالمطر ، و بالظن ، و حيث الغياب الذي يتيه معه الحرف ، الذي يتجلى أخيرا في عالم من البهجة راقص . انّ الشاعرة في بوحها الصادق ، قدّ تجلت في عباراتها المتسارعة موجة من الانفعالات التعبيرية عكست و بكل وضوح انفعالات شعورية ، و استطاعت الشاعرة ان تنقل المشاعر و الاحاسيس بدل المعاني . ان ما يراه المتلقي هنا ليس كلمات و الفاظ بل احاسيس و مشاعر و هذا ادراك للبعد التجريدي للغة و هو فنّ نادر  و قويّ من الكتابة .

 

من الأشكال النصّية للعوامل الجمالية هو اللغة الفسيفسائية ، او لغة المرايا و التناص الداخلي ، حيث ان المؤلف يوغل في بيان فكرته و تجليها بتعابير مختلفة الصور الا انها تتجه نجو غاية واحدة صانعة لوحة فسيفسائية . في قصيدة (أماه، ماذا بعد! ) تقول ندى الأحمد :

1-     في ليلي المتكبّد من العناءات، المتعفّر بآلة السواد، المستنير بخرافة بلهاء، بعودة ميت!  )

2-     ( أفي النجم جرأة أن يبرق والضجيج يطحن في اشتياقاتي! )

3-   (  أفي الحلم قدرة أن يهدّأ روعةً والتياعا! دعيني أستقبل في مرضك هذا كرامة نسيان، أو لعله عطاء وهّاج، دعيني ألقي بأسورة الشكوك وأذيب عصبيتي ولأول مرة في وادٍ غير ذي حق، دعني أدور حول نفسي علّني أجدها، وعندما أفشل أقتلها، ربما في محبرتي الحل وربما عند نهايتي يستوي مضجع مجاور!)

4-    نتسامرُ هناك، نتناجى في غربة أخرى، كما اغتربنا في دنيانا معا ذات يوم، كما حملتكِ على أكتاف الصبر. أتذكرين حينما نسيتِ اسمي؟ أتعلمين كم مرة احتضرَت نفسي في محضر مرضك!)

 

وهكذا النص يستمر في عباراته و صوره نحو غايات الغياب و الغربة و الاغتراب و الحزن و السؤال ، و مع انّ المقطع الثالث و الرابع في نفسه احتوى تناصا داخليا في عبارات مترادفة الغايات فسيفسائية الا ان المقطع كله يتناغم و يتفاعل مع باقي المقاطع ، لاجل طاقة بوحية اكبر و خلق تناغم و موسيقى عميقة خفية بين المعاني ،و الفسيفسائية من أهم الاضافات التي حققتها السردية الشعرية لكتابها .

 

من المظاهر النصيّة للعوامل الجمالية هو البعد التعبير لقاموس المفردات في النصّ ، بحيث ان الرسالة و البوح يصل الى المتلقي اضافة الى معاني الجمل و افاداتها فانه يصل اليه عن طريق قاموس مفردات النص التي تخلق مزاجا شعوريا ،اذ ترجع في تناسقها الى مجال معنوي واحد  . نجد هذا الثقل التعبيري لقاموس المفردات  في قصيدة ( حنين ) حيث تقول الشاعرة :

 

( ولثمتُ أشواقي عند ليل حزين، تنفستُها بصمت، أناشيدُ العاشقين تعزف سيمفونية الوصال، هناك تحت دفءٍ عابرٍ وبين قيود الهوى سرَحت خيالات دفّاقة، وانهالت بين جنبات الاشتياق روعة أخاذة للقياك، لرضاك، للصدق المتربّع على جبين الزمن. وأنّات النياط تصدر أزيز اضطراب، دكّ أقفاص الحب فانهالت تباشير زرعٍ وطلعٍ توّاق لمقدمك، بدت الرجفة تنبؤ عن ميعاد مرتقب، عن قداسة عقد! ومن بين جنبات الجمال اكتوى محرابنا بتبتل ناشز!
بدت المواجهة صعبة للقدر، هذا الذي يحفر أخاديد سيرنا، يزرع السنابل تارة ويهيل الترب تارة أخرى! بقيت أنت هناك تغني على ليلاك، وبقيت أنا أعيشها؛ ليالي المحبين طوال.
)

 

لا نحتاج الى كثير كلام لبيان ان النص مشحون و مملوء بالفاظ الحنين و الشوق و ان الشاعرة لا تترك مجالا للنفس و الفكر الا و تتحفه بواحدة من تلك الالفاظ لتتحقق مزاجا حنينيا و اشتياقيا للنص . و انما اودّ ان اشير الى البوح الاقصى الذي حققته الشاعر بقاموس مفرداتها في هذا النص ، فان الشاعر لم تكتف بما اشرنا اليه من مفردات الحنين و الشوق بل عمدت الى تطرف شعوري و بوح اقصى في هذا الحنين و الشوق بالفاظ تمثل غايات ذلك الشعور و اقصى حدوده و درجاته متمثلا بـ (لثمتُ \  تنفستُها \ سيمفونية \ قيود الهوى \ دفّاقة، \انهالت \ أخاذة \المتربّع \ نّات \ النياط \ أزيز \ اضطراب \  توّاق \ \ قداسة \ اكتوى \ناشز )

 

و من الواضح انّ لهذه الفاظ تأثيرا شعوريا و جماليا و قدرة واضحة في خلق البوح الاقصى و بلوغ الكتابة غايات تلك المشاعر و الاحاسيس ، وهذا ما اسميناه اسلوب ( البوح الاقصى) .

 

 

تيسير الشريعة النسخة الثانية 1445



 تيسير القرآن 1445

تيسير السنة 1445

تيسير العقائد 1445

تيسير الشرائع 1445







.



تقييم مقاييس تصديق الأدلة

 


 

تقييم مقاييس تصديق الأدلة

أنور غني الموسوي

 

الخلاصة:

 

هنا بحث تجريبي وفق أسس الفقه التجريبي لبيان مدى كفاءة وقوة عناصر التصديق في تقييم التصديق القرآني للأدلة.   والعوامل التي بحثت هي :  السلب إيجابية والشرطية  والمقاصدية والتداخل  والإحاطة  والاستبدال  .

الطريقة

بحثنا هنا مجموعة مسائل مختارة ونتبين مدى قوة المقياس في تحقيق امرين:

الأول: التقييم التصديقي للدليل.

الثاني: تحقيق المقياس لأعلى درجة فروق التصديقية لأنها تكشف عن قوة التقييم التصديقي للمقياس

النتيجة

من حيث تقييم التصديق فان المقاييس متقاربة فلا تفاضل. واما درجات الفروقات التصديقية للمقاييس فالمقياس (4) هو الأعلى ويأتي بعده مقياس 2. فيكون الترجيح لهما على الباقي.

الاستنتاج

مقياس 4 هو الأعلى من حيث الفروق فيترجح على غيره وبعده مقياس 2.   

ومن هنا فيكون المعيار المعتمد في العرض هو المقياس الرابع (المقياس الثنائي) وسنسميه (المعيار الثنائي).  

 

 

 

 

 

 

 

 

معلومات الباحث

الدكتور أنور غني الموسوي من العراق طبيب استشاري في الطب الباطني في م الامام الصادق (ع) في بابل. حاصل على شهادة البورد العراقي في الطب الباطني. شاعر وناقد وباحث إسلامي يعتمد الفقه العرضي وإسلام بلا مذاهب ومؤلف لأكثر من اربع مئة كتاب. 

العراق – بابل

 اميل  : anwerghanijaber@gmail.com

موبايل: +9647832437397

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

ورد في النصوص من حيث الأصول القرآنية والفروع السنية مجموعة عوامل يتم عليها العرض، هي القرآن، السنة، والوجدان، وأيضا اعتبار للمقبولية العرفية وتقديم للعلم الوضعي ودرجة الموافقة. وبعرض هذه العوامل على العرف كتحليل موضوعي فان هناك عدة عناصر تدخل في حقيقة التصديق والمصدقية.  (1-12).

ومن جهة المشهور فان هناك اعتبارا لمصدر الدليل ودرجة نقله وقوة دلالته وشهرته وشهرة القول به. وظهور الدليل وثبوته (13-18)

هنا بحث تجريبي وفق أسس الفقه التجريبي لبيان مدى كفاءة وقوة عناصر التصديق في تقييم  التصديق القرآني للأدلة. (19-20)

ومن هنا فالعوامل التي ستبحث هي كالتالي:

 

1-    السلب ايجابية: أي العلاقة بين الموضوع والمحمول في الأصل والفرع من حيث المطابقة او عدمه. 

2-    الشرطية أي بيان كون الحكم مشروط ام مطلقة مؤقت او غير مؤقت ومدى المطابقة بين الأصل والفرع في ذلك. 

3-    المقاصدية أي كون الفرع موافقا لمقاصد الشريعة واصولها الكبرى.        

4-    التداخل بين الأصل والفرع ومدة قوته من حيث النصية والظهور والعموم والخصوص او كونه اشتقاقي عمومي او اقتراني علاقاتي.

5-    الإحاطة ببيان مقدار الأدلة الواصلة التي تناولت الموضوع الذي في الفرع.

6-    الاستبدال أي مدى الحاجة الى استبدال العناوين في الموضوع والمحول الى اقرب معارفة عامة تحقق التداخل.         

وجميه هذه الأمور بينتها مفصلا في كتب الفقه الكمي (5-6)

سنبحث هذه العناصر في مجموعة مقاييس ونلاحظ مدى اقتراب المقياس من النظرية والاحتمالية.

فالأدلة المبحوثة سنقسمها الى قسمين: الأول: ما له أصل قرآني مصدق ونرمز له (و) ويأخذ رقم (1) دوما. وهو قوي الاحتمالية والايجابي في النظرية. وهو الحالة النموذجية. والثاني: ما ليس له مصدق من القرآن ونرمز له (خ) ويأخذ رقم (2) دوما.

ومن خلال المنفعة المحتملة ووضوح المعطيات المتوفرة والممكنة لكل عامل فان الصور للمقاييس التي تظهر انها نافعة ومفيدة لتقييم اعتبار الأدلة هي كالتالي:

أولا: المقياس السداسي

وهو المقياس الأكبر ويشتمل على جميع العوامل كما هو مبين في الجدول رقم (1).

 

جدول (1): المقياس السداسي

العامل

+1

-1

ملاحظة

السلب ايجابية

مطابق

غير مطابق

 مقارنة بين الأصل والفرع

الشرطية

مطابق

غير مطابق

بين الأصل والفرع يتبع إشارة السلي ايجابية

المقاصدية

موافق

مخالف

في الفرع فقط

التداخل

نصي خاص

ظاهري عام

بين الأصل والفرع

الاحاطة

قوية

ضعيفة

بالاصل وبالفرع.

الاستبدال

لا يحتاج

يحتاج

في الأصل والفرع.

 

اعلى درجة اعتبار هي (6) واقل درجة اعتبار هي (-6) واعلى درجة فرق هي (12) واقل درجة فرق هي (0). والفرق الاعتباري هو حاصل طرح الدليل الثاني من الأول بدون إشارة.

 ثانيا: المقياس الرباعي

 يجمع العناصر عدا الشرطية والاستبدال

جدول2: المقياس الرباعي.

 

العامل

+1

-1

ملاحظة

السلب ايجابية

مطابق

غير مطابق

 مقارنة بين الأصل والفرع

المقاصدية

موافق

مخالف

في الفرع فقط

التداخل

نصي خاص

ظاهري عام

بين الأصل والفرع

الشرطية

مطابق

غير مطابق

بين الأصل والفرع

 

اعلى درجة اعتبار 4  واقل درجة اعتبار -4 و اعلى درجة فرق هي (8 ) واقل درجة فرق 0.

 

 ثالثا: المقياس الثلاثي

يشمل السلب إيجابية والتداخل والمقاصدية

جدول 3: المقياس الثلاثي.

العامل

+1

-1

ملاحظة

السلب ايجابية

مطابق

غير مطابق

 مقارنة بين الأصل والفرع

المقاصدية

موافق

مخالف

في الفرع فقط

التداخل

نصي خاص

ظاهري عام

بين الأصل والفرع

اعلى اعتبار هو (3) واقله (-3) واعلى فرق هو (6).

 

رابعا: المقياس الثنائي

يجمع السلب إيجابية و المقاصدية فقط

جدول 4: المقياس الثنائي

العامل

+1

-1

ملاحظة

السلب ايجابية

مطابق

غير مطابق

 مقارنة بين الأصل والفرع

المقاصدية

موافق

مخالف

في الفرع فقط

 

 

 

 

 

الطريقة

بحثنا هنا مجموعة مسائل مختارة ونتبين مدى قوة المقياس في تحقيق امرين:

الأول: التقييم التصديقي للدليل.

من خلال هذا البحث فاننا نحاول إيجاد وتبين قوة المقياس من جهة تصديق الدليل المطروح او عدم اعتباره.  والدليل يكون مصدقا اذا حقق درجة إيجابية تعادل (1) او اكثر.

الثاني: تحقيق المقياس لأعلى درجة فروق التصديقية لأنها تكشف عن قوة التقييم التصديقي للمقياس.  والفرق التصديقي هو حاصل طرح الدليل الثاني من الأول بدون إشارة. (الفرق التصديق = دليل 1- دليل 2) بدون إشارة.

سنبحث هذه العناصر في مجموعة مقاييس ونلاحظ مدى اقتراب المقياس من النظرية والاحتمالية. فالأدلة المبحوثة سنقسمها الى قسمين: الأول: ما له أصل قرآني مصدق ونرمز له (و) ويأخذ رقم (1) دوما. وهو قوي الاحتمالية والايجابي في النظرية. وهو النموذج. والثاني: ما ليس له مصدق من القرآن ونرمز له (خ) ويأخذ رقم (2) دوما.

 

مسألة (1): القسم بغير الله تعالى

 في المسألة حديثان:

الحديث 1: عدم جواز القسم بغير الله تعالى.

الحديث 2: جواز القسم بغير الله تعالى.

الأصول

القرآن: ان الله هو العظيم فالتعظيم له. والقسم تعظيم وقسم الله تعالى بمخلوقاته خاص لا يعمم.

 الأصل: لا يجوز تعظيم غير الله كتعظيم الله.

ف1:لا يجوز – القسم- بغير الله. 

ف2:  يجوز القسم بغير الله.

القسم تعظيم.  فالعلاقة بين الموضوعين عامة ظاهرية وبين المحمولين خاصة.

 

 

 

جدول 5: قيم تصديق المقاييس في المسالة 1     

الحديث

مقياس 1  

مقياس2  

مقياس3  

مقياس 4 

ح1  (و)

2

2

1

2

ح2   (خ)

 0

-2

-3

-2

 

النتيجة : الحديث الأول (المنع من القسم بغير الله تعالى ) هو المصدق وفق المقايبس كلها   والثاني غير معتبر وفقها كلها أيضا.    فحديث عدم جواز القسم بغير الله تعالى هو المصدق والقول به هو الصحيح.

 

درجة الفرق هي حاصل الطرح بين الدليلين من دون إشارة.

جدول 6  الفروقات التصديقية بين المقاييس في المسالة 1

مقاييس

م1

م2

م3

م4

فروق

2\12 (0.17)

4\8  (0.5)

 4\ 6 (0.67)

4\4 (1)

مرتبة المقياس

4

3

2

1

 

النتيجة: الفرق التصديقي بين الحديثين اعلاها وفق مقياس (4). فهو في المرتبة الأولى.

مسألة (2): التقية

في المسألة حديثان:

الحديث الأول: يجيز التقية

الحديث الثاني: لا يجيز التقية.

الأصول القرآنية

  القرآن يامر بالحق وقوله على كل حال و يمنع من الكذب وما يظهر انها ايات في التقية ليست كذلك.

 

الأصل:  يجب قول الحق على كل حال. = لا يجوز ترك قول الحق على كل حال.

ف1: تجوز التقية = يجوز ترك قول الحق.

ف2:  لا تجوز التقية = لا يجوز ترك قول الحق.

الأصل: لا يجوز اظهار خلاف الباطن.

ف1: تجوز التقية = يجوز اظهار خلاف الباطن.

ف2: لا تجوز التقية = لا يجوز اظهار خلاف الباطن.

فالتداخل بين الأصول والفروع ظهوري عمومي مطابق بالشرطية.

جدول 7: قيم تصديق المقاييس في المسالة 2  

الحديث

مقياس 1  

مقياس2  

مقياس3  

مقياس 4 

ح1  (و)

-4

-4

1

2

ح2   (خ)

 2

2

-3

-2

فالحديث الأول غير مصدق وفق جميع المقاييس والثاني مصدق وفق جميع المقايس.

فالحديث الأول (عدم جواز التقية) هو المصدق وهو الذي يعمل به.

جدول 8: الفروقات التصديقية بين المقاييس في المسالة

مقاييس

م1

م2

م3

م4

فروق

-6\12 (0.5)

-6\8  (0.75)

 4\ 6 (0.67)

4\4 (1)

مرتبة المقياس

4

2

3

1

النتيجة: الفرق التصديقي بين الحديثين اعلاها وفق مقياس (4). فهو في المرتبة الأولى.

 

 

 

 

مسألة (3): حلق اللحية

 

في حلق اللحية قولان بل روايتان بالعموم والنص احدهما الجواز والأخر عدمه.

ق1: جواز حلق اللحية.

ق2: عدم جواز حلق اللحية.

 

 

 

الأصول

القرآن: يأمر بالتزين والتجمل والتطهر وهو شامل لحلق اللحية.

 الأصل: يستحب التجمل والتزين وإزالة الشعر.

ف1: يجوز حلق اللحية = يجوز التزين والتجمل وإزالة الشعر.

ف2: لا يجوز حلق اللحية = يجوز التزين والتجمل وإزالة الشعر.

 جدول 9: قيم تصديق المقاييس في المسالة 3   

الحديث

مقياس 1  

مقياس2  

مقياس3  

مقياس 4 

ح1  (و)

4

2

1

2

ح2   (خ)

 -2

-4

-3

-2

 

النتيجة : الحديث الأول (جواز حلق اللحية ) هو المصدق وفق المقايبس كلها   والثاني غير معتبر وفقها كلها أيضا.    فحديث جواز حلق اللحية هو المصدق والقول به هو الصحيح.

 

درجة الفرق هي حاصل الطرح بين الدليلين من دون إشارة.

جدول 10: جدول   الفروقات التصديقية بين المقاييس في المسالة 3.

مقاييس

م1

م2

م3

م4

فروق

6\12 (0.5)

6\8  (0.75)

 4\ 6 (0.67)

4\4 (1)

مرتبة المقياس

4

2

3

1

 

النتيجة: الفرق التصديقي بين الحديثين اعلاها وفق مقياس (4). فهو في المرتبة الأولى.

 

 

مسألة (4): لبس الحرير والذهب للرجال

المشهور هو حرمة لبس الحرير والذهب على الرجال وهناك قول بالجواز.

ق1: يجوز لبس الحرير والذهب للرجال.

ق2: لا يجوز

 

الأصول

القرآن: نفي تحريم الزينة. 

 الأصل= لا يجوز تحريم الزينة = يجوز التزين والتجمل

ف1: يجوز لبس الحرير والذهب = يجوز لبس الزينة  والتزين

ف2: لا يجوز لبس الحرير والذهب = لا يجوز لبس الزينة والتزين.

الاستبدال : موجود

الإحاطة: قوية

الشرطية : مطابقة

التداخل: ظاهري عام.

جدول 11: قيم تصديق المقاييس في المسالة 4   

الحديث

مقياس 1  

مقياس2  

مقياس3  

مقياس 4 

ح1  (و)

2

2

1

2

ح2   (خ)

  -4

-4

-3

 -2

فالحديث الأول صدق وفق جميع المقاييس والثاني غير مصدق وفق جميع المقايس.

فالحديث الأول (جواز لبس الحرير والذهب ) هو المصدق وهو الذي يعمل به.

جدول 12: قيم تصديق المقاييس في المسالة 4   

مقاييس

م1

م2

م3

م4

فروق

-6\12 (0.5)

-6\8  (0.75)

 4\ 6 (0.67)

4\4 (1)

مرتبة المقياس

4

2

3

1

 

النتيجة: الفرق التصديقي بين الحديثين اعلاها وفق مقياس (4). فهو في المرتبة الأولى.

 

 

مسألة (5): ثبوت الهلال

في ثبوت الهلال قولان رئيسيان الأول إمكانية الرؤية والثانية فعلية الرؤية. وظاهر القرآن بل صريحه هو اعتماد الحساب مطلقا من دون رؤية وانما جاء الرؤية في السنة كوسيلة للثبوت. ففي المسألة هنا قولان:

ق1:  الاكتفاء بتولد الهلال وعدم اعتبار الرؤية لا فعلا ولا امكانا.

ق2: عدم الاكتفاء بالتولد بل لا بد من الرؤية فعلا او امكانا.

 

 

 

الأصول:

القرآن: اعتماد الحساب وان الأوقات بالحساب والاهلة للناس وليسن امرا شرعيا.

 فالاصل القرآني  : جواز اعتماد التولد ولا تشترط الرؤية  ولا إمكانها.

ف1:  يجوز اعتماد تولد الهلال وعدم اشتراط الرؤية او امكانها

ف2: لا يجوز اعتماد التولد ولا بد من الرؤية فعلا او امكانا.

 

جدول 13: قيم تصديق المقاييس في المسالة 5

 

الحديث

مقياس 1  

مقياس2  

مقياس3  

مقياس 4 

ح1  (و)

2

2

1

2

ح2   (خ)

  -4

-4

-3

 -2

فالحديث الأول مصدق وفق جميع المقاييس والثاني  غير مصدق وفق جميع المقايس.

فالحديث الأول (جواز اعتماد تولد الهلال وعدم اشترط الرؤية او امكانها) هو المصدق وهو الذي يعمل به.

جدول 14:     الفروقات التصديقية بين المقاييس في المسالة 5

مقاييس

م1

م2

م3

م4

فروق

-6\12 (0.5)

-6\8  (0.75)

 4\ 6 (0.67)

4\4 (1)

مرتبة المقياس

4

2

3

1

 

النتيجة: الفرق التصديقي بين الحديثين اعلاها وفق مقياس (4). فهو في المرتبة الأولى.

 

 

 

 

النتيجة

أولا: قوة التقييم التصديقي للمقاييس

من حيث تقييم التصديق فان المقاييس متقاربة فلا تفاضل .

ثانيا: درجات الفروقات التصديقية للمقاييس

جدول 15: نتائج الفروقات التصديقية .

 

م1

م2

م3

م4

س1

17

50

65

1

س2

50

75

67

1

س3

50

75

67

1

س4

50

75

67

1

س5

50

75

67

1

المجموع

43

70

66.6

1

 

فالمقياس (4) هو الأعلى ويأتي بعده مقياس 2. فيكون الترجيح لهما على الباقي.

شكل رقم (1) الرسم البياني للفروق للمقاييس الأربعة المعتبرة.

 

 

المناقشة

 

مقياس 4 هو الأعلى من حيث الفروق فيترجح على غيره وبعده مقياس 2.   

ومن هنا فيكون المعيار المعتمد في العرض هو المقياس الرابع (المقياس الثنائي) وسنسميه (المعيار الثنائي).  

ولا بد من التنبيه ان البحث كان بين الأدلة الحديثية او الاقوال المنبثقة منها وليس بين آية وحديث او بين آيتين او بين أي منهما وقول، مما يعني الحاجة الى أبحاث أخرى لهذه الحالات. كما ان تطبيق مقاييس التصديق في حالات عدم الاتفاق على الموافقة وفق مقاييس الموافقة.

 

 

 

 

 

 

المصادر:

1-    منتهى البيان في عرض الحديث على القرآن ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

2-    معارف الفقه العرضي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

3-    رسالة في حديث العرض ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

4-    أصول الفقه العرضي، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر 2022.

5-    الفقه الكمي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2022.

6-    قوانين الفقه الكمي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

7-    أسس الفقه العرضي، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر 2022.

8-    استفت قلبك ، الوجدان الشرعي، أنور غني الموسوي ، دار اقواس للنشر 2021.

9-    شروط المعرفة الشرعية ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2020.

10-                        المدرسة العرضية في فقه الشريعة ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2021

11-                        رسالة في قانون العلم ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2022.

12-                        حجية العلوم الوضعية ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

13-                        الاعتبار بشروط العمل بالأخبار، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2020.

14-                        العلم الشرعي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2021.

15-                        المحكم في الدليل الشرعي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2020.

16-                        تعريف الحديث الصحيح ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2020.

17-                        تلخيص أصول الفقه ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2020.

18-                        خلاصة مقدمة الاستنباط ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2023.

19-                        مدخل الى الفقه التجريبي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2022.

20-                        فرضيات التجديد الفقهي ، أنور غني الموسوي، دار اقواس للنشر، 2021.