هذه المدينة الجحود ، تتكلم ببطء ، ليس حياء لأنّ ثيابها
قصيرة ، بل لأنّ حقيبتها قد أثقلتها الدماء . منذ أن رأيتها و أنا لا زلت أبكي
بمرارة . أبكي على أشجاري الغالية ، فانا رجل من البرّيّة، أعرف صوت الحيوانات
لكنني لست نقيّا مثلها . فالدببة ليست خشنة و لا بنيّة بل هي بالونات رقيقة و
وردية ، و البومة ليست عمياء و لا نحسة ، بل لها قلب فضّي ترى به الحقيقة ، ليتك
تعلم كم هي ودودة ، كانت تحدّثني عن قصص الأسلاف . أنا الان بلا جذور، و لا مأوى .
كنت أسكن في كوخ دافئ فوق شجرة ، كنت أضحك
في الصباح ، و كنت كثيراً ما اجلس بانشراح عند بركة ما عدت أتذكّر اسمها ، فلقد
صفعتني هذه المدينة بيديها القاسيتين و أنستني كل شيء جميل . لقد نسيت لوني و صوتي
. أنا الآن رجل أخرس بلا لون و بلا صوت و لا حكاية . أنا الآن رجل حزين جداً لا
أعرف شيئاً عن الربيع و لا أتذكّر أشجاري الحبيبة .
أشجار
