عيد غريب






العيد شيء رقيق جداً، تعلّمناه كما تعلمنا حمل حقائبنا. إنّه ناعم كبشرة حلم صيفي يصنع منّا فراشات للربيع. كم كنت سعيداً حينما رأيت قلبه الدافئ. لقد أبهرتني شلالاته الوحيدة، كانت هادئة كضفيرة فتاة تلعب في حديقة من الزهور البيضاء. ذلك العيد الذي ممرنا به يوماً، و تلمّسنا كفّيه الناعستين، إنّني أراه بوضوح وهو يزرع حقله بحكايات بلّلت جبينها قطرات المطر. ذلك العيد القادم من مدن بعيدة.  لقد رأيته بمعطفه الحريري يتلفت وسط  الشارع كرجل غريب، يحيي بائع الزهور. يسيل في أوردتنا كرسالة عشق، فيطير بنا الى جزر من ثلج. كم كنت واهماً حينما ظننت أنّه إوزة مهاجرة.