رقيق هو الصباح كقصيدة نثر غرقت في عالم من
الضباب . كيف تريدني اذن أن أراها، و أنا ذلك الظلّ الكسيح ؟ أبحث عن عيوني التي
غادرتها البدايات . كلماتي وريثة الأشباح المرهقة تتبعثر في المكان كخيط رفيع جدا
. و رقتي الصامتة لا تعلم أنها صفراء جدا، و لا تعلم أنها تسابق الريح كموت ساحر. هكذا أنا ، أعيش
مع كلماتي المسكينة في عالم من العمى . القارئ الذي أُثقله بندائي لا يجد قاربا في
بركة الضباب هذه . انه لا يعيش حكاياتي لذلك فهو لون ميّت. حتى صديقي الشاعر الذي
يسابق الندى أيضا صار يجلس في بركة الصمت مهموماً. و أنا ذلك المسكين ، في أحيان
كثيرة استغرب أنني لازلت أتنفس . ليس فقط لأنني لا أرى ورقتي ، بل لأن كلماتي
غريبة جدا الى حدّ أنها سئمت البقاء بقربي .
* ميتاشعر