لقد
بات واضحا و بشكل لا يصح انكاره ان الجمالية الفنية المتاحة للانسانية قد مرت
بثلاث مراحل واضحة : الاولى مرحلة ما قبل الحداثة ، و الثانية مرحلة الحداثة ، و
الثالثة مرحلة ما بعد الحداثة و يمكن ان نسمي الجمالية الاولى بالجمالية
الكلاسبكية و الثانية بالجمالية الحداثوية و الثالثة بالجمالية العولماتية . من
مميزات الجمالية الكلاسيكية التشبث بالهيئة و المادة و تقدسبهما بينما الجمالية
الحداثوية التي تجاوزت جوانب جزئبة من الهيئة بلغة اجناسية لانوعية او لا نمطية ،
واهم صور ذلك هو قصيدة النثر اما الجمالية العولناتية اي ما بعد الحداثوية فانها
تجاوزت الهيئة بالكلية فظهر لنا النص العابر للاجناس او النص المفتوح. ولو نظرنا
الى ان ذلك التطور في الجمالية ، نجده تابع و مرافق للتطور الادراكي العملي
و ليس التنظيري ، و من المتصور ان للسعي نحو توحيد الادراكات و الجماليات سيستمر
بل ان من الواضح وجود بوادر العمل الفني المتجاوز للمادة اي الذي تتداخل فيه
المواد الزمانية كاللغة و المواد المكانية كاالون ، فان من المتوفع انها ستتداخل
قي اعمال فنية موحدة ع، ليست فقط عابرة للاجناس بل عابرة للمادة ة هذا ما نسميه
العمل الفني اللاماداتي ( او التجلياتية ) و الذي يمثل جماليات ما بعد العولمة .
ان الادراك الشيئي اللازماني اللامكاني اللاهياوي و اللامادي يقدم لنا فهما و شرحا
للجمالية اللامادتاية العابرة للفنون ، الا انه بسبب سيادة الادراك الزمكاني و
وظيفيته فانا بمكن ان نتصور مرور الاعمال اللاماداتية ( التجلياتية ) في عصر ما
بعد العولمة باربع مراحل تكون على شكل اربع صور :
1- التجلياية ( اللامادتاية ) الوصفية : بان يكون الاستعمال لمادة
واحدة ، لكنها تصف وتصور و تستحضر العنصر النماير ماديا.
2- التجلياتية
( اللاماداتية ) التجاورية : بان يتكون العمل من اكثر من مادة فعلا مع الخفاظ على
اتميز كل منها فتتجاور لكن لا تتداخل .
3-
التجلياتية ( اللاماداايتية) التداخلية : بان يحصل اضافة الى تعدد المواد ،
تداخلها و ليس فقط تجاورها . فلا تتمايز .
4-
التجلياتية ( اللاماداتية ) االشيئية : و التي يتم فيها تجاوز المادة بالكلية و
تتجلى التجربة بذاتها ، اي لا يكون االمادة و الهيئة دالا بل عوامل مساعدة .
مثال
على التجلياتية الوصفية : مقطع من عمل تجلياتي وصفي عنوانه تجليات. حقل واسع من
الزهور يتجاوز المشهد و الاطار ، في الزاوية البعيدة بئر تغرق في الوحدة ، يتجمع
في قعرها المظلم اكوام من العظام و الحلي .
او
:
صدور
الثائرين جنائن معلقة بالعرش ، تختبئ في فجوات الزمن ، تاركة المكان لكل فناء بهيج
.
مثال
على التجلياتية التجاورية : مقطع من عمل تجلياتي تجاوري عنوانه انتظارات
او:
وتنزل
الرغبة بثيابها الابدية ، محطمة كل فضاء جليدي يغرق في الوهم ، اجل هكذا مفاصلها
تأن حنينا الى عالم من الخوف ، و النهاية الباسمة .
اما
الشكل الثالث فيمكن تصوره باجتماع قراءة شعري مع مشهد تمثيلي و موسيقى
متداخلة واما و الرابع فليس لدي تصور واضح عنه الى الان .