فلسفة الموت والحياة في (ومضات )
د أنور غني الموسوي
قراءة في الانزياح الاسلوبي
( الجزء الاول )
الوجود اهم قضية شغلت العقل البشري منذ ان احس بها , فتناولها بطرائق مختلفة من دراسات فلسفية ونظريات افتراضية وبحوث تطبيقية .... والموت لغة وجودية , بل هو( مركز التفسير الفلسفي ونقطة الاشعاع في النظرة الى الوجود والطور الحالي من اطوار الحضارة الاوربية يؤذن بوجوب قيام هذا المذهب لانه طور نهاية الحضارة وأذانٌ بقيام حضارة جديدة ) /الموت والعبقرية عبد الرحمن بدوي / , والشاعر انسان له رؤيته الخاصة باختزال تلك المنظومة الكونية وتفتيتها وخلقها من جديد بأدوات عصره ليصيرها وفق ما يرغب هو لا وفق ما ترغب هي , فيسبغها بروح عصره ويسبر غوره بمستحدثاتها , والدكتور غني الموسوي في مطولته(ومضات الموت والحياة) وفي جزئية الموت يستجلي تلك الافاق وينظر زيف المادية بلغة الانزياح واسلوب الخرق اللغوي في الخطاب الذي يفند ايقاعات اللغة التقليدية حيث يستدعي اللغة الحاضرة بكل مضامينها وارهاصاتها المتجددة
د أنور غني الموسوي
قراءة في الانزياح الاسلوبي
( الجزء الاول )
الوجود اهم قضية شغلت العقل البشري منذ ان احس بها , فتناولها بطرائق مختلفة من دراسات فلسفية ونظريات افتراضية وبحوث تطبيقية .... والموت لغة وجودية , بل هو( مركز التفسير الفلسفي ونقطة الاشعاع في النظرة الى الوجود والطور الحالي من اطوار الحضارة الاوربية يؤذن بوجوب قيام هذا المذهب لانه طور نهاية الحضارة وأذانٌ بقيام حضارة جديدة ) /الموت والعبقرية عبد الرحمن بدوي / , والشاعر انسان له رؤيته الخاصة باختزال تلك المنظومة الكونية وتفتيتها وخلقها من جديد بأدوات عصره ليصيرها وفق ما يرغب هو لا وفق ما ترغب هي , فيسبغها بروح عصره ويسبر غوره بمستحدثاتها , والدكتور غني الموسوي في مطولته(ومضات الموت والحياة) وفي جزئية الموت يستجلي تلك الافاق وينظر زيف المادية بلغة الانزياح واسلوب الخرق اللغوي في الخطاب الذي يفند ايقاعات اللغة التقليدية حيث يستدعي اللغة الحاضرة بكل مضامينها وارهاصاتها المتجددة
أناشيدُ الشتاءِ تغرقُ في الضباب
تتركُ في ذاكرة الشوارع نشوة لا تُنسى
زواياه الباردة تحفل بالصمت
فأتجمد في حلمي كشجرة غاب قديمة
أستهل الشاعر مقطعه الأول انه ازاح الغرق بالضباب بمدلول كوني وهيأ الذاكرة الجمعية بالفعل المضارع (تترك) لما للفعل من جدية في الحركة والتنقل , وانتقاله من الاسم الى الفعل مع الحفاظ على روح الانزياحية , فليس من العقل ان تغرق الاناشيد , كما ان ليس للشوارع ذاكرة ونشوى , وكلاهما غير عاقل , لكنه اراد ان يعد المتلقي نفسيا لخطابه اللاحق لفكرة الموت / زواياه الباردة تحفل بالصمت / ولينطلق معه بذات اللغة والوصف ويبين الحقيقة بذات الانزياح / فاتجمد في حلمي كشجرة غاب قديمة / ليطلق صفة التجمد بفضاء النص وبروح الحلم الذي يستحيل بلغة المعيار الى القِدم
تتركُ في ذاكرة الشوارع نشوة لا تُنسى
زواياه الباردة تحفل بالصمت
فأتجمد في حلمي كشجرة غاب قديمة
أستهل الشاعر مقطعه الأول انه ازاح الغرق بالضباب بمدلول كوني وهيأ الذاكرة الجمعية بالفعل المضارع (تترك) لما للفعل من جدية في الحركة والتنقل , وانتقاله من الاسم الى الفعل مع الحفاظ على روح الانزياحية , فليس من العقل ان تغرق الاناشيد , كما ان ليس للشوارع ذاكرة ونشوى , وكلاهما غير عاقل , لكنه اراد ان يعد المتلقي نفسيا لخطابه اللاحق لفكرة الموت / زواياه الباردة تحفل بالصمت / ولينطلق معه بذات اللغة والوصف ويبين الحقيقة بذات الانزياح / فاتجمد في حلمي كشجرة غاب قديمة / ليطلق صفة التجمد بفضاء النص وبروح الحلم الذي يستحيل بلغة المعيار الى القِدم
الصوت ينحني
يتلاشى في الفضاء العريض
ليس للكلمة إلا ان تسقط في الوحل
السفن البائسة تخترق اذني
تلك الازاهير تبتعد
تتقيأ الالم السرمدي
تورثه الاجيال والحلم
يبتدأ الشاعر خطابه الانزياحي باسلوب العرض المكثف ليصنع صورة لمسمياته محاورا بها عقل المتلقي باستقراءات واقعية مُزاحة تسبح في ملكوت النص بصيغ شعرية غير مألوفة , فانحناء الصوت امر لا يُعقل والازاحة بالانحناء تعد مفهوما آخر لمعنى الافول , والتهرم , والكلمة حينما تسقط في المعيار اللغوي قد يُعوض عنها بترادف آخر او بلفظةٍ قُربى , والشاعر هنا اسقط (الكلمة )واسقط (الصوت ), فخرق اللغة في تقليدها مرة اخرى وكانه روض انهمار الانزياح بزاد قليل من المعيارية في اواخر المقطع, ويتواصل الشاعر مع نصه , فكلما تزاحمت الرؤى تزاحم معها الاسلوب , /السفن البائسة تخترق اذني / علاقة الانسان بالكون , وطردية الموقف الشعري الذي كلما تعقدت الحياة , ازدادت الرؤية الشعرية غرابة واسلوبا جديدا / تلك الازاهير تتقد/اذ ليس معقولا هذا الاتقاد , لكنه واقعي بلغة الشعر وما وصلت اليه معالم الحياة من انحطاط في الجمال / تتقيأ الالم السرمدي / تقدح الشعرية وتحلق في فضائها مستذكرة الالام البشرية بالتفاتة الانزياح حينما تتجمع معالم الالم وتنصهر في بودقة واحدة , وحينما تتفاهم الانزياحية مع المعيارية , ويلتقي التضاد تخرج صورة مثالية تؤطر مفهوم الحداثة وتؤكد عمق الثراء في توظيفه اذا ما اكدت حقيقة كونية , وهذا ما آل اليه الشاعر بقوله / تورثه الاجيال والحلم /
حكايات الحضارة تغرق في المحيط
قبل حتى مياه البحر , بما فيها من اساور وتواريخ
قد التقمها الذباب في لحظة أسارة , فصارت معدته
ينابيع دافئة
التربص بالاحداث يحتاج الى لغة مفعمة بالتأويل والدلالات , وفي هذا المقطع خلطة اسلوبية من الخطاب الادبي والكوني الذي ما زال يستحضر المتلقي ويملي عليه انزياح الاسلوب بطريقة التكثيف فيشيد الشاعر حضارته البلاغية عن طريق الانزياح ليبين سرعة السقوط وزيف تلك الحضارة / حكايات الحضارة تغرق في المحيط / ثم يستأنف خرقه اللغوي عندما يجعل الكل يسقط قبل الجزء / قبل حتى مياه البحر , بما فيها من اساور وتواريخ / فيصور الذباب بلغة الغرابة انه يلتقم وهو ليس كذلك ويجعل له معدة , فيخرق اللغة مرة بعد اخرى بلحظة ممتعة عند ذلك الكائن المتطفل
قبل حتى مياه البحر , بما فيها من اساور وتواريخ
قد التقمها الذباب في لحظة أسارة , فصارت معدته
ينابيع دافئة
التربص بالاحداث يحتاج الى لغة مفعمة بالتأويل والدلالات , وفي هذا المقطع خلطة اسلوبية من الخطاب الادبي والكوني الذي ما زال يستحضر المتلقي ويملي عليه انزياح الاسلوب بطريقة التكثيف فيشيد الشاعر حضارته البلاغية عن طريق الانزياح ليبين سرعة السقوط وزيف تلك الحضارة / حكايات الحضارة تغرق في المحيط / ثم يستأنف خرقه اللغوي عندما يجعل الكل يسقط قبل الجزء / قبل حتى مياه البحر , بما فيها من اساور وتواريخ / فيصور الذباب بلغة الغرابة انه يلتقم وهو ليس كذلك ويجعل له معدة , فيخرق اللغة مرة بعد اخرى بلحظة ممتعة عند ذلك الكائن المتطفل
قلب العالم يتقاعد كأرملة
لا مكان لحلم الانسان
لا دفء لا نشيد
سنبل القمح تعري ساقيها
تنحني خجلة فما في رؤوسها سوى الهواء الثقيل
أجل للمغيب الف اغنية , لا يعرف عنها الفلاحون
شيئا
عندما نجد احدى الاساليب البلاغية في نص ما بتلك الكثافة وهذا الخطاب هذا يعني سحب المقطع كله بواسطة بلاغية مثلما يحصل في اول جملة باستخدام حرف الجر ( ك ) وانزياحه من مفهومه النحوي الى مفهومه البلاغي ليتعدى عمله الى( التشبيه ) حيث خلق تنازعا ابديا بين ان تنتج او لا تنتج / قلب العالم يتقاعد كأرملة / اشارات عاجزة بلغة الخطاب والدلالة والنفي المطلق المكرر المؤكد / لا مكان لحلم الانسان / لا دفء لا نشيد / ناهيك عن الانتهاك والهتك / سنابل القمح تعري ساقيها / فهي بلغة الخطاب الادبي فارغة تماما / تنحني خجلة فما في رؤوسها سوى الهواء الثقيل/وبأسلوب التقديم والتأخير البلاغي يُنهي الشاعر هذا المقطع بالحفاظ على الطبيعة الفطروية / أجل للمغيب الف اغنية , لا يعرف الفلاحون عنها شيئا /
لا مكان لحلم الانسان
لا دفء لا نشيد
سنبل القمح تعري ساقيها
تنحني خجلة فما في رؤوسها سوى الهواء الثقيل
أجل للمغيب الف اغنية , لا يعرف عنها الفلاحون
شيئا
عندما نجد احدى الاساليب البلاغية في نص ما بتلك الكثافة وهذا الخطاب هذا يعني سحب المقطع كله بواسطة بلاغية مثلما يحصل في اول جملة باستخدام حرف الجر ( ك ) وانزياحه من مفهومه النحوي الى مفهومه البلاغي ليتعدى عمله الى( التشبيه ) حيث خلق تنازعا ابديا بين ان تنتج او لا تنتج / قلب العالم يتقاعد كأرملة / اشارات عاجزة بلغة الخطاب والدلالة والنفي المطلق المكرر المؤكد / لا مكان لحلم الانسان / لا دفء لا نشيد / ناهيك عن الانتهاك والهتك / سنابل القمح تعري ساقيها / فهي بلغة الخطاب الادبي فارغة تماما / تنحني خجلة فما في رؤوسها سوى الهواء الثقيل/وبأسلوب التقديم والتأخير البلاغي يُنهي الشاعر هذا المقطع بالحفاظ على الطبيعة الفطروية / أجل للمغيب الف اغنية , لا يعرف الفلاحون عنها شيئا /
السنين ترتجف
قد اكل قشرتها الاطفال
فلم يبق للإنسان فسحة تسع ابتسامته
كلا من الكذب جدا اتهام الجسد بآثام الانسانية
فحب القمر غير محتاج لدم الطبيعة
يواصل الشاعر ذمه للمفاهيم الحضارية المادية فهو لا يؤمن بالتجريد ( ترك التفاصيل ) لفداحة الامر وعظم الموقف فيتواصل بتكثيف لغة الخطاب والخرق / السنين ترتجف /وشكلت الجوانب النفسية جزءا من تلك القراءة وعملية التقديم والتأخير البلاغي افضت باللغة ان تتخلى عن تقليديتها وسطحيتها الى بلاغتها وعمقها لتكون معنى آخر مغاير/ قد اكل قشرتها الاطفال / وبما ان الحياة اصبحت ضاغطا ماديا ما زال الشاعر في طوره البلاغي معتمدا اسلوب التقديم والتأخير بتكثيف اللغة الخطابية جوابا / فلم يبق للإنسان فسحة تسع ابتسامته / ثم يستطرد في خطابه مستذكرا النظريات الفرويدوية التي يراها كاذبة وبالنتيجة فهي قائمة على الاباحية ولا تتفق مع فلسفة الشاعر , وتلك الجملة معيارية بامتياز ليربط ما قبلها بما بعدها / كلا , من الكذب جدا اتهام الجسد بآثام الانسانية / يفند النظرية بعدم تشويه الجمال الفطري بذات الاسلوب الانزياحي
قد اكل قشرتها الاطفال
فلم يبق للإنسان فسحة تسع ابتسامته
كلا من الكذب جدا اتهام الجسد بآثام الانسانية
فحب القمر غير محتاج لدم الطبيعة
يواصل الشاعر ذمه للمفاهيم الحضارية المادية فهو لا يؤمن بالتجريد ( ترك التفاصيل ) لفداحة الامر وعظم الموقف فيتواصل بتكثيف لغة الخطاب والخرق / السنين ترتجف /وشكلت الجوانب النفسية جزءا من تلك القراءة وعملية التقديم والتأخير البلاغي افضت باللغة ان تتخلى عن تقليديتها وسطحيتها الى بلاغتها وعمقها لتكون معنى آخر مغاير/ قد اكل قشرتها الاطفال / وبما ان الحياة اصبحت ضاغطا ماديا ما زال الشاعر في طوره البلاغي معتمدا اسلوب التقديم والتأخير بتكثيف اللغة الخطابية جوابا / فلم يبق للإنسان فسحة تسع ابتسامته / ثم يستطرد في خطابه مستذكرا النظريات الفرويدوية التي يراها كاذبة وبالنتيجة فهي قائمة على الاباحية ولا تتفق مع فلسفة الشاعر , وتلك الجملة معيارية بامتياز ليربط ما قبلها بما بعدها / كلا , من الكذب جدا اتهام الجسد بآثام الانسانية / يفند النظرية بعدم تشويه الجمال الفطري بذات الاسلوب الانزياحي
ليس لي إلا ان احتضر
وليس للحضارة الغالية الا تسأم كل قطرة صفراء في
المحيط
للشمس اشراقة تجعل الشجر قصائد ساكنة لا تعرف
شيئا عن الخلود
هكذا تكذب الحضارة
تتكاثر في اوردة غادرتها الاجراس
تتمدد شارعا قديما , اثلجه قلة السائرين
عندما يستثني الشاعر نفسه من هذا العالم يجعل من لغته
الشعرية
ذات صدىٍ في فضاء المتلقي الذي تعود ان يرى اقحام الحضارة للشاعر عنوة وخطابه الشعري الرافض يعلوا بفضاء النص /ليس لي إلا ان احتضر/ ويكرر رفضه بذات التأكيد وبنفس اسلوب النفي والعطف والتنبيه والانزياح / وليس للحضارة الغالية ألا تسأم كل قطرة صفراء في المحيط / ثم يقلب الانشائية الى شعرية مستأنفا التقديم والتأخير ليحافظ على شعرية المقطع فيستجلي ابعاد تلك الاشراقة بمنظوره الفلسفي / للشمس اشراقة تجعل الشجر قصائد ساكنة لا تعرف شيئا عن الخلود / بعدها ينعت تلك الحضارة بأبشع النعوت وكأنه يكثف من تلك اللغة ليعري بها اكثر فاكثر /هكذا تكذب الحضارة / ثم يعاود الاستعارة كذاك المتمكن من لغته وانزياحه , فجعل التكاثر في الاوردة وجعل المغادرة في الاجراس ليبين استخفافه وقلة احترامه لتلك الحضارة الزائفة / تتكاثر في اوردة غادرتها الاجراس / بعد ذلك يعلوا الخطاب مرة اخرى لينهي الاستعارة في هذا المقطع بتقادم الحضارة / تتمدد شارعا قديما , اثلجه قلة السائرين /
هناك الابتسامة باردة
ترتجف كنعامة تكاثر رأسها تحت الارض
في أذنيها ينبت الشوك والجياع
الدماء تملأ السواقي
تلتهم عروق الاشجار
فيتلاشى الحلم كبقرة هزيلة
كلا قلب الفلاح لا يعرف الكذب
ابتدأ الشاعر خطابه باسم الاشارة هناك , وهو بهذا أراد الاختصاص لمجتمعات بعيدة بذاتها / هناك الابتسامة باردة / لكنه يثير وبشده مَعلَما اسطوريا عندما يوظف بعض المرويات ويرمز للخوف بطائر النعام وهو يضع راسه تحت الرمال فيقلب الحقيقة بازاحة الاسلوب لكي تصل الفكرة للمتلقي / ترتجف كنعامة تكاثر راسها تحت الارض / وبغرابة اللغة يظهر الانزياح عندما تتحول الاذن من حاسة سمع الى مكان ينبت فيه الفقر ونبات الشوك , (لاحظ كيف تمكن الشاعر من خلق التضاد الضمني بين بيئة الشوك وبيئة النعام , ليفهم المتلقي العربي معاني الصحراء وقساوتها ) فتحول الخطاب من العالمية الى القطرية وبطريقة بلاغية في التقديم والتأخير / في أذنيها ينبت الشوك والجياع / حتى انه يعمم هذا الخطاب ويستحضر الدلالة ليربطها بما سبقها استذكارا / فحب القمر غير محتاج لدم الطبيعة / الدماء تملأ السواقي / تلتهم عروق الاشجار / يعود الشاعر للتشبيه لضمان ترسيخ الصورة الشعرية وبنائها الدرامي لاحظ كيف استخدم الشاعر الفعلين المضارعين (تلتهم ) (يتلاشى) الجملة الفعلية الاولى حركة بداخل الجملة , والثانية , اجابة لهذه الحركة , او ردة فعل رابطة فاحدث القدحة الشعرية باسلوبه الانزياحي المعتاد فليس من العقل ان يتلاشى الحلم كبقرة هزيلة لكن الواقع فرض على الشاعر هذا النعت والتشبيه وهذا الحكم / فيتلاشى الحلم كبقرة هزيلة / نظريات اللغة تؤكد فلسفة الشاعر , التي تأبى ان تسند الفعل القبيح للقلب , فاستخدم نفيان في جملة واحدة دلالة التأكيد وارجاع الانسان الى اطواره الاولى / كلا , قلب الفلاح لا يعرف الكذب /
المدينة تسعل
تتقيأ الجمال
تصنع من لعب الاطفال بنادقا واجسادا معتمة
النساء تستطيل , تنتفخ بالصوت
الحضارة تسعل
تبتدع تاريخ الدموع
كلا الجمال شيء آخر
تتقيأ الجمال
تصنع من لعب الاطفال بنادقا واجسادا معتمة
النساء تستطيل , تنتفخ بالصوت
الحضارة تسعل
تبتدع تاريخ الدموع
كلا الجمال شيء آخر
يستنفر الحدث لغة الشاعر وتكثيف خطابه الشعري بلغة الدلالة فالمرض هو بداية لفقدان الجمالوحلول العجز/ المدينة تسعل / تتقيأ الجمال / ولا مكان للعاطفة والبراءة , اراد الشاعر ان يثبت بها صدق اعتقاده فعمد الى اللغة الاقتصادية المضغوطة المكثفة / تصنع من لعب الاطفال بنادقا واجسادا معتمة / يثبت الشاعرالقبح بالاستطالة والصوت بالانتفاخ ليشكل خرقا لغويا /النساء تستطيل , تنتفخ بالصوت / ثم يكرر دلاليا اول وجه للموت , المرض والحزن واللاجدوى /الحضارة تسعل / تبتدع تاريخ الدموع /وهذه ليست حضارة/ كلا الجمال شيء آخر/
كل شيء يدور بلا رحمة
حتى الازهار اصبحت شاحبة
الارصفة تتقيأ الموتى
خلايا رأسها تعفنت
في احضانها يتفجر الشيطان كقنبلة ــ هناك وببرود ــ
تقتل الشمس
حتى الازهار اصبحت شاحبة
الارصفة تتقيأ الموتى
خلايا رأسها تعفنت
في احضانها يتفجر الشيطان كقنبلة ــ هناك وببرود ــ
تقتل الشمس
لابد من استخدام لغة تليق بالحدث وتوظيف دلالات اقناعية , وها هو شاعرنا يودع هذا الجزء بكثافة من المفردات لتصدق نبوءة الموت , الشاعر يعي ان هنالك دوران يؤدي الى الحركة ولكن من النوع الذي يستعبد الانسان / كل شيء يدور بلا رحمة / الموت يدب في الطبيعة / حتى الازهار اصبحت شاحبة / وفي العلامات الني تربط الانسان بالكون /الارصفة تتقيأ الموتى / خلايا رأسها تعفنت / بعدها تتشكل اللغة من جديد , ليضع في هذا الجزء آخر علامة للتشبيه ومزيحا تلك الالفاظ باسلوب سلطة التلقي بقتل الحياة / في احضانها يتفجر الشيطان كقنبلة ــ هناك وببرود ــ يقتل الشمس
استطاع الشاعر ان يتعامل مع النص وجوديا , حينما جعل المتلقي جزءا من ذلك الوجود , وفند له كل مسميات المادية وزيف ادعائها من حضارة وحرية مفرطة والتقدم العلمي الذي يضر ببيئة المخلوقات بلا رحمة , وبين استعباد الانسان لاخيه الانسان والتنبأ بموت تلك الحضارة
محمد شنيشل فرع الربيعي