لقد بات واضحا و للمعرفة العالية الوضعية المتوفرة ، و نتيجة لتقدم الادراك بخفايا الكون و نفس الانسان ، صار واضحا الفشل الذريع الذي منيت به فكرة محدودية العالم بحدود الظاهر ، ان هناك احساسا عاما لدى الكل بان وراء هذه الظواهر امورا خفية ، وهذا قد ادى الى اعطاء سلطة اكبر للعلم . و من البين انه مع تقدم الزمن و تقدم العلم ستزداد سلطة العلم ، و يكون الاذعان اكبر للاختصاصي ، طبعا نواجه مشكلة هنا وهي اخلاقية العلم فانه اذا ما استخدم العلم بطريقة لا انسانية فانه سيكون مدمرا و ربما نحن نمر بعصر لا انسانية العلم .
ما يهمنا الان هو ظهور عجز واضح في المدركات العقلية الوضعية و الحاجة - كمتطلب من متطلبات التجريب و الخبرة الوضعية - الى الاعتقاد بقوى عليا وراء الظواهر ، و ليس هذا فقط يرجح كفة الشرائع السماوية على الاتجاه اللاايماني و انما يدفع و بقوة نحو عالم متناسق منسجمع يشعر بالانتماء .
لا ريب في عقلانية الشريعة و موافقتها للعقل و متطلباته ، و لا ريب ايضا ان الخير الحقيقي لا يعرفه الاالعالم واسع العلم المحيط بكل شيء وهو الله تعالى ، وان علمه تعالى محيط بالاشياء احاطة لا متناهية ، توجب التسليم .
هذه الامور كلها لا ريب فيها ، اضافة الى معرفة ان الايمان طريق قوي للتسليم لعدم احاطة العقل - بالسلوك العادي الغالب - بجميع جوانب و حقائق الظواهر و الاحكام ، وهذا ناتج عن لا تناهي علم الخالق و المشرع . لكن يمكن النظر الى ان عدم الاحاطة هذا ليس مطلقا و انما نسبي ، بمعنى انه مع الوقت و تطور العقل تنكشف الحقائق للعقل حتى تصل الى مرحلة متقدمة يوم القيامة و تصل الى مستوى عال في الحياة الاخروية .
ان هذا الفهم لتطور العقل و حقيقته يجعلنا نفهم مدى قصور المعرفة العقلية الدنيوية و مدى القصور في التناول الوضعي للامور .
ان هكذا فهم اضافة الى انه يؤكد حقيقة الايمان و علوها و ضرورة التسليم فانه ايضا يؤكد حقيقة العقل و الايمان به ، و يدفع نحو تطور اسمى للعقل لاجل اليقين لمن يريده بذلك الطريق .
من اهم ما يقدمه الفهم العقلي لظاهرة الماورائيات هو تسهيل طريق الايمان امام الانسان اللامؤمن بالاخرة ، مع انها تحتاج الى مقدمات قناعة و و تبصر ، بمعنى الحاجة الى نظرة اوسع ، لو اننا استعملنا النظرة الاوسع ، و التحرر شيئا ما من الدوافع القريبة ، و بمعية الحقائق العلمية فانه سرعان ما سيحقق الانسان الايمان الصحيح بالماورائيات الحقة. و لا بد من التاكيد ان من جواهر التوحيد هو معرفة الله تعالى بذاته ، وان كان التفكر بخلقه من طرق المعرفة ، كما ان التوحيد ليس فقط معرفة ان الله واحد ، و انما معرفة ان الله تعالى لا يحده عقل و لا يمكن تصوره ، وهذه المعرفة العالية وان لم تكن تكليفية الا ان لذة الوصول اليها امر في غاية الروعة و الخطورة .
من المهم في عصرنا المفتخر و الضاج بالعلم و العلمية من الا تجاه نحو تبيان العناصر العقلائية و العلمية في المعارف ، طبعا ليس بالادعاء بل بالمعرفة و التجلي . لا بد من الاتجاه نحو ايمان عالمي يخاطب العقول و المعارف الوضعية ، لا بد من التاكيد دوما على عالمية الايمان و علميته و موراده و مصادره لا سيما وانه دين الفطرة .و الابتعاد عن السرد غير العلمي للمعارف الايمانية و ان كانت مشهورة .
ان ادراك حقيقة وجود معرفة لا متناهية يعجز العقل و العلم عن الاحاطة التامة بها ، و ادراك حقيقة ان العقل و العلم ممكن ان يبلغا مستويات متطور للاحاطة بالمعارف اللامتناهية ، هذا الشكل من النظام القصوري- الكمالي ، العجزي - المقتدر ، سيدفع بالعقل الى الايمان و الى التطور الحقيقي نحو المعارف الحقة و الابتعاد عن الوهم الذي يشرعن بتصويرات تبدو انها عقلائية و علمية لطالما اخفقت في تبين الحقيقة و الخير .
ما يهمنا الان هو ظهور عجز واضح في المدركات العقلية الوضعية و الحاجة - كمتطلب من متطلبات التجريب و الخبرة الوضعية - الى الاعتقاد بقوى عليا وراء الظواهر ، و ليس هذا فقط يرجح كفة الشرائع السماوية على الاتجاه اللاايماني و انما يدفع و بقوة نحو عالم متناسق منسجمع يشعر بالانتماء .
لا ريب في عقلانية الشريعة و موافقتها للعقل و متطلباته ، و لا ريب ايضا ان الخير الحقيقي لا يعرفه الاالعالم واسع العلم المحيط بكل شيء وهو الله تعالى ، وان علمه تعالى محيط بالاشياء احاطة لا متناهية ، توجب التسليم .
هذه الامور كلها لا ريب فيها ، اضافة الى معرفة ان الايمان طريق قوي للتسليم لعدم احاطة العقل - بالسلوك العادي الغالب - بجميع جوانب و حقائق الظواهر و الاحكام ، وهذا ناتج عن لا تناهي علم الخالق و المشرع . لكن يمكن النظر الى ان عدم الاحاطة هذا ليس مطلقا و انما نسبي ، بمعنى انه مع الوقت و تطور العقل تنكشف الحقائق للعقل حتى تصل الى مرحلة متقدمة يوم القيامة و تصل الى مستوى عال في الحياة الاخروية .
ان هذا الفهم لتطور العقل و حقيقته يجعلنا نفهم مدى قصور المعرفة العقلية الدنيوية و مدى القصور في التناول الوضعي للامور .
ان هكذا فهم اضافة الى انه يؤكد حقيقة الايمان و علوها و ضرورة التسليم فانه ايضا يؤكد حقيقة العقل و الايمان به ، و يدفع نحو تطور اسمى للعقل لاجل اليقين لمن يريده بذلك الطريق .
من اهم ما يقدمه الفهم العقلي لظاهرة الماورائيات هو تسهيل طريق الايمان امام الانسان اللامؤمن بالاخرة ، مع انها تحتاج الى مقدمات قناعة و و تبصر ، بمعنى الحاجة الى نظرة اوسع ، لو اننا استعملنا النظرة الاوسع ، و التحرر شيئا ما من الدوافع القريبة ، و بمعية الحقائق العلمية فانه سرعان ما سيحقق الانسان الايمان الصحيح بالماورائيات الحقة. و لا بد من التاكيد ان من جواهر التوحيد هو معرفة الله تعالى بذاته ، وان كان التفكر بخلقه من طرق المعرفة ، كما ان التوحيد ليس فقط معرفة ان الله واحد ، و انما معرفة ان الله تعالى لا يحده عقل و لا يمكن تصوره ، وهذه المعرفة العالية وان لم تكن تكليفية الا ان لذة الوصول اليها امر في غاية الروعة و الخطورة .
من المهم في عصرنا المفتخر و الضاج بالعلم و العلمية من الا تجاه نحو تبيان العناصر العقلائية و العلمية في المعارف ، طبعا ليس بالادعاء بل بالمعرفة و التجلي . لا بد من الاتجاه نحو ايمان عالمي يخاطب العقول و المعارف الوضعية ، لا بد من التاكيد دوما على عالمية الايمان و علميته و موراده و مصادره لا سيما وانه دين الفطرة .و الابتعاد عن السرد غير العلمي للمعارف الايمانية و ان كانت مشهورة .
ان ادراك حقيقة وجود معرفة لا متناهية يعجز العقل و العلم عن الاحاطة التامة بها ، و ادراك حقيقة ان العقل و العلم ممكن ان يبلغا مستويات متطور للاحاطة بالمعارف اللامتناهية ، هذا الشكل من النظام القصوري- الكمالي ، العجزي - المقتدر ، سيدفع بالعقل الى الايمان و الى التطور الحقيقي نحو المعارف الحقة و الابتعاد عن الوهم الذي يشرعن بتصويرات تبدو انها عقلائية و علمية لطالما اخفقت في تبين الحقيقة و الخير .