مقاطعة اصوات الفرقة

لماذا يقتل المسلمون في بلدانهم ؟  لماذا كل هذا الاستخفاف بدماء المسلمين ؟  و لماذا تعطى حملات القتل صفة الطائفة ؟ و لماذا كل ما يضر بالمسلمين يوجه بانه ناتج عن طائفية ؟ وهل حملات التكفير و التشهير و التحقير تعطي ثمارا غير شرعنة قتل المسلمين ؟ و هل الاختلافات العقائدية بين المسلمين جديدة لكي تكون سببا لحملات القتل و التهجير ؟
ان اصوات الفرقة و كل ما يوجه التفكير الى الاختلافات و عدم التوافق و تخطئة الاخر و توهين معتقده ، في الوقت الحاضر لا تخدم الا تلك المخططات التي لا تثمر الا عن ضرر بالاسلام و المسلمين . ان كل من يؤكد على الاختلافات بين المسلمين و يحاول اظهارها الى السطح هو بوعي او بدون وعي يذكي تلك النار المظلمة . الهداية و بيان الحق و لا تستوجب كل هذه الانشقاق و التشرذم  بين المسلمين ، لقد تجاوزالامر كل ما يمكن تصوره من ضرر ، و ما عاد جائزا  الاشارة الى الاختلافات تحت اي ذريعة . و يجب ان يفهم توهين الاخر و تصغيره و تحقيره على انه مقدمة لابادته على الارض وشرعنة قتله و استباحته .
لدينا حضارية الخطاب  و ولاية الاسلام ، فاذا لم تكن اخوة الاسلام باعثة للمسلم على الترفق باخيه المسلم و مراعاة مشاعره ، فان حضارة الانسان المعاصر يجب ان تدفعه الى ذلك مع المسلم و غيره . ان التولي و التبري لا يستوجب احتقار المسلم و لا اهانته و لا التصغير من شانه ، و الانتصار للحق لا يتوقف على الطعن بما يراه الاخر ، بل هو ممكن و بشكل سلس بما يوافق ما هو عليه، و محاربة الضلال لا تستوجب احتقار الانسان و اهانة .
لا مبرر ابدا للاستخفاف بعواطف الاخرين ،  و ليس من الدين السلوك العنصري نحو المخالف في المعتقد ، ان الاصوات القائمة على هدم لحمة المسلمين بالطعن في الاخر و تحقيره و تصغيره و الاستهزاء بمشاعره و عواطفه بحجة الضلال و البدعة لا يتناسب ابدا مع روح الاسلام . عندما يعتقد ان الاخر على خطا فعلى الخطاب ان يكون على اعلى مستوى من التحضر و التمدن في  توصيل الرسالة اليه ، لا ان يكفر و يستباح دمه و ماله  ، فان ذلك  يكون صورة بشعة لحالة لاانسانية  وعنصرية ، الاسلام بريء منها.
ان هذه الاصوات التي لا تريد سوى الفرقة والتي تبرر افعالها بتبريرات متعددة على كل مسلم واع مقطعتها ، فان كانت قناة تلفزيونة فلا تشاهد و ان كانت اذاعة فلا تسمع و ان كانت صفحة على الانترنيت فلا تدخل ، يجب مقاطعة هذا الشكل من التطرف المريض  وعدم النقل عنهم و اهمالهم بالكلية .
ان عصرنا الحاضر ميز بين علوم الدين و الافكار ، و من الواضح ان كثيرا من الافكار التي اقحمت في الدين  لم تكن بطرق علمية و انما استحسانات و تقليد اعمى ، ادى الى ظهور حالات تطرف تستسيغ قتل المسلمين بحجج واهية . ولقد اعطى هؤلاء الذريعة الكافية لاعداء الدين لتوهينه و التصغير من شانه ، فلا بد لكل مسلم  من مواجهة هذا التشويه لاسلامنا الانساني الحضاري الجميل .