نحو اسلام عالمي في عصر العولمة

من الخطا فهم الفتوحات الاسلامية على انها توسيع للدولة الاسلامية ، بل هي في جوهرها شكل من اشكال  التعريف بالاسلام و نشر التعاليم، و حينما كان الطريق الامثل لذلك هو بالفتوحات ، فان عدم توفر هذا الشكل حاليا يحتم اللجوء الى سبل اخرى و اشكال اخرى من نشر المعلومة و ايصالها الى ابعد مكان . و من الظاهر ان العولمة توفر ارضا خصبة لهكذا توجه .
من الواضح ان العالمية متاصلة في الاسلام و ان النصوص و سيرة المسلمين دالة و بما لا يقبل الشك ان هذا الدين هو دين لكافة الناس و غير مختص بامة منهم ، و لذلك فكل محاولة لجعل لدين محليا امر مخالف للحقيقة و فيه اغراض واضحة السوء .
بينما نجد العالم يتجه نحو العولمة في كل شيء كل شيء حتى ابسط ما نتصوره ، فانا نجد  في الوقت نفسه تاكيدا متعدد المصادر على محلية الدين و على انه شكل من اشكال الثقافة المحلية و على انه تجربة شعبية ، و هذا من الغرائب و الاخطاء ، و متى كان الدين محليا ؟ و متى كانت دعوة الاديان محلية ؟
حينما كان الناس محليين و كانت الثقافة محلية ، كانت هناك دعوة الى  فصل الدين عن السياسة  طبعالاغراض واضحة ،  و الان في عصر العولمة و حينما اصبح الناس عالميين و اصبح العالم قرية صغيرة  و اصبحت الثقافات عالمية ، نجد دعوة مغرضة تدعي ان الدين امر محلي و ظاهرة محلية ، لذلك يجعلون الدين في قبال ما تطرحه العولمة من مفاهيم ، و ربما يساعد ذلك مظاهر الخوف الخطائية عند البعض من العولمة بانها بالضد من الهوية الثقافية . وكل هذا سلوك خاطئ جدا ، و لطالما ثبت في النصوص ان الامام عليه السلام اذا ظهر راها كل الناس و اذا تحدث سمعه كل الناس و ان الصيحة يسمعها كل الناس ، اين نحن من هذا الوعي العالمي للمعارف و المعلومات ؟
من الواضح جدا انه ما عاد كافيا الطرق التقليدية في نشر التعاليم و تعريف الناس بالوصايا الالهية ، بل لا بد من تجاوز المحلية و بقوة و بسرعة ، و الاهتمام الكامل بما يطرح من تصورات عالمية نحو الاسلام و المسلمين ، و تكوين مؤسسات عالمية بلغة عالمية و بشكل عالمي و بالكثرة الكافية توصل الصورة الصحيح للاسلام الى العالم و توضح موطن الخطا في كل تصور خاطئ عنه .
نحن بحاجة ماسة الى كم هائل من المؤسسات التي تتكلم بلغة عالمية و تطرح النصوص الثابتة بلغة عالمية و التي تستخدم الوسائل العالمية ، لاجل تحقيق شكل جديد من التعريف بالاسلام ، و عدم ترك المجال للاعلام المضلل لتسويق صورة مشوهة عن الاسلام لا تسعى الا لاجل ابعاد الناس عنه . اننا نفهم جيدا ان كل تلك الحركة العالمية لاظهار صورة غير صحيحة عن الاسلام هو لاجل ابعاد الناس عن الاسلام الحقيق ، لانهم ادركوا ان الناس لو اطلعوا على تعاليم الاسلام الحقيقية و معارفه الحقيقة فانهم سيجدونه الدين الحق ، فلا بد ان نكون بالوعي الكافي و بالمعرفة الكافية باننا في عصر العولمة و الثقافات العولماتية و ليس المحلية ، فلا بد ان تكون وسائلنا بمستوى هذا التحدي .