النور (1،2)






(1)
في باحة من الألوان الساجدة كان نورك ، و كانت الكلمة ، و كنت نهرا فيّاضا يهزم الزمان ، و  عيدا حتى تنتهي الكلمات ، و كيف تنتهي الكلمات ؟  قال كن صوتي و رحمتي ، فانشدتِ  السماوات للفجر ، لقد سمعتُ تراتيلها ، كم كانت عذبة   ؟  حينها تنزلت الترانيم والملائكة في ليلة بحجم الدهر بحجم انتظارات السنين  ، تملأ الكون نداء ، تحكي قصة براقة كالنسيم .   على يديك رأتِ البسيطة لونها ، على يديك كان السبيل ، و كان شلال ضوء ،  كلها اليك ، فكنت ربيعا يأسر عرش التواريخ   ، أاحمد ، أحمد ، سيد البسمة الشاهقة . هكذا أنا اذوب في حبك   كقطرة ماء في بحر عذب ، يا ايها البحر العذب ، يا سر الكون  ، من يديك فاضت الينابيع الحنونة و منك بدأت حكاية النور .
(2)
 يا سرّ الكون  ، قلت انظروا هذه ارض ، وهذه سماء   ، وهذا مني  ، عليّ نقي ، قد رأى و  أطل بقلب واسع.   في صدره  سكنت الحقيقة ، ليس من شمس غيره .  فقام و قال للزمن تعال الي  ، ايتها الرياح   ، ايتها الوجوه  ، تعالي الي فهنا بهجة وضياء . أ ترى تلك الربوة ؟ و تلك الواحة ، و رعشة بين خافقي النجوم ؟  أ لا ترى الينابيع الصافية؟ ، جبال من الصبر و  الهم ، عوالم من الحب ، لكنّ الرمال تنادي بلا انتهاء نحو السراب الكئيب . فكان وحيدا ، و كان غريبا ،   لن يكون هناك خذلان  في جدائل الشمس كما كان ، ايتها الارض الجحود لقد خذلتِ بلا انتهاء . كم كنت ارنو نحو الصباحات وهي تتراقص مبتهجة و العمى الكوني يلتحفه الوهم .  فعادت يداها خائبة بلا سبيل تهرق الدماء   في ساعات طويلة لا تفيق ، الا متى تفيق ، هنا جرح هنا انتظار .