(1)
في باحة من الألوان
الساجدة كان نورك ، و كانت الكلمة ، و كنت نهرا فيّاضا يهزم الزمان ، و عيدا حتى تنتهي الكلمات ، و كيف تنتهي الكلمات ؟
قال كن صوتي و رحمتي ، فانشدتِ السماوات للفجر ، لقد سمعتُ تراتيلها ، كم كانت
عذبة ؟ حينها
تنزلت الترانيم والملائكة في ليلة بحجم الدهر بحجم انتظارات السنين ، تملأ الكون نداء ، تحكي قصة براقة كالنسيم . على يديك رأتِ البسيطة لونها ، على يديك كان السبيل
، و كان شلال ضوء ، كلها اليك ، فكنت ربيعا
يأسر عرش التواريخ ، أاحمد ، أحمد ، سيد البسمة الشاهقة . هكذا أنا
اذوب في حبك كقطرة ماء في بحر عذب ، يا
ايها البحر العذب ، يا سر الكون ،
من يديك فاضت الينابيع
الحنونة و منك بدأت حكاية النور .
(2)
يا سرّ الكون ، قلت انظروا
هذه ارض ، وهذه سماء ، وهذا مني
، عليّ نقي ، قد رأى و أطل بقلب
واسع. في صدره
سكنت الحقيقة ، ليس من شمس غيره . فقام و قال للزمن تعال الي ، ايتها الرياح ، ايتها
الوجوه ، تعالي الي فهنا بهجة وضياء . أ ترى
تلك الربوة ؟ و تلك الواحة ، و رعشة بين خافقي النجوم ؟ أ لا ترى الينابيع الصافية؟ ، جبال من الصبر و الهم ، عوالم من الحب ، لكنّ الرمال تنادي بلا
انتهاء نحو السراب الكئيب . فكان وحيدا ، و كان غريبا ، لن يكون هناك خذلان في جدائل الشمس كما كان ، ايتها الارض الجحود
لقد خذلتِ بلا انتهاء . كم كنت ارنو نحو الصباحات وهي تتراقص مبتهجة و العمى
الكوني يلتحفه الوهم . فعادت يداها
خائبة بلا سبيل تهرق الدماء في ساعات طويلة لا تفيق ، الا متى تفيق ، هنا
جرح هنا انتظار .