شعر : الكأس










سأعود يوما ، أمشي فوق بساط البهجة كأروع حكاية للنجوم البعيدة ، أطلّ من مركبةٍ براقة كلون الريح ، في يدي مرايا باسمة  و حديقة غنّاء  . ألا ترى  ضحكات العنبر تأسر قلوب العاشقين ؟ أنا أرى ذلك بوضوح  .  سأعود حتما ، و لوطني وجه نضِر بسّام ، وللفرات عينان كحليتان و ثياب زاهية كالتي يرتديها عريس هندي  . ألا تسمع  الكرنفالات التي تسبح في مياهه الصاخبة  ؟  أنا أسمع ذلك بقوة ، و أحس بها قريبة مني ،  أقرب من حروفي هذه . أجل سأعود ، و لشعبي أماس مضيئة  و نهارات رقيقة كحبات العنب ، لن تجد حينها أثراً لهذا الرماد ، ولا لهذه الظلال المرّة  و القلوب الحجرية ، لقد ذهبت كلها تبحث عن زوايا مظلمة تتنفس فيها بدايات غروبها المفرح . حينها ، لا شيء سوى حكايات الضوء البهيجة ،  ألا ترى الشمس عذبة كالنسيم ، تجلس كل يوم عند بداية ذلك الزقاق ؟  كان الوقت عصرا ، غريب أنك لا ترى ذلك ؟   أنا لا أقول هذا لأنني واهم كبير ،  أنا أقول ذلك لأنني أراه  ، أجل أنا أراه بقوة  ، لأننا شعب مظلوم ، شرب من كأس الصبر كثيرا .