سأعود يوما ، أمشي فوق بساط البهجة كأروع حكاية للنجوم
البعيدة ، أطلّ من مركبةٍ براقة كلون الريح ، في يدي مرايا باسمة و حديقة غنّاء
. ألا ترى ضحكات العنبر تأسر قلوب
العاشقين ؟ أنا أرى ذلك بوضوح . سأعود حتما ، و لوطني وجه نضِر بسّام ، وللفرات
عينان كحليتان و ثياب زاهية كالتي يرتديها عريس هندي . ألا تسمع
الكرنفالات التي تسبح في مياهه الصاخبة
؟ أنا أسمع ذلك بقوة ، و أحس بها
قريبة مني ، أقرب من حروفي هذه . أجل
سأعود ، و لشعبي أماس مضيئة و نهارات
رقيقة كحبات العنب ، لن تجد حينها أثراً لهذا الرماد ، ولا لهذه الظلال المرّة و القلوب الحجرية ، لقد ذهبت كلها تبحث عن زوايا
مظلمة تتنفس فيها بدايات غروبها المفرح . حينها ، لا شيء سوى حكايات الضوء البهيجة
، ألا ترى الشمس عذبة كالنسيم ، تجلس كل
يوم عند بداية ذلك الزقاق ؟ كان الوقت
عصرا ، غريب أنك لا ترى ذلك ؟ أنا لا
أقول هذا لأنني واهم كبير ، أنا أقول ذلك لأنني
أراه ، أجل أنا أراه بقوة ، لأننا شعب مظلوم ، شرب من كأس الصبر كثيرا .
شعر : الكأس
