عصير صيفي



سردية تعبيرية ؛ قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات، نص ثلاثي الابعاد( لغة تجسيمية راسمة )، تعابير مترادفة ( فسيفسائية) 





وطني يقف هناك  حاسر الرأس كعصير صيفي ، وسط أرض مرّة  يزرع قمحا وصمتاً . يداه متعبتان ، أنا أسمع صوته بوضوح ينشد للربيع وقبّرات الحقل  أنّ هنا عشبة و ماء . لكنك كما ترى  ما من عشبة و لا ماء . العيون العظيمة  ذات الرموش الطويلة  كلها قد اصطفت كفرقة موسيقية ، بأفواه جذابة بحجم السنين الزاهية ، لم تبق من جسده أثراً ، يا لوطني المسكين.
 حينما اتّكأ على الظلّ خانته أعواد الخشب ، و حينما نظر الى وجهه في النهر ، غطّى مياهه بجلباب خشن كليلة شتاء باردة .  حتى الطيور راحت تبتعد حاملة حقائبها على ظهرها فرحة كتلاميذ ذاهبين الى المدرسة . يا للغرابة  تترك غيوم القمح و تتساقط  كفراشات حالمة بين يدي أرض تصنع من ريشها وسادة .
  عجبا لهذا العالم كيف أتقن سرقة دمي ، يتمشّى مزهوا فوق خشبة المسرح على أربعة أرجل ، ينادى بصوت جهوري رائع أنّ العدل كوكب ناعس وأنّ   الحرية لوحة فريدة لمقاتل قديم .  يخبرني أنّ المساء  حكاية غضّة في زواياها دموع الريح  و أطفال من ثلج . هكذا أقتل ببرود ، رأسي تحت الرمل كنعامة  الصيادين السمر .  أقف هناك  كعصير صيفي وسط أرض مرّة  مدهوشا لبراعة الجميع .