حينما عدت الى يدي الناعسة و جدتها حقولا برية تبحر في الهدوء كفراشات الربيع . كانت تلوّح للوهج القاتم . يا للفجيعة ، لقد رأيتها بعينيّ هاتين وهي تذوب في طرقات بلا نكهة . كانت تذوب أمام عينيّ بلا رحمة . هكذا تذوب كنجمة سمراء بلّلها المطر . الآن بدأت أعرف كم هو قاسٍ وجهك الودود ذو الابتسامة العريضة .
أيتها الأيام الشاحبة ، وجهك الباسم ينسلّ من بين يدي
كقطّ ثقيل ، يا لأوراقه المتساقطة في عمى يأسر المكان . أنا
لا أنكر بهجة الأعياد الهندية و ألوانها الفرحة . أنا
لا أنكر عمق مًن صنع مصيره بيده . أنا فقط أريد أن أقول شيئا : ما
هكذا رأيت الرياح الحنونة وهي تحملني نحو رمال بنيّة . حينها
كنت طفلاً أغرق في النسيم .
سأعود مع العصافير أعدّ اشجار الخريف ، ليتك تتذكر عطرها
الندي ، و تلك الرمال ، ليتك تعلم انّ قلب الخريف من رمل ، و أنه بساط سحري
يعشق القمر . أتراك تجيد السير على ركيتين
عاريتين ؟ أتراك تجيد لفظ الاسماء الباسلة ؟ ألم تعلم أنني هنا
منذ عصور ، منذ أن التقيت بك في مرآة صدئة . يا
للضوء البراق ، يا للنقاء الذي تحدثني عنها الجنيات الطيبة .
·
نص
تجريدي