أنا فلاح قديم ، لا أرى صورتي الا على وجه الماء ، هناك في ساقيتنا الحبيبة. لقد كانت صغيرة بقدر حلمي البريء ، تحدثني عن وجه آخر للشمس ، حينها كنت طفلا أذوب في ألوان الفراشات ، و أعد اغصان الريح برفق . يا للصفاء الذي سرقوه ، لقد أخذوا غصن زيتونتنا الناعم ، صنعوا منه قذيفة و موتا ، ثم أخبروني أنني مجرم خطير أزرع الزيتون .
أجل ، هكذا بلا كلل سأردّد أغنيات الطيور ، انظر هل ترى في حكاياتها وهما ؟ لن آبه لوجه العالم الوقح ، لقد ملأوا الفضاء كذبا ، قالوا : لنا اقدام نحاسية ، انظر هل ترى هناك شيئا غير الخواء ؟ ، يا للمدنية العوراء .
متى تتعلمين صوت الزهر؟ ها أنا اسمعه يردد : لن تجد الريح الموحشة مكانا في مساماتي ، فأنا طائر حرّ ، أعشق رائحة الطين و أحبّ أن تلفح شمس الظهيرة وجهي ، ربما لأن أبي زرعني مع حبّة قمح في بستاننا الصغير .
* قصيدة متعددة الاصوات ؛ شعر بوليفوني