( القنفذ البنيّ )




حينما رآني أخذ يبتسم ، ذلك القنفذ البنيّ ،  لقد ذُهِلتَ ، لم أتوقّع منه هكذا وضوح  ، فالأشياء البنيّة عميقة  .
كان سمّاكاً ماهرا ، لديه شبكة من فضّة ، قد ورثها من أجداده القدامى ، لكنّه أخبرني أنّه لا يحبّ السمك ، و كلّ ما يفعله ، أنه يصبغ الأسماك  بالفضّة ، و يرميها الى الجانب الآخر من البحر ، حيث تغرب الشمس ، كان يحبّ الغروب و يحبّ الشمس . لقد أخبرني أنّ الشمس عند الغروب تصير قريبة من البحر ،  فتلتقط الأسماك كما يفعل الدببة .
لقد أدخلني  بيته العامر ، كان جحراً   ، يا له من جحر بارد ، التراب رطِب ، له جيران ودودون ، و ناعمون كأوراق الليمون ، لقد  أجلسني على طاولة قديمة مصنوعة من عظام الهدهد ، كان يجيد السحر ، إنه ساحر ماهر ،  له زوجة و أطفال سحرة ، في البداية سخروا منّي ، لأنني أرتدي ثياباً براقة  ، قالوا لي كن بنيّاً عميقا  ، بعدها حوّلوني الى سمكة  فّضية ذات جناحين رشيقين ، ثم  رموا بي الى الضفّة الأخرى ، حيث مغرب الشمس  ، كنت مبتهجاً رغم أنني لا أحب السمك و لا الغروب . أجل لطالما حلمتُ أني أطير في فضاء غريب ، لكنْ لم يخطر ببالي يوما أني سأكون وجبة طعام فضّية   للشمس .




 (السردية التعبيرية )  ( 3\6\2015  )