حينما رآني أخذ يبتسم ، ذلك القنفذ البنيّ ، لقد ذُهِلتَ ، لم أتوقّع منه هكذا وضوح ، فالأشياء البنيّة عميقة .
كان سمّاكاً ماهرا ، لديه شبكة من فضّة ، قد ورثها من أجداده
القدامى ، لكنّه أخبرني أنّه لا يحبّ السمك ، و كلّ ما يفعله ، أنه يصبغ الأسماك بالفضّة ، و يرميها الى الجانب الآخر من البحر
، حيث تغرب الشمس ، كان يحبّ الغروب و يحبّ الشمس . لقد أخبرني أنّ الشمس عند
الغروب تصير قريبة من البحر ، فتلتقط الأسماك
كما يفعل الدببة .
لقد أدخلني بيته
العامر ، كان جحراً ، يا له من جحر بارد
، التراب رطِب ، له جيران ودودون ، و ناعمون كأوراق الليمون ، لقد أجلسني على طاولة قديمة مصنوعة من عظام الهدهد
، كان يجيد السحر ، إنه ساحر ماهر ، له
زوجة و أطفال سحرة ، في البداية سخروا منّي ، لأنني أرتدي ثياباً براقة ، قالوا لي كن بنيّاً عميقا ، بعدها حوّلوني الى سمكة فّضية ذات جناحين رشيقين ، ثم رموا بي الى الضفّة الأخرى ، حيث مغرب
الشمس ، كنت مبتهجاً رغم أنني لا أحب
السمك و لا الغروب . أجل لطالما حلمتُ أني أطير في فضاء غريب ، لكنْ لم يخطر ببالي
يوما أني سأكون وجبة طعام فضّية للشمس .