قال الله تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). وقال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). وقال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ). وقال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). فإطاعة رسول الله صلى الله عليه واله اي الانتهاء اليه ووجوبها من الضرورة الدينية.
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
منكم). وقال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا) وهو مطلق يفسر بما تقدم شاملا لأولي الامر. وقال تعالى (وَإِذَا
جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فطاعة ولي الامر واجبة وهي الانتهاء الى قوله وهذا
قطعي.
ولولي الامر صفات توجبها حكمة
التشريع و احاطته لقطع التردد والتعلل والاختلاف منها ان يكون مؤمنا عدلا لقوله
تعالى (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ
لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )، وان يكون عالما بالله ورسوله قال تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، وهو العالم بالكتاب قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ )، وان يكون هاديا قال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ
أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى ) والهادي يتصف بما تقدم
من الايمان و التقوى و العلم. وان يكون ولي الامر الاقرب للنبي صلى الله عليه و
اله قال تعالى (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ
اللَّهِ) ، وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى
الْعَالَمِين، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) والآية الاخير تثبت مبدأ
الاصطفاء اي التعيين من الله وهو المصدق بالإحاطة و العلم و النصوص القرانية في
الاختيار و الامر قال تعالى ( لَيْسَ لَكَ
مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) وقال تعالى (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ )
و قال تعالى (رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.
مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ.) وايضا يصدقه كونه هو الجاعل الائمة والخلفاء في
القران قال تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً) وقال تعالى (قَالَ
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وقال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
وهو مشبه لقوله تعالى في الرسل (وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
ان تلك الصفات التي ذكرناها والمصدق
بالفطرة قد جمعتها السنة القطعية لأهل البيت صلوات الله عليهم الذين قرن ذكرهم صلى
الله عليه وآله بذكره، وخصتهم بها النصوص الموجبة للعلم باثني عشر خليفة، الثابت
حقا والمصدق مطلقا انهم بجعل من الله واختيار منه، وعلى ذلك دلالة العقل حيث انه
لا بد لهذا العلم الاجمالي بالولي المفترض الطاعة من ان يحل الى علم تفصيلي والا
عطل. ولدينا معرفة عليها من الشواهد ما يوجب الاطمئنان وأكثر فوجب اعتمادها واعتقادها،
واما القول ان الامر يدور بين التعيين واللا تعيين والاصل عدمه فهو نفي لذلك العلم
المتحقق وقول بلا شاهد ولا مصدق بل خلاف القران الفارض طاعة ولي الامر والدال على
سنن الجعل والاختيار الالهي في الامام والخليفة وان الامر في ذلك لله وليس لغيره.