استفت
قلبك
رسالة
في الوجدان الشرعي
أنور
غني الموسوي
استفت
قلبك
رسالة
في الوجدان الشرعي
أنور
غني الموسوي
دار
اقواس للنشر
العراق
1442
المحتويات
المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين.
ربنا اغفر لنا ولاخواننا المؤمنين.
اذكر
هنا احاديث مصدقة تنص على اعتماد الوجدان في تمييز المعرفة الشرعية، الامر الذي له
شاهد ومصدق من القران والسنة والمعارف العقلائية.
الايات
ان
الكثير من الايات القرانية يظهر واضحا الارتكاز فيها على ما لدى الانسان من فطرة
ووجدان وعرف، ويكفي في تبين حقيقة ذلك
انها لم تبين الموضوعات العرفية التي امرت بها بل اوكلت معانيها الى ما هو معروف
عند الناس مع انها اوامر شرعية وموضوعات لتكاليف شرعية.
الاية
الاولى
فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
[الروم/30]
الاية
الثانية
الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [الزمر/18]
الاية
الثالثة
وَإِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا
بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/28]
الاية
الرابعة
بَلِ
الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
[القيامة/14]
الاية
الخامسة
إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ [النحل/90]
الاية
السادسة
وَمَنْ
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ [النور/21]
الاية
السابعة
وَإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم/4]
الاية
الثامنة
خُذِ
الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ [الأعراف/199]
الاية
التاسعة
قَوْلٌ
مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [البقرة/263]
الاية
العاشرة
وَلَا
يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة/12]
الآية الحادية عشرة
صِبْغَةَ
اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ [البقرة/138] تعليق هذا ارتكاز على الحسن
العقلائي الفطري.
الآية الثانية عشرة
وَمَنْ
أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [النساء/125]
الآية الثالثة عشرة
وَلَا
تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الأنعام/152]
الآية الخامسة عشرة
نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف/3]
الآية السادسة عشرة
وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل/125]
الآية السابعة عشرة
وَقُلْ
لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء/53]
الآية الثامنة والعشرون
وَكَمْ
أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا [مريم/74]
الآية التاسعة عشرة
ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ
[المؤمنون/96]
الآية العشرون
وَلَا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت/46]
الآية الحادية والعشرون
الَّذِي
أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [السجدة/7]
الآية الثانية والعشرون
اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ [الزمر/23]
الآية الثانية والعشرون
وَاتَّبِعُوا
أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الزمر/55]
الآية الثالثة والعشرون
وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي
مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت/33]
الآية الرابعة والعشرون
لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين/4]
الاية الخامسة والعشرون
لَا
أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (*) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ [القيامة/1، 2]
الاحاديث
هنا
نورد الاحاديث الصحيحة المحكمة متنا التي نصت على اعتماد الوجدان الانساني الشرعي
في تبين الاوامر و التكاليف.
الحديث
الاول
عَنْ وَابِصَةَ الأَسَدِىِّ قَالَ
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لاَ
أَدَعَ شَيْئاً مِنَ الْبِرِّ وَالإِثْمِ إِلاَّ سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَدَنَوْتُ
مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ « يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ أَوْ
تَسْأَلُنِى ». قُلْتُ لاَ بَلْ أَخْبِرْنِى. فَقَالَ « جِئْتَ تَسْأَلُنِى عَنِ
الْبِرِّ وَالإِثْمِ ». فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ
بِهِنَّ فِى صَدْرِى وَيَقُولُ « يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ
نَفْسَكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ
وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِى الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ
النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ». مسند احمد
الحديث
الثاني
(
استفت نفسك وإن أفتاك المفتون) حلية
الاولياء عن واثلة.
الحديث
الثالث
(البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت ان
يطلع الناس عليه) مسند احمد عن النواس.
الحديث
الرابع
(قلت
يا رسول الله اخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صللى الله عليه وسلم
البصر في وصوب فقال النبي صلى الله عليه و سلم البر ما سكنت اليه النفس واطمأن
اليه القلب والاثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن اليه القلب وان افتاك المفتون)
الورع لاحمد عن ابي ثعلبة.
الحديث
الخامس
(سأل
رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإثم ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » . قال :
فما الإيمان ؟ قال : « إذا ساءتك سيئتك ، وسرتك حسنتك فأنت مؤمن » مسند ابن
المبارك عن ابي امامة.
الحديث
السادس
(
إِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ
أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا
أَوْلَاكُمْ بِهِ وَإِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ
وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ
فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ) احمد عن ابي اسيد.
الحديث السابع
(
جئت تسأل عن البر والاثم، قال: نعم، فضرب بيده على صدره ثم قال: يا وابصة البر ما
اطمأنت به النفس، والبر ما اطمأن به الصدر، والاثم ما تردد في الصدر وجال في
القلب، وإن أفتاك الناس وأفتوك.) قرب الاسناد عن معمر.
الحديث
الثامن
(
إن وضح لك أمر فاقبله ، وإلا فاسكت تسلم ، ورد علمه إلى الله ، فانك أوسع مما بين
السماء والارض .) كتاب سليم.
الحديث
التاسع
(
ما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات الله
عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه
وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل
محمد عليهم السلام.) البصائر عن جابر الجعفي.
الحديث
العاشر
( أن وابصة
بن معبد الاسدي أتاه وقال في نفسه: لا أدع من البر والاثم شيئا إلا سألته، فلما
أتاه قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة عن سؤال رسول الله، فقال النبي (صلى الله
عليه وآله): دعوا وابصة، ادن فدنوت ، فقال: تسأل عما جئت له أم أخبرك ؟ قال:
أخبرني، قال: جئت تسأل عن البر والاثم، قال: نعم فضرب يده على صدره ثم
قال: البر ما اطمأنت إليه النفس والبر ما اطمأن إليه الصدر، والاثم ما تردد في
الصدر وجال في القلب، وإن أفتاك الناس وإن أفتوك.)
الخرائج.
الحديث
الحادي عشر
النَّوَّاس بْنَ سَمْعَانَ
الأَنْصَارِىَّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَنِ
الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ « الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ
فِى صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ». مسند احمد
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ
قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- عَنِ الْبِرِّ
وَالإِثْمِ فَقَالَ « الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ والإِثْمُ مَا حَاكَ فِى نَفْسِكَ
وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ ». مسند احمد
الحديث
الثاني عشر
عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ
الأَنْصَارِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ « ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا
وَدَاعِى يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، وْالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ وَذَلِكَ
الدَّاعِى عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِى
مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِى قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ». مسند احمد
الحديث الثالث عشر
الْخُشَنِىَّ
قال قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى بِمَا يَحِلُّ لِى وَيُحَرَّمُ
عَلَىَّ. قَالَ فَصَعَّدَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- وَصَوَّبَ فِىَّ
النَّظَرَ فَقَالَ « الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ
إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ
يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ ». مسند
احمد
الحديث
الرابع عشر
عَنْ
أَبِى عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِىِّ قَالَ سَمِعْتُ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ
صَاحِبَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ جِئْتُ إِلَى النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وآله وسلم- أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ « جِئْتَ
تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ ». فَقُلْتُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا
جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ غَيْرِهِ. فَقَالَ « الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ
صَدْرُكَ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ ».
مسند احمد
الحديث
الخامس عشر
عَنْ
وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله
وسلم- وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لاَ أَدَعَ شَيْئاً مِنَ الْبِرِّ وَالإِثْمِ إِلاَّ
سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِى رُكْبَتَهُ فَقَالَ
« يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُنِى عَنْهُ أَوْ تَسْأَلُنِى ».
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِى. قَالَ « جِئْتَ تَسْأَلُنِى عَنِ
الْبِرِّ وَالإِثْمِ ». قُلْتُ نَعَمْ فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الثَلاَثَ فَجَعَلَ
يَنْكُتُ بِهَا فِى صَدْرِى وَيَقُولُ « يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ
الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ
وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى الْقَلْبِ وَتَرَدَّدَ فِى الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ
النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ». مسند احمد
الحديث
السادس عشر
مسند
احمد: أبو أُمَامَةَ قال سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وآله وسلم-
فَقَالَ مَا الإِثْمُ فَقَالَ « إِذَا حَكَّ فِى نَفْسِكَ شَىْءٌ فَدَعْهُ ».
قَالَ فَمَا الإِيمَانُ قَالَ « إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ وَسَرَّتْكَ
حَسَنَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ».
الحديث
السابع عشر
مسند
احمد: ثَوْبَانَ قال قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا .
الحديث
الثامن عشر
مسند
احمد: ابو الحوراء قال قلت للحسن بن على ما تذكر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال كان يقول دع ما يريبك إلى مالا يريبك فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة.
الحديث
التاسع عشر
سنن البيهقي عن ابن
مسعود قال قال رجل للنبى صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله كيف اعلم إذا احسنت
وإذا اسأت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعت جيرانك يقولون قد احسنت
فقد احسنت وإذا سمعتهم يقولون قد اسأت فقد اسأت.
الحديث العشرون
سنن
البيهقي: عن النواس بن سمعان الانصاري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن البر والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه
الناس.
الحديث الحادي والعشرون
عن
ابن مسعود قال قال رجل للنبى صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله كيف اعلم إذا احسنت
وإذا اسأت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعت جيرانك يقولون قد احسنت فقد
احسنت وإذا سمعتهم يقولون قد اسأت فقد اسأت. بيهقي
خاتمة
الموضع
الاول
الوجدان
هو معارف راسخة تكون اساسا لتعامل الانسان مع الخارج، والوجدان من الالات والادوات
الكفوءة والعظيمة في انجازها في الانسان. ومع ان الوجدان ينمو ويتطور بمعطيات
الخارج الا ان فيه صفة الانتقاء العقلي الاخلاقي الذي لا يقبل الا بما هو واقعي و
منتظم ومتسق ومتوافق، لذلك لا تجد تناقضات ولا شكوك ولا شبهات في الوجدان كما انه
متوازن اضافة الى كونه كفوء. و الوجدان من جهة كونه نتاج العقل البشري فانه يشتمل
على خاصية التمييز اضافة الى التعامل. فالوجدان الة تعامل مع الخارج والة حكم
عليه. والوجدان واحد من حيث المعرفة الا انه يتوزع على الاختصاصات بتلون جزئي،
فالوجدان هو مجموعة وجدانات وكلها واحد من حيث التوافق والاتصافات المشتركة
بالعقلائية والاخلاقية والواقعية لذلك فكل معرف البشر تتصف بالعقلانية والاخلاقية
والواقعية مهما كان نوعها ومنها الشرع.
الوضع
الثاني
الوجدان
الشرعي والوجدان الانساني
الوجدان
هو معارف عميقة راسخة ارتكازية في الانسان في تعامله مع الخارج فهما وتحليلا
وحكما، وهو نتاج تراكم معارف منتقاة عقليا واخلاقيا لذلك فهو يتميز بالنقاء مهما
اختلطت المعطيات الخارجية لانه يعتمد الانتقاء العقلي في المعرفة. لذلك فالوجدان
الانساني واحد مهما اختلفت الظروف والبيئات و الثقافات وهذا ظاهر وجدانا و واقعا.
اضافة
الى كون الوجدان اداة للتعامل و التمييز وتحليل المعطيات فان فيه صفة مهمة اخرى
وهي امكانية الحكم العقلي الاخلاقي على الاشياء واخلاقية الوجدان هذه تمكنه من
الحكم وتمييز المعطيات الخاصة بالانظمة المتقومة بالاخلاق.
ان
كل ما له تسلط على الانسان وحركته وحريته يشترط العقل فيه والوجدان بعدا اخلاقيا
وهذا مطلوب وجدانا وعقلا في جميع المعارف حتى الاحكام الجزئية. وسواء ورد نص خاص
ام لا يخصص وجدانية المعارف الشرعية كليها او جزئيها فان الحكم الوجداني عليها امر
واقع . و الوجدان الذي يرجع اليه في الشرع هو ذلك الوجدان الانساني النقي غير
المتحيز، وهو معروف وواحد و الاخلال به واضح ليس للاخرين بل للشخص نفسه. وان من
اهم عامل ضعف الحكم الوجداني هو التحيز الفكري، والتحيز الفكري لا يخل بالوجدان بل
يضعف دوره في حياة الانسان، لذلك فان كل انسان مهما كان تفكيره اذا رجع الى وجدانه
فانه سيتفق مع غيره، ومن هنا يمكن ان يكون الوجدان عامل وحدة من دون توجيه وتدخل
فكري. ومن هذا الوجدان الانساني يمكن تمييز وافراز وجدان جزئي منتمي اليه متصل به
هو الوجدان الشرعي. فالعلاقة بين الوجدان الشرعي الوجدان الانساني ليست علاقة
تقابل بل علاقة الجزء بالكل فالوجدان الشرعي جزء من الوجدان الانساني.
الوضع
الثالث
الفقه
من الاصطلاح الى الوجدان
لا
بد اولا من القول ان علم الفقه هو علم اختصاصي له مصطلحاته الخاصة و له بناؤه
اللغوي الخاص.
ولا
بد من الاعتراف ان علم الفقه بمصطلحاته ليس الدين لان الدين هو معارف القران و
السنة وهي ليست اختصاصية و ليس فيها شيء اصطلاحي. و في الحقيقة الحاجة الى المصطلح
في فقه الدين امر غير واضح وادى الى امور اضافة الى المدرسية و التمذهب و
الطوائفية فانه ادى الى نوع من العزل بين معارف الدين و معارف الفقه، و انتقل
الفقه من عمل بالدليل الى عمل بالمصطلح لذلك ما عاد الفقهاء يجوزون لغير الفقيه او
المجتهد الكلام في ادلة الفقه وهذا منطقي من حيث النتيجة لكنه غير منطقي من حيث
حقيقة الفقه. فحينما وضع الفقهاء الاصطلاح في الفقه صار خاصا ونخبويا و اختصاصيا
فيكون من المنطقي ان يعزل من ليس ممتلكا للمصطلح عن ساحة النقاش، بينما الفقه
حقيقة هو فهم الدليل او النص وهذا امر وجداني عرفي عقلائية عام ليس اختصاصيا و لا
اصطلاحيا و ليس خاص بمجموعة او نخبة.
ليس
وظيفة علم الفقه صناعة عالم من المصطلح و انما وظيفة الفقهاء تقريب الادلة و
المعارف الى الناس، اي بعبارة اخرى وظيفة الفقهاء هو تخليص الشريعة من المصطلحات و
الغاء اي مصطلح بل و تذليل كل عقبة امام اي درجة من قوة الفهم و جعل معارف الدين
الدليلة و المدلولية معارف عرفية عادية عامة بسيطة . فوظيفة الفقهاء المفترضة
توسيع دائرة الفهم للنص بحيث بمساعدتهم و بتدخلهم يكون اكبر قدر من الناس قادرين
على فهم النص لكن حصل هو ان الفقهاء ضيقوا دائرة الفهم وقللوا عد الذين يمكنهم فهم
النص فصار مختصا بجماعة قليلة جدا و على الاخرين ان يرجعوا اليهم في معارف الدين وهذا
غريب جدا.
لا
بد من ارجاع معارف الدين كلها دليليها و مدلوليها الى ساحة الوجدان و عرف العقلاء
في التناول و الافادة و الاستفادة و تخليص عالم فقه الشريعة من اي مصطلح مهما كان
بل الاعتماد كله على الوجدان التخاطبي و الاسس اللغوية التي يجيدها كل متكلم و
مخاطب صغيرا كان ام كبيرا متعلما ام غير متعلم عالما كان ام جاهلا.
ان
ما حصل هو اقحام المصطلح في فهم النص الشرعي وهذا لا اساس له، فصار على الانسان
العادي الذي منع بالمصطلح من الوصول الى الدليل ان يصل الى معارف الدين عن طريق
واسطة اخرى تترشح عن حاجز المصطلح هي قول الفقيه ومن دونها لا يمكنه ان يصل الى
معارف الدين باطمئنان وهذا كله غير صحيح و لا اساس ويجب ان ينتهي و يختفي بان يكون
الدليل متوفرا و مستطاعا لكل انسان ويكون دور الفقيه تقريب الدليل الى الاخرين و
تمكينهم منه فيعرفون الدين بالدليل الذي قربه الفقيه في المواطن التي تحتاج الى
تقريب مع ان غالبها لا تحتاج ان كانت المباني غير اصطلاحية.
الموضع
الرابع
النص
الشرعي بين الوجدان والاصطلاح
ومن
هنا كلما ابتعد الكلام عن الخصوصيات المفاهيمية والحقائقية كان اكثر خلودا ودوما
من حيث كونه نص خطاب. فالنصوص نوعان نص عام تخاطبي يعتمد المعاني الوجدانية
الشائعة ونص خاص تحليلي يعتمد المعاني الاصطلاحية الخاصة، والنص العام الوجداني
يكون صالحا لكل مكان وزمان لان الوجدان شائع و ثابت بشكل لا يتاثر النص بالزمان
والمكان الذي يعتمد معانيه، واما النص الخاص الاصطلاحي فانه لا يصلح الا لاهل الاصطلاح
وهو متغير و ضيق لذلك فنصه يتاثر بالزمان والمكان. والذي حصل في الشريعة ان النص
العام الوجداني من قران وسنة جعل موضوعا للنص الاصطلاحي الخاص ، وجعل فهم النص
العام معتمدا على الخاص، فتحول النص العام الى خاصا، وهذه النتيجة الخطيرة فيها
بعدان الاول ان هذا الانقلاب هو اعتباري افتراضي ولي حقيقي واقعي فان للانسان
المتحرر من الاصطلاح الوصول الى معاني النص الشرعي الوجدانية و البعد الثاني ان
هذا العمل لم يكن صحيا وكان الواجب اعتماد ما اعتمد النص العام من معان عامة دونما
اللجوء الى مصطلحات ومعان خاصة احتاجت الى دراسة وعلم وتخصيص أي اخرجت من الوجدان
الى الاصطلاح. ان اخراج النص الشرعي من العامية الشعبية الوجدانية الى الخاصية
الاختصاصية الاصطلاحية عمل ينبغي تصحيحه، وذلك بترك وتجنب كل ما ليس له معنى
وجداني و التعبير دوما عن علوم النص الشرعي بلغة وجدانية غير اصطلاحية.
الوضع
الخامس
التفرع
الوجداني والتفرع الاصطلاحي
لا
ريب ان النص الشرعي فيه حكم وبيان وصف من الجهة الشرعية لكل شيء كان او سيكون وباي
مسمى كان او أي مفهوم كان ومهما كان طبيعة استحداثه، الا انه من الواضح ايضا ان من
المسميات ما ليست مذكور صراحة في النص، بل هذا يمتنع لان المسميات اكثر من
يستوعباها نص محدد بنوح الصراحة واما بنحو العنوان و الحكم الكلي العام المنطبق
عليها فالنص الشرعي مبين لكل شيء من هذه الجهة.
وهذا ايضا يبين الاصل العرفي والعقلائي للتفرع من النصوص الاصلية لاجل
الاستيعاب الصريح لكل المسميات، ومن الممكن ايضا بيان المفاهيم والمعاني العامة
النصية الاصلية و تصنيف الاشياء بحسب تلك العمومات وتقديمها للقارئ بهذا النحو
ويجعل قاموس تفريعي للاصول العامة، بان يوضع تحت كل عنوان عام ما يرجع اليه من فرع
فردي او مصداقي فياخذ حكمه من دون تكثير المسائل و استحداث مسائل جديدة. واما استحداث مسائل جديدة بالتفريع فهو ايضا
جائز و واقعي وحقيقي لكن يجب ان يتبع فيه الطريقة الوجدانية في التعبير، أي لا
يحول التعبير من العامية الشعبية الوجدانية الى تعبير اصطلاحي اختصاصي لا يفهمه كل
الناس. اذن لا بد من ان يكون التفرع من الاصول النصية وفق معان وجدانية أي تسلسل و
تفرع وجداني ولا يكون بين الاصل والفرع معنى اصطلاحي لان هذا المعنى الاصطلاحي غير
ثابت كما انه ليس علما شرعيا. اذن فللتفرع شكلان تفرع وجداني وهذا فروعه تنسب الى
الاصل وتعامل معاملتها لانها في الوقع شرح لما يشمله الاصل بعومه، و النوع الثاني
هو تفرع اصطلاحي وهذا لا يصح نسبته الى الاصل ولا يصح معاملته معاملة الاصل.
الموضع
السادس
اهمية
المعاني الوجدانية
ان
من اهم صفات اللغة التي تجعلها محط تقدير هو ان معانيها الوجدانية لا تتغير الا
نادرا وببطء، بل لو قلنا انها لا تتغير الا من حيث كثرة الاستعمال وقلته للألفاظ
لكان صحيحا، واما المعاني فلا يبدو انها تتغير، لان نقل المعنى اللغوي يكون
بالتواتر العظيم الذي يحقق قطعية كبيرة تصل الى مساواتها بالعيان والشهود وهذا ما
لا يمكن تغييره بسهولة، الا انه يوجد حالات تتغير فيها المعاني والمفاهيم الا انها
لا تخل بالتخاطب، لان التخاطب ليس مبنيا على المعاني فقط وانما تدخل فيه المعارف. فلو اشتهر استعمال
لفظ في معنى وكان مشهورا في غيره في زمن اخر، فانه بلا ريب سيتسبب بإرباك ان لم
ينظر الى الجهة المعرفية للخطاب، أي ان النص جاء ضمن منظومة معرفية معينة، كما ان
قلة الاستعمال وهجرانه قد يؤدي الى بعض الارباك الا انه ينحل بعاملين الاول هو
البعد المعرفي للكلام فلا يحمل على معنى لا يتوافق مع معنى زمن القول، والثاني ان
هناك التفاتا دقيقا للمخاطبين للنصوص القديمة ولا يمنع ان تكون لبعض كلماتها معان
مشهورة غير ما هو متعارف عندنا، الا ان الاصل في النص انه بالمعنى الوجداني المعاصر الا ان يكون هناك علم بانه ليس كذلك أي
ان الوجدان تغير. وهناك صفة اخرى مهمة في الكلام وفهمه وهو انه في الفهم والتفهيم
يصار دوما الى معان واسعة تشمل الكثير من الابعاد المفاهيمية ولذلك مهما تغيرت
المفاهيم فان المعنى الوجداني يبقى كما هو، وحينما يكون النص عاما و شعبيا وغير
اختصاصي كما في النص الشرعي فانه يبقى دوما قريبا للنفوس وحيا و موافقا للوجدان
اللغوي لحقيقة ان صدور النص بهذه الصفة من العامية و الشعبية والوجدانية يجعلها
ملازما للوجدان وهو ما لا يتغير الا نادرا
وطفيفا.