اجماع
الطائفة على
اسلام الفرق المخالفة
أنور
غني الموسوي
اجماع
الطائفة
على
اسلام الفرق المخالفة
أنور
غني الموسوي
دار
اقواس للنشر
العراق
1441
"
الإسلام يدور مدار الشهادتين "
السيد
الخوئي رحمه الله تعالى
" لا تقولوا" إخواننا
السنة، بل قولوا: أنفسنا أهل السنة
"
السيد
السيستاني حفظه الله تعالى
المحتويات
المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صلّ على محمد وال محمد. ربنا
اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
ان
اجماع الشيعة على ان الاسلام يدور مدار الشهادتين هو من الثابت قطعا وعليه أعمالهم
في احكام الطاهرة والنكاح والارث والقصاص والديات. وان اجماع الشيعة على اسلام من
خالفهم من الفرق الأخرى امر ثابت لا يمكن رده وهم يجرون احكام الطهارة والنكاح
والمواريث والقصاص على جميع المسلمين بالضبط كما يجرونها على الشيعة، فلا يميزون
وبالإجماع بين الشيعي وغيره من المسلمين في الطهارة والذبائح ولا في النكاح
والمواريث ولا في الشهادات والقصاص والديات، بينما اجماعهم هو الفرق بين المسلم
والكافر في جميع تلك الأبواب.
وهذه
رسالة في الاجماعات التي قيلت وثبتت من قبل الاعلام في اسلام المخالفين لكي يعلم
ان مقولة تكفير الشيعة لاحد من فرق المسلمين ليس له أساس او صحة، والله المسدد.
الآيات
قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)
وقال تعالى (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا).
وقال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا
نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
وقال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (*)
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
قال تعالى ( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ
السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) قال الطوسي في التبيان :
والذي
يستفاد من ذلك أن من اظهر الشهادتين لا يجوز لمؤمن أن يقدم على قتله، ولا إذا أظهر
ما يقوم مقامها من تحية الاسلام.
قال تعالى ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
كَانُوا مُسْلِمِينَ)
قال تعالى ( الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا
مُسْلِمِينَ (*) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ)
قال تعالى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ
اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا
عَظِيمًا) قال الطوسي في التبيان: ثم اخبر
تعالى ب " إن المسلمين والمسلمات " وهم الذين استسلموا لاوامر الله
وانقادوا له، وأظهروا الشهادتين، وعملوا بموجبه " والمؤمنين والمؤمنات "
فالاسلام والايمان واحد، عند اكثر المفسرين، وإنما كرر لاختلاف اللفظين.
قال تعالى ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ
وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ
عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) قال الطباطبائي في الميزان: إن
الظاهر من الإسلام أيضا له آثار جميلة، و غايات نفيسة في المجتمع الإنساني، يصح أن
يكون بذلك بغية لإبراهيم (عليه السلام) يطلبها من ربه كما كان كذلك عند النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) حيث اكتفى (صلى الله عليه وآله وسلم) من الإسلام بظاهر
الشهادتين الذي به يحقن الدماء، و يجوز التزويج، و يملك الميراث، و على هذا يكون
المراد بالإسلام في قوله تعالى: ربنا و اجعلنا مسلمين لك، ما يليق بشأن إبراهيم و
إسماعيل، و في قوله: و من ذريتنا أمة مسلمة لك، ما هو اللائق بشأن الأمة التي فيها
المنافق، و ضعيف الإيمان و قويه و الجميع مسلمون.
قال تعالى ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ
تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ
أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال الطباطبائي في
الميزان: قد نفي في الآية الإيمان عنهم و
أوضحه بأنه لم يدخل في قلوبهم بعد و أثبت لهم الإسلام، و يظهر به الفرق بين
الإيمان و الإسلام بأن الإيمان معنى قائم بالقلب من قبيل الاعتقاد، و الإسلام أمر
قائم باللسان و الجوارح فإنه الاستسلام و الخضوع لسانا بالشهادة على التوحيد و
النبوة و عملا بالمتابعة العملية ظاهرا سواء قارن الاعتقاد بحقية ما شهد عليه و
عمل به أو لم يقارن، و بظاهر الشهادتين تحقن الدماء و عليه تجري المناكح و
المواريث.
الأحاديث
سفيان بن السمط قال: قال ابو عبد الله عليه السلام:
الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول
الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، فهذا الاسلام،
وقال: الايمان معرفة هذا الامر، مع هذا فان أقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما
وكان ضالا.
سماعة قال: قال
ابو عبد الله عليه السلام: الاسلام، شهادة أن لا إله إلا الله، والتصديق برسول
الله صلى الله عليه وآله به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره
جماعة الناس، والايمان الهدى.
الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى جعل الاسلام دينه، وجعل
كلمة الاخلاص حصنا له، فمن استقبل قبلتنا، وشهد شهادتنا، وأحل ذبيحتنا فهو مسلم،
له مالنا وعليه ما علينا.
يونس بن يعقوب
في خبر الشامي الذي سأل أبا عبد الله عليه السلام مسائل فأجابه فقال الشامي: أسلمت
لله، فقال عليه السلام له: بل آمنت بالله الساعة، إن الاسلام قبل الايمان، وعليه
يتوارثون ويتناكحون.
التميمي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله،
فإذا قالوها فقد حرم علي دماؤهم وأموالهم.
حمران، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: سمعته يقول:
الاسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها، وبه حقنت
الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم
والحج فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا إلى الايمان، والاسلام لا يشرك الايمان،
والايمان يشرك الاسلام، قال قلت فهل
للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الفضائل والاحكام والحدود وغير ذلك ؟ فقال: لا،
هما يجريان في ذلك مجرى واحدا ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان
به إلى الله عزوجل قلت:أرأيت من دخل في الاسلام أليس هو داخلا في الايمان ؟ فقال:
لا ولكنه قد أضيف إلى الايمان وخرج به من الكفر.
الفضيل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
الايمان ما وقر في القلوب، والاسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء.
المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
الاسلام يحقن به الدم، وتؤدى به الامانة، ويستحل به الفرج.
العياشي
وعلي بن إبراهيم عن الباقر والصادق عليهما السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد
من عند الله لا يدخل الجنة إلا مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
عبد
الرحيم القصير عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: يكون العبد مسلما قبل أن يكون
مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما فالاسلام قبل الايمان، وهو يشارك الايمان،
فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله
عزوجل عنها كان خارجا من الايمان، ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم
الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود
والاستحلال، بأن يقول للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون
خارجا من الاسلام والايمان، داخلا في الكفر.
عبد
الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له ما
الاسلام ؟ فقال: دين الله اسمه الاسلام، وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم،
وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم، ومن عمل بما أمر الله عزوجل به فهو
مؤمن.
مسعدة
بن صدقة عن ابي جعفر عليه السلام قال قيل
له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أتخرجه من الايمان ؟ وإن عذب بها فيكون
عذابه كعذاب المشركين ؟ أوله انقطاع ؟ قال: يخرج من الاسلام إذا زعم أنها حلال،
ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام، وأنه يعذب عليها
وأنها غير حلال، فانه معذب عليها، وهو أهون عذابا من الاول، ويخرجه من الايمان ولا
يخرجه من الإسلام.
الصدوق
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من استقبل قبلتنا وصلى
صلواتنا، وأكل ذبيحتنا، فله مالنا وعليه ما علينا.
الصدوق
عن ربعي عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يؤمن عبد
حتى يؤمن بأربعة حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله
بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر.
عن
أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك الله إن بالكوفة
قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، فقال: وماهي ؟ قال: يقولون إن الايمان غير
الاسلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم، فقال له الرجل: صفه لي، قال: من شهد أن
لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأقر بما جاء به من عند الله، وأقام
الصلاة، وآتى الزكاة، وصام شهر رمضان، وحج البيت فهو مسلم. قلت: فالايمان ؟ قال:
من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأقر بما جاء
من عند الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام شهر رمضان، و حج البيت، ولم يلق
الله بذنب أو عد عليه النار. فهو مؤمن، قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله
بذنب اوعد عليه النار ؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، إنما هو لم يلق الله بذنب اوعد
عليه النار ولم يتب منه.
الصدوق
عن الرضا عليه السلام قال مذنبو أهل التوحيد يدخلون في النار، ويخرجون منها، والشفاعة
جائزة لهم.
سعدان
بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ما الايمان ؟ فجمع لي
الجواب في كلمتين فقال: الايمان بالله وأن لا تعصي الله، قلت: فما الاسلام ؟ فجمعه
في كلمتين فقال: من شهد شهادتنا، ونسك نسكنا، وذبح ذبيحتنا.
التحف
: قال الصادق عليه السلام معنى الاسلام هو الاقرار بجميع الطاعة في الظاهر
الحكم والاداء له، فإذا أقر المقر بجميع
الطاعة في الظاهر، من غير العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الاسلام ومعناه،
واستوجب الولاية الظاهرة، وإجازة شهادته والمواريث، وصار له ما للمسلمين، وعليه ما
على المسلمين، فهذه صفة الاسلام.
عن
عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: أيها الناس إني امرت أن اقاتلكم حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله وأني
محمد رسول الله، فإذا فعلتم ذلك حقنتم بها
أموالكم ودماءكم إلا بحقها، وكان حسابكم على الله.
محمد
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الايمان، فقال: الايمان ما كان في القلب،
والاسلام ما كان عليه المناكح والمواريث، وتحقن به الدماء، والايمان يشرك الاسلام
والاسلام لا يشرك الايمان.
الخرائج:
روي عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: أقبل أعرابي فسأل عن النبي صلى الله عليه
وآله فقال له: اعرض علي الاسلام، فقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول
الله، قال: أقررت، قال تصلي الخمس، وتصوم شهر رمضان، قال: أقررت، قال: تحج البيت
الحرام، وتؤدي الزكاة، وتغتسل من الجنابة، قال: أقررت فتخلف بعير الاعرابي ووقف
النبي فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة
من حفر الجرذان فسقط فاندقت عنق الاعرابي وعنق البعير، وهما ميتان، فأمر النبي
فضربت خيمة فغسل فيه ثم دخل النبي فكفنه، وقال: إن هذا الاعرابي مات وهو جائع، وهو
ممن آمن ولم يلبس إيمانه بظلم.
حمران، عن أبي جعفر عليه
السلام، قال: قلت له: أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شئ من المواريث والقضايا
والاحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك ؟ قال: لا
هما يجريان في ذلك مجرى واحدا إذا حكم الامام عليهما ولكن للمؤمن فضلا على المسلم
في أعمالهما، وما يتقربان به إلى الله.
سليم قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام
يقول لرجل فقال: أما علمت أن جبرئيل أتى رسول الله صلى الله عليه وآله في صورة
آدمي فقال له: ما الاسلام ؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وحج البيت، وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة.
نهج:
قال عليه السلام إن الله فضل حرمة المسلم
على الحرم كلها، وشد بالاخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب.
المشكاة:
من المحاسن عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من استقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا،
وآمن بنبينا، وشهد شهادتنا، دخل في ديننا، أجرينا عليه حكم القرآن، وحدود الاسلام،
ليس لاحد على أحد فضل إلا بالتقوى ألا وإن للمتقين عند الله أفضل الثواب، وأحسن
الجزاء والمآب.
البيت
عليهم السلام إذا كان عالما بأمرهم محتملا لسرهم كما قالوا: سلمان منا أهل
البيت.
عبد
الله ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يرتكب الكبيرة من
الكبائر فيموت، هل يخرجه ذلك من الاسلام، وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له
مدة وانقطاع ؟ فقال عليه السلام: من ارتكب كبيرة من الكبائر، فزعم أنها حلال أخرجه
ذلك من الاسلام، وعذب أشد العذاب، وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه، أخرجه من
الايمان، ولم يخرجه من الاسلام، وكان عذابه أهون من عذاب الأول.
الجعفريات
عن موسى بن إسماعيل بن موسى حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله ص إن الله تعالى جعل الإسلام
زينة و جعل كلمة الإخلاص حصنا للدماء فمن استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا و أكل
ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا و عليه ما علينا.
الاقوال
الصدوق
في الهداية: الاسلام هو الاقرار بالشهادتين، وهو الذي يحقن به الدماء والاموال،
ومن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد حقن ماله ودمه، إلا بحقيهما وعلى
الله حسابه، والايمان هو إقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح وأنه يزيد
بالاعمال وينقص بتركها.
المجلسي
في البحار : قال معلقا على حديث أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال
له سلام إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الاسلام، فقلت: إن الاسلام:
من استقبل قبلتنا، وشهد شهادتنا، ونسك نسكنا، ووالى ولينا، و عادى عدونا فهو مسلم،
فقال: صدق خيثمة: قال المجلسي: وشهد
شهادتنا " أي شهادة جميع المسلمين "
و ووالى ولينا " أي والى جميع المسلمين، " وعادى عدونا " أي
عدو جميع المسلمين، وهم المشركون وسائر الكفار،
فهذا يشمل جميع فرق المسلمين.
المجلسي
في البحار: تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة رضي الله عن المؤمنين منهم
أنهم كانوا يكتفون في الاسلام باظهار الشهادتين ثم بعد ذلك ينبهون المسلم على بعض
المعارف الدينية التي يتحقق بها الايمان.
نصير
الدين الطوسي قدس سره نقل في قواعد العقائد " قالوا الاسلام أعم في الحكم من الايمان،
لان من أقر بالشهادتين كان حكمه حكم المسلمين، لقوله تعالى " قالت الاعراب آمنا
قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا "
وأما كون الاسلام في الحقيقة هو الايمان، فلقوله تعالى " إن الدين عند
الله الاسلام ".
الخوئي
في البيان : الاسلام يدور مدار الشهادتين. روى سماعة عن الصادق عليه السلام : "
الاسلام شهادة أن لاإله إلا الله ، والتصديق برسول الله ، به حقنت الدماء وعليه
جرت المناكح والمواريث " الوافي.
وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : " اقاتل حتى
يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني
دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " ورواها جابر وعبد الله بن عمر
باختلاف يسير - صحيح مسلم . وروى أبو
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : " امرت أن اقاتل الناس حتى
يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ،
وحسابه على الله " صحيح البخاري . وروى أوس بن أوس الثقفي ، قال : " دخل
علينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونحن في قبة في مسجد المدينة ، فقال لرجل
- في رجل - : لعله يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، قال : نعم ، فقال :
اذهب فقل لهم يرسلوه ، أمرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول
الله فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ، وكان حسابهم على الله .
رواها أبو داود الطيالسي وأحمد .
قال الطباطبائي في الميزان: إن الظاهر من
الإسلام أيضا له آثار جميلة، و غايات نفيسة في المجتمع الإنساني، يصح أن يكون بذلك
بغية لإبراهيم (عليه السلام) يطلبها من ربه كما كان كذلك عند النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) حيث اكتفى (صلى الله عليه وآله وسلم) من الإسلام بظاهر الشهادتين الذي
به يحقن الدماء، و يجوز التزويج، و يملك الميراث. ثم قال : ما اكتفى به النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) من أمته بظاهر الشهادتين من الإسلام، إنما هو لحكمة توسعة
الشوكة و الحفظ لظاهر النظام الصالح.
وقال
فيه أيضا: فالمرتبة الأولى من الإسلام إجراء الشهادتين لسانا و التسليم ظاهرا، و
تليه المرتبة الأولى من الإيمان و هو الإذعان بمؤدى الشهادتين قلبا إجمالا.
وقال
أيضا : ان الإيمان معنى قائم بالقلب من
قبيل الاعتقاد، و الإسلام أمر قائم باللسان و الجوارح فإنه الاستسلام و الخضوع
لسانا بالشهادة على التوحيد و النبوة و عملا بالمتابعة العملية ظاهرا سواء قارن
الاعتقاد بحقية ما شهد عليه و عمل به أو لم يقارن، و بظاهر الشهادتين تحقن الدماء
و عليه تجري المناكح و المواريث.
قال
جعفر علم الهدى قال في رسالته (الشيعة واتهامهم بتكفير المسلمين) والإمامية :
متفقون على أنّ كلّ مَن تشهّد الشهادتين ، وآمن بالمعاد ، ولم ينكر ضرورياً من
ضروريات الدين كالصلاة والصوم والحجّ والزكاة ، فهو محكوم بالإسلام ، ويجري عليه
جميع أحكام الإسلام من طهارة البدن ، وجواز التناكح معه ، واستحقاقه للإرث ،
واحترام العرض والمال والنفس ، ووجوب تجهيزه وغسله والصلاة عليه ودفنه ، وغير ذلك
من الأحكام. وليس هناك عالم من علماء الشيعة وفقاؤهم مَن يحكم بكفر بعض الصحابة أو
بكفر المخالف لهم بهذا المعنى .
وفي
رسالة (حكم المخالفين للشيعة الامامية ) في المركز العقائدي قالوا: لقد أجمعت كلمة
مشهور الطائفة من متأخري علماء الإمامية على إسلام وطهارة المخالفين لهم في جملة
من الأصول والفروع داخل الدين الاسلامي, واستثنوا من ذلك الناصب بالعداء لأهل
البيت (عليهم السلام) ومواليهم.
وقال
السيد السيستاني: كنت وما أزال أقول لا تقولوا إخواننا السنة، بل قولوا “أنفسنا
أهل السنة”.
وعن المرجع الديني آية الله الشيخ حسين وحيد
الخراساني انه قال كلّ من يشهد بوحدانية الله تعالى، وبرسالة خاتم الأنبياء صلى
الله عليه و آله فهو مسلمٌ، لذا فإنّ حياته محترمة، وعرضه محترم، وماله محترم
كحياة وعرض ومال من يعتنق المذهب الجعفري، وواجبكم الشرعي أن تُحسنوا معاشرة الذين
ينطقون الشهادتين وإن اعتقدوا بكفركم، وإذا تعاملوا معكم بغير حقٍّ فيجب عليكم أن
لا تنحرفوا عن صراط الحقّ والعدل المستقيم، فلو تمرّض أحدهم اذهبوا لعيادته، ولو
مات شيّعوا جنازته، ولو احتاج إليكم فاقضوا حاجته، وسلّموا لقول الله عزّ وجلّ: (وَلَا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى) واعملوا بأمره تعالى شأنه: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى
إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً). نشر وما بعده في فتاوى المراجع
في حرمة النيل من رموز اهل السنة.
وعن
آية الله السيد علي الخامنئي انه قال الفرق الإسلامية بأسرها تعتبر جزءً من الأمة
الإسلامية، وتتمتع بالامتيازات الإسلامية. وإيجاد الفرقة بين الطوائف الإسلامية
يُعدّ خلافاً لتعاليم القرآن الکريم وسنة النبي الأکرم صلى الله عليه و آله، کما
ويؤدي إلى إضعاف المسلمين وإعطاء الذريعة بأيدي أعداء الإسلام، ولذلك لا يجوز هذا
الأمر أبداً.
وعن
آية الله السيّد محمّد الحسيني الشاهرودي كلّ من يشهد بأن لا إله إلا الله وأنّ
محمّداًصلى الله عليه و آله رسول الله فهو مسلمٌ، وحياته محفوظة، وماله مصون، ولا
يجوز قتله ولا التعدّي على أمواله، كما لا تجوز مقاتلة المسلمين وتكفيرهم وزرع
التفرقة والفتنة بينهم، وكذلك فإنّه من اللازم الحفاظ على مقدّسات الإسلام، ويجب
اجتناب التعدّي عليها، ولا يجوز هتك حرمة أعراض المؤمنين ولا إهانتها.
وعن
آية الله السيد محمد سعيد الحکيم انه قال
ليس من رأي الشيعة تکفير الصحابة، بل و لا عامة المسلمين، على اختلاف طوائفهم،
وذلك يبتني على حقيقة الإسلام وتحديد أرکانه عندهم. ويعرف ذلك من أحاديثهم عن
أئمتهم، ومن فتاوى علمائهم وتصريحاتهم.
وعن
آية الله الشيخ لطف الله الصافي
الكلبايكاني قال كلُّ من يشهد بوحدانية الله تعالى وبرسالة خاتم الأنبياء سيّدنا
محمّد بن عبدالله صلى الله عليه و آله فهو مسلم، وحياته محترمة، وعرضه محترم،
وماله محترم، ولا يحقّ لأحدٍ أن يهين المقدّسات الدينية. والأعمال الانتحارية
وإراقة دماء المسلمين هي من كبائر الذنوب.
وعن
آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي قال من يشهد الشهادتين، ويقرّ بحدود الله تعالى و
أحكامه الضرورية في الإسلام المتفق عليها بين المسلمين فهو مسلم، يَحْرُمُ دمه
وماله. وقد صح عن رسولالله صلى الله عليه و آله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها وحسابهم على
الله».
وعن
آية الله الشيخ آصف محسني قال أوّلاً: إنّ كلّ من يوحّد الله تعالى، ويؤمن برسالة
سيّدنا محمّد المصطفى صلى الله عليه و آله وبأنّه خاتم الأنبياء والمرسلين، ويؤمن
بيوم القيامة، فهو مسلمٌ.
إشارة
هذا
هو الثابت المعلوم المقطوع به من دين الشيعة و علومهم ان المخالف لهم مسلم رواية
وقولا، ومن هنا فجميع ما ورد من روايات او اقوال مخالفة لذلك لا يمكن ان تخل
بالاجماع لانها ظن في مقابل القطع ولا وزن للظن في خلاف القطع مع ان منها ما لا
يراد ظاهره ومنها ما يمكن تأويله ، هذا وان كان ما خالف الحق والعلم و الثابت من
القران و السنة لا يكون علما ولا يصح اعتماده ولا نسبته لمن عنده القطع خلافه.