تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 2 / ص 17)
« هن لباس لكم و أنتم لباس لهن » أي هن سكن لكم و أنتم سكن لهن كما قال « و جعلنا الليل لباسا » أي سكنا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و المعنى تلابسونهن و تخالطونهن بالمساكنة أي قل ما يصبر أحد الزوجين عن الآخر و قيل إنما جعل كل واحد منهما لباسا للآخر لانضمام جسد كل واحد منهما إلى جسد صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه فلما كانا يتلابسان عند الجماع سمي كل واحد منهما لباسا لصاحبه و قال الربيع هن فراش لكم و أنتم لحاف لهن
الكشاف - (ج 1 / ص 165)
لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه في عناقه ، شبه باللباس المشتمل عليه . قال الجعدي :
إذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهَا ... تَثَنَّتْ فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَا
فإن قلت : ما موقع قوله : { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } ؟ قلت : هو استئناف كالبيان لسبب الإحلال ، وهو أنه إذا كانت بينكم وبينهنّ مثل هذه المخالطة والملابسة قلّ صبركم عنهنّ وصعب عليكم اجتنابهنّ ، فلذلك رخص لكم في مباشرتهنّ
تهذيب اللغة - (ج 4 / ص 292)
وقول الله جل وعز: )جَعَلَ لكم الليلَ لِباساً( أي تسكنون فيه، وهو مشتمل عليكم. وقال في النساء: )هُنّ لِبَاسْ لَكُمْ وأَنْتُمْ لبَاسٌ لَهنْ( قيل: المعنى تُعانقوهن ويعانقنكم. وقيل أيضا: )هنّ لباسٌ لَكُمْ وانتُمُ لِباسٌ لَهُنّ( أي كل فريق منكم يسكن إلى صاحبه ويُلابسه. كما قال: )وجَعَل مِنْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنْ إليها(. والعرب تسمي المرأة لباساً وإزاراً، وقال الجعدي يصف امرأة:
إذا مَا الضَّجِيع ثَنَى عِطْفَهُ ... تَثَنّتْ فكانتْ عليه لِباسَا
البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها - (ج 1 / ص 48)
كما عزل عن أدبه ما يسمّى بالأدب المكشوف أو أدب الفراش، وسَتَرَ القرآن عوراتِ هذا المجال بالكنايات والعمومات، مثل:
{أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَآءَ} {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} {مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ} {مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا} {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} {فَلَماَّ تَغَشَّاهَا} {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}.
الزاهر فى معانى كلمات الناس - (ج 2 / ص 48)
ويقال لامرأة الرجل هي سكنُهُ لأنه يسكن إليها
وقال أبو عبيدة يقال لامرأة الرجل هي فراشه وإزاره ومحلُّ إزاره ومحلُّ مئزرِه قال الله عز وجل ( هُنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لَهُنَّ ) وأنشدنا أبو العباس
( إذا ما الضجيعُ ثنى عِطْفَها
تَثَنَّت عليه وكانتْ لِباسا )
وقال الآخر
( ألا أَبلِغْ أبا حفصٍ رسولاً فِدى ً لك من أخي ثِقَة ٍ إِزارِي )
مجمع البحرين - (ج 7 / ص 100)
قوله (* : هن لباس لكم *) أي مسكن لكم ،أومن
الملابسة وهي الاختلاط والاجتماع ، ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتملكل منهما
على صاحبه شبه باللباس ، فالرجل لباس المرأة والمر"ة لباسه .