لا بد من الاعتراف ان هناك جانبا من المعارف قد اخلد فيه إلى التسليم والأخذ عن الكبار من دون مناقشة، والاعتراضات الحالية لا تعني بالضرورة عقوقا ولا خيانة بل هي حالة صحية.
لكن ما يحصل من بعض المعاصرين في شرق الإسلام وغربه طرح يعتمد الخطابة و الشذوذ و الطعن والانفصال عن الاصالة أدى إلى انكماش الناس و أعراضهم عن صوت الحداثة الإسلامية. وعلى الحداثيين الإسلاميين إعادة الاعتبار للحداثة الإسلامية من دون اللجوء إلى اسلوب الصدام والطعن و الشذوذ والانفصام عن القديم. بل يكون بتجديد مع أصالة.
والكل يعلم أن الشيخ الحر العاملي كان من أكثر المجددين في عصره الا انه لم يطعن بأحد ولم يطرح شذوذا ولم يلجأ إلى الخطابية. بل كان لا يذكر أحدا من العلماء الا بصفات الاجلال والتكريم وكان قليل الكلام والتعليق وكان يطرح اختياراته بصورة علمية وبهدوء تام ومن دون صخب.
الحداثة الإسلامية لا تعني الصخب والطعن والاتهام و الخطابة بل تعني الإشارة اللطيفة الهادئة إلى معرفة قد خفيت على الكثيرين. الحداثة تجديد باصالة.