افضل مدخل لفهم الواقع والخيال هو التمييز بين الوجود المكاني و الوجود اللامكاني ، و الوجود المكاني منه مستقل و يسمى الخارجي و غير مستقل و يسمى اعتباري من الوهم تصور ان الاعتباري ليس له مكانية . ومن اشكال اللامكانيات هي المعاني و الادراكات. الواقع هو ترتب زمني للمكانيات و الخيال هو ترتب زمني للامكانيات.
حينما ندرك الاشياء المكانية في الزمان فهذا هو الواقع والواقع لا يمكن ان يتوقف كما اننا نتعامل معه لكننا لا نوجده، وهو ما نشعر ان يحيط بنا. ولو اردنا تبسيط الامر بالاغفال عن الاعتباريات غير المستقلة فان الواقع هو ترتب الاشياء المكانية في علاقات مكانية في عالم الادراك خلال الزمن، اي اننا ندرك الاشياء المكانية بترتبها المكاني بثبات او تغير خلال الزمن. هذا هو الواقع.
اما الخيال فاننا ندرك ترتبا زمانيا للمعاني و الادراكات نفسها اي صور المدركات مترتبة في الزمن، اي هي حالات من العلاقات بين المعاني و صور الادراكات في الزمن ومع اغفال المعنى فان الخيال هو ترتيب الاشياء اللامكانية هي صور الاشياء ادراكيا في الزمن ومجاله عالم التصور اي الذهن والذيب نشعر اننا نتحكم فيه احيانا لكن ليس دوما.
فالميز بين الواقعي و الخيالي هو ان الواقعي له تجسد مكاني و وجود خارجي بينما الخيالي فليس له مكانية و وجوده الذهن، واذا اردنا تعريف الواقع والخيال بانهما احادث ، فالواقع حدث مكاني خارجي بينما الخيال حدث لامكاني ذهني.
ولان للمكان منطقية فاننا لا نكون احرار في اختياره او تبديله او تغيره وما يقع يثبت وهذا بخلاف اللامكانيات فانها حرة في كل ذلك.
الميزة المهمة اننا نرى ان الواقع هو الحقيقة وهو الميزان في التعامل ، لماذا لانه هو المشترك وهو الذي يراد به عند التخاطب. فهيمنة الواقع على حياتنا بسبب الاشتراك وبسبب التخاطب.
لو صار في الخيال صفة مشتركة وكان له هيمنة على تخاطبنا بسبب التعاهد وتفاعلنا فاننا سنسميه حقيقة ايضا الا ان الحقيقة حقا هي العلم و ليس المشترك ومن هنا نتبطل حجية الجماعة في تاسيس الدين و الاخلاق و ان استطاعت تحقيق القانون و العقد و التسالم.
هذه الحالة من الخفوت و اللامبالاة بالخيال و الحالة الاشديدة لسيطرة الواقع علينا فيها مناطق للتداخل، حينما يكون هناك اصطناع و فرض للاشتراك و التعاهد فيكون عنصرا للتخاطب. من اهم صور الهيمة هي الخطاب. ولذلك كل شيء تجعل له خطابا فانت حققت له هيمنة و سلطة.
نعم اذا اصبحت الامور الخيالية ذات خطاب صار لها سلطة و هينمة وصرنا ننفعل بها بدل ان نفعلها.
الخيال غالبا هو فعلنا و تحكمنا لكن احيانا وبسبب الخروج عن الاشتراك و الخطاب الواقعي يحصل سلطة للخيال علينا.
هذه الحالة هي الواقيال و تكمن اهمية ذلك في امرين الاول تحكمي و الثاني ابداعي ، فالتحكمي يمكن من خلال الواقيال السيطرة على العقول بجعل الخيال حقيقة وهو ما يحصل في الاعلام و غسل الادمغة و الثاني الابداعي وهو ما يحصل في الكتابة الادبية و في الالعاب التي تفترض الخيال, وتحقق الواقع الافتراضي. ومنها التواصل الاجتماعي. ان عالم الانترنت و الاثير هو عالم الواقيال.