هناك محاولة من بعض المعاصرين بادخال ابحاث الفقه في كل مفصل من مفاصل الشريعة حتى التفسير مما يجعله منسدا بوجه غير الفقهاء، سواء التفسير او العقائد ونحوها، وهذا خطير جدا، والفقه جزء صغير من الشريعة ، و مع انه اصلا لا واقعية لابحاث الفقه في الاحكام العملية كاختاصاصات الا ان معارف الشريعة اوسع بكثير من معارف الفقه وكل مجال منها له اسلوبه في الكلام وطريقته بالبحث، وكثير من علوم الشريعة الاخرى غير الاحكام العملية لم يتدخل فيها الفقه فالعقائد و التفسير لا علاقة للفقه بها الا ان محاولة بعض المعاصرين اقحام الفقه في ذلك امر مخلل باسس البحث ويسد الطريق امام غير الفقهاء في الكلام في امور الشريعة غير الفقيهة وهذا غريب وخطير.
للفقهاء مجال عملهم بل ان من اكثر التفاسر خللا هي تفاسير الفقهاء فانهم يدخلون الظن في التفاسير و يذكرون اقوال ائمة المذاهب و يحكمونها في فهم القران، وهكذا ايضا منهج المحدثين فانهم باعتماد اخبار ظنية ايضا حكموا الحديث الظني على القران والصحيح هو منهج اللغوين وحقيقة ان التفسير هو مجال اهل اللغة لا مجال الفقهاء و لا المحدثين.
والكلام كله على الفقه الاصطلاحي و ليس الفهم فانه عرفي وجداني و كاشارة عن وزن (فلعنة) ففي مجمع اللغة :عن الخطاب الوظيفي لوزن (فَعْلَنة) فهي مألوفة في السياقات الاجتماعية التي يعمد إليها اللاوعي العربي الجمعي عند إرادة الإفصاح عن معنى لم يكن سَجِيَّة أو طبعاً في صاحبه ثم تحول إليه، ولابسه، واتصف به، فصار أَمارة عَلَيْه، وصفة شبه ثابتة في سلوكه.