اثبات رؤية الهلال من شؤون فقيه العصر


تبرز الحاجة الوجدانية الفطرية لفقيه العصر في البلد في مسألة رؤية الهلال، فان تحديد رؤية الهلال امر عرفي اجتماعي عام وليس خاصا وفرديا وقد بينت في كتابي (فقه الفقه) ان الامور العامة الاجتماعية لا يتكلم فيها غير فقيه العصر. لذلك لا يصح ولا يحق لاحد التكلم في الهلال او الافتاء فيه الا فقيه العصر. ومن يثبت له علم مخالف لعلم فقيه العصر فعليه الا يصرح به وسط الناس. وفقيه العصر في كل بلد معروف وهو من يقدمه الفقهاء و يتعين عند الناس، وفي العراق هو المرجع الديني الاعلى.
ان التفريق بين العمل الفردي و العمل الاجتماع للمسلم امر ضروري لفهم الشريعة فان الله تعالى يقول:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)
ان التمييز بين العمل الفردي والعمل الاجتماعي هو احد اوجه رقي الاسلام وحضاريته الا ان الالتفات الى ذلك قليل حتى من قبل بعض الفقهاء. فانت حينما تكون وحدك تعمل بعلمك لكنك حينما تكون مع الجماعة عليك ان تحترمهم.
(مقتبس من كتابي "معرفة المعرفة)