اطفاء النار التي ألقي فيها ابراهيم

المشهور ان النار بقيت مشتعلة حينما القي فيها ابراهيم عله السلام قال في تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 7 / ص 86) و ذكر في كون النار بردا على إبراهيم وجوه ( أحدها ) إن الله سبحانه أحدث فيها بردا بدلا من شدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه ( و ثانيها ) إن الله سبحانه حال بينها و بينه فلم تصل إليه ( و ثالثها ) إن الإحراق إنما يحصل بالاعتمادات التي في النار صعدا فيجوز أن يذهب سبحانه تلك الاعتمادات و على الجملة فقد علمنا إن الله سبحانه منع النار من إحراقه و هو أعلم بتفاصيله.
لكن في البحار عن رواية تدل على انها اطفئت: فعن الراوندي في قصص الانبيان بسنده عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قال الله تعالى للنار: " كوني بردا وسلاما على إبراهيم " لم يعمل يومئذ نار على وجه الارض، ولا انتفع بها أحد ثلاثة أيام. 
 وعن زاد المسير - (ج 4 / ص 348) قال في { يا نارُ كوني بَرْداً وسلاماً على إِبراهيم } ، فلم تبق نار على وجه الأرض يومئذ إِلا طُفئت وظنَّت أنها عُنيت . ثم قال قال السدي : فأخذت الملائكة بضَبْعَي إِبراهيم فأجلسوه على الأرض ، فإذا عين من ماءٍ عذْب.
 وعن تفسير الخازن - (ج 4 / ص 404) قال: وفي بعض الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم.
وفي البحار عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:  أشرف نمرود على النار هو وآزر فإذا إبراهيم عليه السلام مع شيخ يحدثه في روضة خضراء.
وفي النكت قال كعب : لم يبق في الأرض يومئذ إلا من يطفىء عن إبراهيم النار، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه. والعبارة الاخير بخصوص الوزغ غير مصدقة ولا شاهد لها الا ان صدر الروية دال على حصول عملية اطفاء.
ملاحظة في الرواية عبارة مهمة وهي (لم يعمل يومئذ نار على وجه الارض) وفي زاد المسير (فلم تبق نار على وجه الأرض يومئذ إِلا طُفئت وظنَّت أنها عُنيت ) وهو يشير الى نوع من العموم اي ان العنصر الاعجازي كان فيه عمومية - وهذا تابع للعنصر ( المادي) وليس للامر- وهو ما يقوي ما يغلب في ظني ان المعجزات يمكن ان تفسر فيزيائيا وهو نابع من واقعية الشريعة.