استحالة منع الاجتهاد وابتناء الايمان على الاجتهاد


............
مقتطف من كتابي "معرفة المعرفة"
( حينما يكتسب الانسان معرفة ، فان العقل بطبيعته وفطرته سيلاحظ جميع المعارف المقترنة بها والمشتقة منها، و حينما يلتفت الانسان الى تلك المعارف فانه سيحكم بانها من تلك المعرفة المكتسبة وراجعة عليها وليست شيء خارجيا وغريبا عنها. وهكذا حينما نقرا نصا فان العقل يكتسب مع النص مجموعة كبيرة من الدلالات المقترنة و المشتقة منه و العقل يحكم انها من النص و ليست شيئا خارجا عنه او غريبا عنه. و حينما نلتفت اليها ونشير اليها فاننا نحكم انها منها، و كشف تلك المعارف المصاحبة للنص و تلك المعانى و تلك الدلالة و تلك الاحكام هو الاجتهاد عينه. ومن هنا يتبين ان تولد المعاني و الاجتهاد في المعاني هو فطري ووجداني ولا يمكن منعه بل حتى لو اراد الانسان منعه فانه ليس بالامستطاع منعه ومنعه خلاف الفطرة والوجدان.
وان هذه العملية العقلية الفطرية الوجدانية اساية للمعرفة وللايمان لذلك فان الله تعالى حث عليها بالحث على التفكر فالتفكر هو التامل واعمال العقل ليصل الى نتيجة من خلال ما يعلم اي ان يتوصل الى معرفة غائبة من معرفة حاضرة وهذا هو الاجتهاد في المعرفة اللقولية بان يصل من النص الى ما لا نص له.