قال الله تعالى (ومكروا ومكر الله وخير الكرين) وقال تعالى (يخدعون الله وهو خادعهم).وقال تعالى : (الله يستهزئ بهم). ووقال تعالى : (سخر الله منهم). وقال تعالى : (نسوا الله
فنسيهم)
ان نسبة هذه الافعال الى الله تعالى ليست على الحقيقة ولا لانه يفعلها
وانما يلحظ فيها علاقته بمن يكونون فيها . وحال من يكونون فيها انهم ممكور
بهم مستهزء بهم و مسخور منهم ومنسيون، حالهم هكذا من دون ان يكون ملاحظة للفاعل بل
هم فعلوا ذلك بانفسهم الا ان علاقتهم بالله تعالى بكونهم عارضوا و انكروا بفعلهم امر الله تعالى
وصار الله تعالى وهو الرب المحيط في علاقة الفعل معهم صح نسبة الافعال اليه ووقوع افعالهم عليه وكله
ليس حقيقا.
فهذا الكلام يتحدث من جهة احد الطرفين على الحقيقة من دون مشاركة الطرف
الثاني مطلقا وانما تصح النسبة لاجل علاقة بينهما. بعبارة ثانية ان هناك علاقة بين
الطرفين، واحدهما يصبح في احوال هي ليست من فعل الطرف الاخر، الا انه وبسبب تلك
العلاقة الاولى يصحح نسبتها الى الطرف الثاني. وهذا فن في السرد وزاوية الرؤية
عالي المستوى وبلاغي جدا. فهناك احداث تحصل لاحد طرفي علاقة ليست بفعل الطؤرف
الثاني الا انها تنسب اليه مجازا بلحاظ تلك العلاقة. وهذا ما يمكن ان نسميه الاثر
الوصفي للعلاقات. بان يكون للعلاقات سبب بتحقق اثر وصفي للاطراف هي لا تتصف به
حقيقة.