التعبير المعرفي للنص القرآني

التأويل له معنيان الاول وهو ما كان على لسان اهل البيت صلوات الله عليهم ويراد به بيان المصداق المحقق لقضية الاية، اي هو تحقق الاية خارجا والثاني يراد به المقصد المعرفي منها وهو اما ان يكون بحسب الوحي او بحسب اللغة، ولان اهل البيت واصحاب النبي كان علمهم بالتأويل قطعيا فانهم احيانا يسمون التأويل قرانا والبيان النبوي تنزيلا فاختلط على من لا الفة له بطريقتهم في التعبير. وانا اذا علمت من التأويل شيئا بعلم قطعي ايضا ساصفه بالقرانية توسعا واتباعا للسلف و تركيزا على هذه النقطة لكي تفهم كلمات الاوائل بشكل صحيح. والقران بحسب مباني اهل اللغات و اللسانيات يمكن ان يعرف بنص المتن المنزل وما يتفرع منه من معان يفهمها اهل اللغة او يفسرها الوحي. ومن هنا يتبين لماذا حصل اعتراض على توحيد المصاحف لان المقصود هو هذا البيان النبوي المدرج للتنزيل، وكان يسمى تأويلا منزلا، واحيانا ولاجل معرفية الشرعية  لا تعبيريتها ولاجل ان القصد الاساسي للمعرفة وليس للنص فانه يقصد مباشرة البيان النبوي للاية دون ذكر النص التنزيلي، والذي ليس عارفا بهذه الطريقة وليس له الفة بطريقة القدماء والسلف في التعبير فانه سيظن انه من القول بالتحريف لكن الحق انه قصد معرفي للبيان النبوي للنص التنزيلي. فما كان يتحدث به اهل البيت واصحاب النبي احيانا مخالفا للمتن في المصحف هو من البيان النبوي للقران وهو المحكم عندهم وهو الحقيقة والمراد والمقصد. ولانهم يعتمدون الاختزال و الاشارة و الارتكاز فانهم احيانا يكتفون بذكره دون ذكر المتن، و اذا وفقني الله تعالى فانني سأؤلف كتابا يقصد البيان المعرفي للقران من دون ذكر للفظ النص التنزيلي لكي تعرف هذه الطريقة وتفهم بشكل واضح وهو ما يمكن ان نسميه التعبير المعرفي للنص القرآني. فان الكل متفق ان هناك مواضع يفترق فيها التعبير التنزيلي عن مقصده او مراده او المعرفة المستفادة منه وفي الحقيقة المقصد والمراد من القران الاخير وليس ظاهر اللفظ ومن هنا فانه كثيرا ما لا يستحسن المنهج الظاهري لفهم القران و يفضل الفهم المعرفي. والذي استفذته من الروايات ان اهل البيت و الاصحاب احيانا يعبرون عن التنزيل والقران بتعبير معرفي لاظاهري ، وهذا ما سبب شبهة عند البعض وقال انه قول بالتحريف.