علم الحديث من الاتصال السندي الى الاتصال المعرفي

ان تعاملات الانسان قائمة على العلم، سواء الدينية او الحياتية. ولا يقبل فيها الظن. ومن الواضح ان الروايات في كتب الحديث هي ظن. ولاجل العمل بالحديث لا بد ان يخرج من الظن الى العلم والذي يكون بقرينة عقلائية توجب العلم.
ومن تلك القرائن المعروفة هي صحة السند اي الاتصال الروائي بالثقات من اهل النقل و الرواية. لكن من الواضح المشاكل التي واجهت هذا المنهج وعدم قدرته على منع دخول الظن في العلم. اذ لا ريب ان اتصال السند بروات ثقات لا يوجب علما بالصدور فيبقى الحديث ظنا. كما ان صحة السند قد تسببت بتصحيح روايات سببت مشاكل اعتقادية و عملية لبعض المسلمين. فخلاصة القول نحن امام فشل للمنهج السندي في اثبات علمية الحديث.
الطريق الاصح والذي عليه الادلة العقلائية بل العقلية ايضا و الذي تبناه حتى الفلاسفة هو الاتصال المعرفي، اي ان يكون للحديث شاهد ومصدق من المعارف المعلومة الثابتة، وهذا هو احد مصاديق نظرية الاتساق لمعرفة الصدق و الحقيقة. ولقد جاء على هذا النص الشرعي بنفي الاختلاف و تصديق المعارف بعضها لبعض و عرض الحديث على القران والاخذ بالموافق وترك المخالف.
وانا ومنذ سنوات اعمل على هذا المنهج وطبقته عمليا على كثير من كتب الحديث واهمها هو التمييز بين الصحيح سنديا و الصحيح معرفيا. ومن هذه التطبيقات هو استخراج الحديث الصحيح معرفيا من الحديث الصحيح سنديا.