الامكان العقلي والامكان المعرفي


ان علامة الصدق عند العقل والعقلاء هي الاتساق والتوافق، فاذا نسب الى المعرفة شيء، وكانت هناك معارف معلومة منها فان العقل لا يقبل من تلك المنسوبات الا ما كان متوافقا ومتسقا مع ما هو معلوم منها ولا بد من ان يكون للمعرفة الجديدة اتصال معرفي بالمعرفة السابقة الثابتة وهذا هو اعتصام المعرفة وعلامة الحق والصدق في المعارف. فليس كل ما هو ممكن عقلا جائز معرفيا، وهذا هو الجواز والامكان المعرفي في قبال الجواز والامكان العقلي. ومن هنا فعرض المعارف بعضها على بعض والاخذ بما له شاهد ومصدق من الثابت المعلوم يخرج المعارف من الظن الى العلم ويعين الحق والصدق وليس فقط الحجة والمعذر، وهو الكفيل بالاتصال المعرفي بعصمة المعرفة. وبهذا تنتقل المعارف الشرعية والعلم الشرعي من الحجية والمعذرية والظاهرية الى العلم والحق والصدق والواقعية، ولقد جاء في القران (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) وجاء في السنّة (لا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة). ان منهج العرض هو السبيل الى عصمة المعرفة واصابة الواقع.