النص شيء حر وليس ملكا للقارئ وانا دوما اقول ان النص لا يمكن ان يكون سببا للاختلاف و انما الاختلاف ياتي بفعل القارئ. وهذا ما حصل كثيرا في تفسير القران كما في تفسير قوله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )
قال الجمهور المراد الرد الى القران و السنة وفيه:
اولا: انه خلاف الظاهر و لا دليل عليه.
ثانيا: ان هذا التفسير لا يستقيم في زمن حياة النبي صلى الله عليه واله اذ لا يتصور في بال الصحابة ان المراد سنة النبي و النبي معهم.
ثالثا: ان الاختلاف في القران بحيث لا يتوصل الاتفاق على محكم وارد فكيف نرده الى القران، وطبعا الاختلاف هنا بسبب القارئ ايضا.
رابعا: انه وردت عبارات مشابهة في القران لم تحمل على القران و السنة بل على ظاهرها كقوله تعالى (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) و قوله تعالى (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.)
رابعا: انه وردت عبارات مشابهة في القران لم تحمل على القران و السنة بل على ظاهرها كقوله تعالى (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) و قوله تعالى (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.)
قال الزمخشري في الكشاف : معنى { إِلَى الله وَرَسُولِهِ } إلى رسول الله كقولك : أعجبني زيد وكرمه ، تريد : كرم زيد . وقال الطوسي في التبيان وإنما افرد قوله (ليحكم بينهم) بعد قوله (إلى الله ورسوله)، لانه حكم واحد يوقعه النبي صلى الله عليه وآله بأمر الله.
لكن ما هو المانع في حمل اللفظ على ظاهره ؟ المانع اعتقادي؛ فان من ينكر وجود وصي يخلف النبي يحدث عن الله و رسوله لا يمكن ان يتصور ان الاية على ظاهرها .
فالصحيح هو ان الاية على ظاهرها بلا تأويل بالرد الى من يحدث عن الله ورسوله : قال الطبرسي (« فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول » معناه فإن اختلفتم في شيء من أمور دينكم فردوا التنازع فيه إلى كتاب الله و سنة الرسول و هذا قول مجاهد و قتادة و السدي و نحن نقول الرد إلى الأئمة القائمين مقام الرسول بعد وفاته هو مثل الرد إلى الرسول في حياته لأنهم الحافظون لشريعته و خلفاؤه في أمته فجروا مجراه فيه.