" التفصيل في اعراب القليل" وهو رسالة في اعراب قوله تعالى ( فشربوا منه الا قليلا).



قال تعالى ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) . 

قال الزمخشري "وقرأ أبيّ والأعمش : «إلا قليل» ، بالرفع . وهذا من ميلهم مع المعنى والإعراض عن اللفظ جانباً ، وهو باب جليل من علم العربية" انتهى.
ان هذا من القصد المعرفي للنص بدل القصد اللفظي، ولقد بينت في كتب سابقة منها " فقه الفقه" ووفقا لمبادئ شرعية وأدبية ولغوية وفلسفية ان النص معرفة وليس الفاظا، وسأبين هنا الاثار الشاهدة بذلك. واقول بوضوح ان من لم يدرك هذه الحقيقة فانه لن يتمكن من اصابة المقاصد والمرادات القرانية في محاولته الجمود على ظواهر الالفاظ. وان أكبر خطأ وقع فيه الظاهريون هو عدم إدراك البعد التخاطبي المعرفي للنص الشرعي فجمدوا على الظواهر غير المرادة، فأخطأوا في الكثير من المواضع.
ان النص حقيقة موجودة في مستوى اعلى من العبارات والالفاظ؛ ان النص معرفة وهو في عالم المعرفة والتحليل وليس في عالم الورقة والكتابة. ومن الخطأ جدا اعتبار عملية القراءة والفهم و إدراك المعنى انها تنتهي عند الفاظ النص بل هي شيء اكبر من ذلك واوسع وان اللفظ و العبارات هي مقدمات للنص المعرفي.
ان التمييز بين البعد اللفظي للنص وهو المقدمة للمعرفة والبعد المعرفي له وهو المنتهى امر في غاية الاهمية.
( من كتابي القادم ان شاء الله " التفصيل في اعراب القليل" وهو رسالة في اعراب قوله تعالى ( فشربوا منه الا قليلا).