بطلان القول بتحريف التوراة لفظا

 ازمة التفسير الاصولي؛ تحريف التوراة نموذجا

فرع: كلام الله تعالى لا يمكن تبديله ولا يختص ذلك بالقرآن بل يشمل حميع كتبه تعالى، فما جاء من التحريف للتوراة هو بالمعنى ولا يجوز ان يحمل على اللفظ. كما ذهب اليه الخازن والزمخشري وهو ظاهر السيوطي، والصحيح ما نص عليه صحاب ايسر التفاسير انه تاويله وتغيير معناه (وَيُعْطُونَهُ مَعْنىً آخَرَ غَيْرَ مَعْنَاهُ الصَّحِيحِ ( يُحَرِّفُونَهُ ) (حومد)

شاهد ومصدق:

ان الله تعالى عزيز وكلامه عزيز. قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال الله تعالى ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) وهو ان لم يكن عاما لكل كتاب فان القران هنا مثال للكتب. وهذا مانع من تغيير كلام الله تعالى ، وعليه النص (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)  وقوله تعالى (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)  .

فيكون ما تقدم (عدم تحريف لفظ التوراة لفظا وان التحريف في المعنى) هو الحق ومثله في (وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)  و قوله تعالى ( لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ) فانه يشمل اللفظ وان كان المشهور انه اخلاف الوعد كقوله (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ) لكن المصدق في الموضعين ان يكون نفيا لتبديل اللفظ ايضا وهو ما نقل عن عبد الله بن عمر ونسب الى ابن عباس رضي الله عنهما في رواية ( المحرر الوجيز).

وبهذا اختلفنا عن التفسير الاصولي فانهم قالوا ان نفي تحريف القران لفظا ثبت للنص فيجوز ان تحرف التوراة لعدم النص النافي بل لظهور النص في التحريف فيها، والحق ان التحريف باللفظ يمتنع على كلامه تعالى كله لانه لا يليق بعزته تعالى وان لم يكن نص ناف خاص اصلا.

#التفسير_العرضي