نثر القرآن

 هنا نموذج في نثر القرآن وهو تعويض التفسير المدرج في الايات. وهنا نثر لجزء من سورة البقرة.

قل: أبدأ قراءتي باسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ كثير الرحمة.

ألف، لام، ميم، حروف عربية؛ ذَلِكَ هو ما تكون منه الْكِتَابُ –القرآن. ان الكتاب لَا رَيْبَ فِيهِ؛ وهو هُدًى باتباعه لِلْمُتَّقِينَ؛ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ من كتب، وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وحقّ عليهم العذاب بما كسبوا وفق التقدير؛ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ.  خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فاقفلها عن الخير بما كسبوا باستحقاق. وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ فلا يهتدون. وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

وَمِنَ النَّاسِ منافقون يَقُولُون كذبا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخَادِعُونَ اللَّهَ تعالى بفعل المخادع، فالله لا يخدع، ويخادعون الَّذِينَ آَمَنُوا، وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فان الله عالم بحالهم. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ بالتقدير والمشيئة مَرَضًا.  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ، قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ.  أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ، قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ؟ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ.

وَإِذَا لَقى المنافقون الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا، وَإِذَا خَلَوْا مع شَيَاطِينِهِمْ من الانس أئمة الكفر، قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ، إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ. اللَّهُ يجازي استهزاءهم بالخسران، فانه يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يتحيرون. أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بدل الهدى، فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ.

مَثَلُ المنافقين في عدم الانتفاع بنور الايمان كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ بنور الايمان، ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ بسبب شكهم وكفرهم، وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات الضلال لَا يُبْصِرُونَ. انهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ لا ينتفعون بحواسهم، فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ الى الحق. أَوْ مثلهم كمطر شديد وهو مثل لآيات القرآن، ينزل مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ؛ تحذيرا وتذكيرا.  يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ أي اخبار الايات، حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ.  يَكَادُ الْبَرْقُ وهو مثل للآايات  يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ بالبينات، كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ وجاءت الايات بما يحبون، قبلوا به، وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ وجاءت الايات بما لا تهوى انفسهم،  رفضوه، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ بالتقدير والاستحقاق لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ. إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، فانكم بعبادته تَتَّقُونَ عقابه. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مبسوطة كالفراش، وَالسَّمَاءَ بِنَاءً؛ سقفا ترونها فوقكم، وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ، فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بطلان ذلك.  وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا محمد، فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الشديدة الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ.

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

 إِنَّ اللَّهَ لَا يترك أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً ومَا فَوْقَهَا، فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ: مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا؟ كذلك يُضِلُّ الله بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا بالتقدير والمشيئة والاستحقاق، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ بما كسبت أيديهم، الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ. أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. 

 كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ عدما، فأوجدكم،  ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ بالبعث ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون؟  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ قصد إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.

وَاذكر في الكتاب إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يخلف ويقوم بأمر الله، قَالُوا -بعلم علمهم الله اياه- أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ؟ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ فنحن احق. قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ من الامر الاصلح. وَعَلَّمَ آَدَمَ -باستعداد واستحقاق- الْأَسْمَاءَ التي اظهر مسمياتها له،  ثُمَّ عَرَضَ تلك المسميات عَلَى الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بانكم احق.  قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا. إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَاء تلك المسميات،  فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِها، قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ.

وَاذكر إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ تكريما فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ - وكان من جن الملائكة، فالملائكة اجناس - أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.

وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وهي من جنان الدنيا،  وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ، وهي شجرة من اشجارها، فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ. فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْ الجنة، فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ، وَقُلْنَا اهْبِطُوا جميعا؛ الانس والجن، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ بالتقدير والمشيئة والاستحقاق، وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ. فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ بالهام كَلِمَات دعاء فَتَابَ عَلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. 

قُلْنَا اهْبِطُوا - ايها الانس والجن-  مِن الجنة جَمِيعًا، فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ بأني فضلت اسلافكم على العالمين، وَأَوْفُوا بِعَهْدِي بالايمان بمحمد، أُوفِ بِعَهْدِكُمْ بالثواب الجزيل، وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ.  وَآَمِنُوا -يا بني إسرائيل- بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ، وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ.  وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ بشأن محمد، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَه.

وَأَقِيمُوا -يا بني إسرائيل- الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ المؤمنين بمحمد.  أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ بالتمسك بالكتاب، وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ فلا تقيمونه، وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ؟ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟  وَاسْتَعِينُوا -يا بني اسرائيل- بِالصَّبْرِ والدعاء على اموركم،  وَإِنَّ افعال البر لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

  أَتَأْمُرُونَ -يا اهل الكتاب- المسلمين بالإيمان بمحمد سرا، وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ فلا تؤمنون، وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ كتاب الْتوراة الداعي الى الايمان؟ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟  وَاسْتَعِينُوا -يا بني اسرائيل- بِالصَّبْرِ والدعاء على الايمان، وان اجابة محمد لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ بأني فَضَّلْتُ اسلافكم عَلَى الْعَالَمِينَ. وَاتَّقُوا يَوْم القيامة حيث لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا فداء وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ. وَاذكروا- يا بني اسرائيل- إِذْ نَجَّيْنَا اسلافكم مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يذيقونهم سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءهمْ ويستبقون نِسَاءَهم احياء، وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِاسلافكم الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاهم وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وهم ينظرون.

 وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ. ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَهو الْفُرْقَان لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.  وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا المفسدين منكم عقابا، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ؛ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

وَإِذْ قال اسلافكم يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ عيانا بالبصر فَأَخَذَتْهم الصَّاعِقَةُ بظلمهم وهم يَنْظُرُونَ الى حالهم واخذهم. ثُمَّ بَعَثْنَاهمْ احياء مِنْ بَعْدِ مَوْتِهمْ لَعَلَّكهم يَشْكُرُونَ. وَظَلَّلْنَا عَلَيْهمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عليهم الْمَنَّ وَالسَّلْوَى وقلنا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.

وَإِذْ قُلْنَا لأسلافكم على لسان نبي: ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ المقدسة، فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا : سجودنا حطة لذنوبنا، (فان فعلتم) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ.  فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ، فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا عذابا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ.

وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ، فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ، فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا، قَدْ عَلِمَ كُلُّ بني سبط منهم مَشْرَبَهُمْ. وقلنا كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ، وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. 

  وَإِذْ قال اسلافكم: يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى المن والسلوى طعاما واحدا، فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ كراثها وَخيارها وثومها وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ونحو ذلك. قَالَ تطلبون الَّذِي هُوَ أَدْنَى بدلا من ِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ منه؟ اهْبِطُوا مِصْرًا من الامصار، فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ. وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا وفق كتابه وعلمه منهم فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.

 وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ - يا بني إسرائيل - وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الجبل علامة وفضلا وقلنا: خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ من كتاب بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ واعرضتم عن الطاعة مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ بكم وعفوه عنكم لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ، فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ. فَجَعَلْنَاهَا عبرة لمن عاصرها ومن جاء بعدها، وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ.  

   وَاذكر إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ وقد قُتل قتيلٌ لا يعرف قاتله وتخاصموا فيه، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً لكشف الامر. قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا؟  قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ. قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ. قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا مسنة وَلَا صغيرة وانما وسط بَيْنَ ذَلِكَ. فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ. قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا. قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ شديد الصفرة لَوْنُهَا، تَسُرُّ النَّاظِرِينَ. قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ، إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ. قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ غير مذللة بالعمل فلا تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ، مُسَلَّمَةٌ من العيوب لونها واحد ليس فيها لون اخر. قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ.

 وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا قبل ذلك فتدافعتم فيها وتخاصمتم فِيهَا، وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ على بعضكم.  فَقُلْنَا اضْرِبُوا الميت بِبَعْضِ البقرة فحيي واخبر أمر قتله، كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى. وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ بل أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ من علو الى سفل مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ انقيادا لامر الله. وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.